المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06

التقييد ألاتفاقي للقوة الملزمة لمستندات قبل التعاقد
14-3-2017
سمير بن شريح الهمداني.
22-11-2017
الفعل المضارع
15-10-2014
Echinocandins
31-3-2016
اللبن اللطيف من الدم الخبيث
25-6-2019
طرق اختيار المنطقة المراد الضبط البؤري عليها
13-12-2021


من مساوئ التبني / الكذب الدائم  
  
2279   01:47 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص258-263
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-18 677
التاريخ: 22/12/2022 1236
التاريخ: 2023-03-15 1189
التاريخ: 2023-03-04 853

 من المساوئ التي تحصل من وراء التبني موضوع الكذب الدائم المتمادي لان الأهل عندما يقولون للولد إنه ابنهم فإنهم يكذبون بشكل مستمر على ابنهم كذبا غير مبرر من الناحية الشرعية وهذا من أعظم السيئات التي تحصل في موضوع التبني .

ـ نوع متعارف من التبني :

من الحالات التي تحصل كثيرا في مجتمعاتنا ويعتبرونها مبررة ويظنون أن لا إشكال فيها حالة أنه وبعد ان تزوج أحدهم من سيدة اكتشف بعد فترة انها لا تنجب , فتزوج من أخرى وأنجبت له فأخذ الولد منها وسجله باسم الزوجة الأولى وطلق الثانية , اعتبر أن هذا ليس فيه مشكلة لأنه لم يطمس له حسبه ونسبه فهو منتسب لأبيه الحقيقي ولا يوجد الإشكاليات ...

والحقيقة إن هذا التصرف يندرج أيضا تحت عنوان التبني مع أن الأب حقيقي ولكن الام ليست أما حقيقية وبهذه الحالة فإن هذا الولد لا يعرف والدته وحقه من الناحية الشرعية أن يعرف امه واباه فأهل الأم أيضا أنسباؤه ولا يجوز له أن يتعامل مع أهل أمه التي تبنته كما يتعامل مع امه الحقيقية ,فليس أخوها خاله ولا أختها خالته . والنص القرآني واضح إذ يقول الله سبحانه تعالى:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}[الأحزاب: 5].

وفي حالة مشابهة لهذه الحالة عرفتها بشكل قريب اكتشف الولد المتبنى بعد عشرين سنة أن أمه التي تربيه ليست والدته , فأي صدمة نتوقعها لهذا الولد ؟ الأم هذه التي تركت ابنها ما هي ظروفها فلعل الأب الذي تزوجها أغراها بالمال وهي فقيرة , أو لسلطة معينة فرض عليها ذلك أو شيئا من هذا القبيل . وراجع هذا الولد الموضوع وتتبعه الى أن اكتشف ان أمه الحقيقية كانت فقيرة وتعمل لدى والده فأغراها بالمال وأكرهها على ترك الولد بعد أن دفع لها ثمن حملها مالاً كانت مضطرة إليه وكان الشرط أن لا تطالب به بعد ذلك وتتركه بمجرد إنجابها له , وأقسمت له أنها فكرت كثيرا بأن تطالب به ولكن خوفها من سطوة والده ذي النفوذ العالي منعها من ذلك إضافة الى أنها كانت مطمئنة الى أن ابنها يتلقى أفضل التعليم ويعيش في أفضل الظروف فلا مشكلة طالما أنها مطمئنة عليه .

الذي حصل أن هذا الشخص احتقر أباه وأمه التي ربته واعتبرهما جباران ظالمان ما جعله يترك البيت ويلتحق بأمه الحقيقية ولم يعالج الأمر بسهولة بل إن الانعكاس على هذه العائلة كان خطيراً ومدمراً .

