المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

المفتي.
2023-05-21
صحافة المواطن والتفاعلية الاجتماعية
2023-04-20
أنواع التخطيط - تخطيط حسب النوع
14-7-2019
لماذا لا يمكن اجتماع إمامين في زمن واحد ؟
10-1-2021
موقع مدينة حمص
2-2-2016
كفارة الصوم
11-10-2018


ولاية حذيفة اليماني على المدائن  
  
4120   02:18 مساءاً   التاريخ: 29-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج10 ، ص139-143.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

لم يستعمل الامام (عليه السلام) أي وال محاباة أو اثرة وإنّما كان يبغي الحقّ والمصلحة العامّة للامّة وكان يضع العيون والرقباء على تصرّفاتهم فمن شذّ في سلوكه وسيرته عن منهج الحقّ بادر إلى عزله .

نصّ الباحث الكبير السيّد صدر الدين السيّد علي خان على أنّ الإمام (عليه السلام) أقام الصحابي الجليل حذيفة اليماني واليا على المدائن وهو من أبرز الصحابة في فضله وتقواه وكان يسمّى صاحب السرّ ؛ لأنّه كان يعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد اتّصل اتّصالا وثيقا بالإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان يذيع فضائله وينشر مناقبه وهو القائل : إنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) سيّد المرسلين وإمام المتّقين ، ورسول ربّ العالمين ليس له شبيه ولا نظير وعليّ (عليه السلام) أخوه وإلى هذا المعنى أشار الصفيّ الحلّي بمدحه للإمام :

أنت سرّ النّبيّ والصّنو وابن         العمّ والصّهر والأخ السّجّاد

لو رأى مثلك النّبيّ لآخاه           وإلاّ فأخطأ الانتقاد

عهد الإمام (عليه السلام) بولاية المدائن إلى حذيفة وكتب إليه هذه الرسالة وقد جاء فيها بعد البسملة : من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى حذيفة بن اليمان سلام عليك.

أمّا بعد فإنّي قد ولّيتك ما كنت عليه لمن كان قبلي من حرف المدائن وقد جعلت إليك أعمال الخراج والرّستاق وجباية أهل الذّمّة فاجمع إليك ثقاتك ومن أحببت ممّن ترضى دينه وأمانته واستعن بهم على أعمالك فإنّ ذلك أعزّ إليك ولوليّك وأكبت لعدوّك وإنّي آمرك بتقوى الله وطاعته في السّرّ والعلانيّة وأحذّرك عقابه في الغيب والمشهد وأتقدّم إليك بالإحسان إلى المحسن والشّدّة على المعاند وآمرك بالرّفق في أمورك والدّين والعدل في رعيّتك فإنّك مسائل عن ذلك وإنصاف المظلوم والعفو عن النّاس وحسن السّيرة ما استطعت فإنّ الله يجزي المحسنين , وآمرك أن تجبي خراج الأرضين على الحقّ والنّصفة ولا تجاوز ما تقدّمت به إليك ولا تدع منه شيئا ولا تبدع فيه أمرا , ثمّ اقسم بين أهله بالسّويّة والعدل واخفض لرعيّتك جناحك وواس بينهم في مجلسك وليكن القريب والبعيد عندك في الحقّ سواء واحكم بين النّاس بالحقّ وأقسم فيهم بالقسط ولا تتّبع الهوى ولا تخف في الله لومة لائم فإنّ الله مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون , وقد وجّهت إليك كتابا لتقرأه على أهل مملكتك ليعلموا رأينا فيهم وفي جميع المسلمين فأحضرهم واقرأ عليهم وخذ البيعة لنا على الصّغير والكبير منهم إن شاء الله تعالى.

وحوت هذه الرسالة جميع صنوف العدل وما تبنّاه الإمام (عليه السلام) في سياسته المشرقة من إسعاد الشعوب ونشر القيم الكريمة بينهم.

وأرسل الإمام (عليه السلام) إلى أهل المدائن هذه الرسالة وأمر عامله حذيفة بقراءتها عليهم وهذا نصّها بعد البسملة : من عبد الله أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين ؛ سلام عليكم فإنّي أحمد إليكم الله الّذي لا إله إلاّ هو وأسأله أن يصلّي على محمّد وآله.

أمّا بعد فإنّ الله تعالى اختار الإسلام دينا لنفسه وملائكته ورسله إحكاما لصنعه وحسن تدبيره ونظرا منه لعباده وخصّ به من أحبّه من خلقه فبعث إليهم محمّدا فعلّمهم الكتاب والحكمة إكراما وتفضّلا لهذه الأمّة وأدّبهم لكي يهتدوا وجمعهم لئلاّ يتفرّقوا ووقفهم لئلاّ يجوروا فلمّا قضى ما كان عليه من ذلك مضى إلى رحمة الله حميدا محمودا , ثمّ إنّ بعض المسلمين أقاموا بعده رجلين رضوا بهديهما وسيرتهما فأقاما ما شاء الله ثمّ توفّاهما الله عزّ وجلّ ثمّ ولّوا بعدهما الثّالث فأحدث أحداثا ووجدت الأمّة عليه فعالا فاتّفقوا عليه ثمّ نقموا منه فغيّروا ثمّ جاءوني كتتابع الخيل فبايعوني وإنّي أستهدي الله بهداه وأستعينه على التّقوى , ألا وإنّ لكم علينا العمل بكتاب الله وسنّة نبيّه (صلى الله عليه واله) والقيام عليكم بحقّه وإحياء سنّته والنّصح لكم بالمغيب والمشهد وبالله نستعين على ذلك وهو حسبنا ونعم الوكيل , وقد ولّيت أموركم حذيفة بن اليمان وهو ممّن أرضى بهداه وأرجو صلاحه وقد أمرته بالإحسان إلى محسنكم والشّدّة على مريبكم والرّفق بجمعكم , أسأل الله لنا ولكم حسن الخيرة والإسلام ورحمته الواسعة في الدّنيا والآخرة ورحمة الله وبركاته .

وحكت هذه الرسالة نعمة الله على عباده بأن أرسل لهم رسوله العظيم فجاءهم بالإسلام الذي هو الدين القيّم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده وجعله مشعلا للهداية والسلامة من مآثم الحياة كما عرضت هذه الرسالة إلى الأحداث المؤسفة التي رافقت وفاة المنقذ الأعظم (صلى الله عليه واله) وما آلت إليه الامّة بعد أن تقلّد الخلافة من الفتن التي أثارتها قريش ضدّه وقد قطع الإمام (عليه السلام) على نفسه عهدا أن يسير بين المسلمين بسنّة الرسول (صلى الله عليه واله) ويطبق على الحياة العامّة منهج القرآن الكريم هذا بعض ما حوته هذه الرسالة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.