ـ قصة وعبرة :

من المشاكل التي عملنا على علاجها وكان لها الأثر الكبير في نفسي قضية شاب يحب فتاة وبنى معها علاقة زواج طبيعية وحصل وقاع أدى الى حمل لم يدر به الأب , بل حتى الأم لأن هذا الشاب اضطر للسفر لأمر ضروري على أساس أنه عندما يعود سيعلن الأمر ولكن المشكلة التي حصلت أن هذه العلاقة أدت الى الحمل والمشكلة الأكبر ان المنطقة التي سافر إليها هذا الشاب يصعب الاتصال به فيها , هنا وقعت الفتاة في حيرة حول ما يجب عليها أن تفعل جربت أن تنتظر ليعود وهربت الى مكان بعيد عن أهلها حيث أكملت حملها الى أن أنجبت ولدا , ولكنه عندما لم يأت طلب منها الناس الذين عطفوا عليها وسكنت عندهم طوال فترة الحمل الى حين الوضع أن تسلمه الى عائلة تتبناه وتعود هي الى أهلها حيث مكانها الطبيعي وبعد أن طالت مدة غياب الأب الحقيقي , وبعد أن احست أن هؤلاء الناس باتوا يتذمرون منها وافقت على مضض وقاموا فعلا بتأمين عائلة لا أولاد لديهم ليتبنوا الولد , قام الرجل الذي لم ينجب بمراجعة جميع المراجع الشرعية الإسلامية ولم ينجح بأن يأخذ إذنا بالتبني , فذهب الى أحد المياتم بالأديرة وأجرى معاملة التبني وأصبح الولد ابنا له وسافر الرجل آخذا معه ابنه المتبنى الى خارج البلاد وباسمه هو .

عاد الأب الحقيقي ليكتشف أن ابنه أصبح في عهدة رجل آخر وهو خارج البلاد . ولجأ إلينا سائلا عن حكمه الشرعي وماذا يجب عليه أن يفعل وأبلغناه أن تكليفه الشرعي أن يقوم ببذل أقصى جهده لإرجاع ابنه مهما كانت التكاليف .

وفعلا تم الاتصال بالمتبني الذي رفض إرجاع الولد أولا لأنه أصبح في الدولة التي ذهب إليها ابنا رسميا له . وثانيا لأنه وزوجته أحبا هذا الولد الذي عاشا معه لحوالي السنة والنصف. وثالثا لأن معاملات التبني التي حصلت مكلفة جدا فهو أتى كما قال من آخر الدنيا بعد أن وصله خبر هذا الولد وتكلف أجرة الطائرة هو وزوجته ذهابا وإيابا إضافة الى أن معاملات نقل الولد الى اسمه واستخراج وثائق رسمية له هنا في لبنان وكذلك في البلد الذي يعيش فيه قد كلفته بين ثلاثين الى أربعين ألف دولار على الأٌقل . لذلك فإنه لن يرضى بإعادته لأبيه مهما كلفه الأمر وليرفع الأمر الى القضاء المدني وهو مستعد للمواجهة .

الذي حصل أننا أصدرنا حكما شرعيا بأن هذا الولد ابنه ولكن المشكلة أنه في المجتمعات الغربية لا يعتبرون القرارات الصادرة عن المحاكم اللبنانية . وهذه المشكلة ما كانت لتحصل لو التزم هذا الشخص الذي أخذ الولد بالحكم الشرعي بحرمة التبني ولكن عدم الالتزام أدى الى هذه المشكلة المستعصية .

وبعد سنوات من هذه القضية علمت أن هذا الاخ لم يصل الى نتيجة , بل إن الحكومة الغربية أثبتت بنوة الولد للأب المتبني ولم تأخذ بكل ما أبداه الأب الحقيقي , ولكنه مع ذلك لم ييأس وما زال يتابع جهوده لاستعادة ابنه .

ـ قصة أخرى وعبرة :

ومن القصص التي سمعنا بها أيضا قضية أب كان قد تزوج من امرأة وحصلت بينه وبينها مشكلة أدت الى الطلاق وهي حامل ولكي تكيده على طلاقه لها رمت له الولد كما يقولون في لهجتنا العامية من دون أن تراه كما روى لنا الأب الذي ومن أجل أن يؤمن من يرعى له ابنه تزوج من امرأة أخرى وسجل الولد بعد مدة على اسم الزوجة الجديدة . وحصلت هنا بعد سنين طويلة قصة درامية وهي أن الولد كان يجلس بجانب النهر فإذا بشخص يقترب منه ويقول له : أنت فلان فيجيبه بالإيجاب فيكمل الشخص أنا خالك فيستغرب الولد الأمر متسائلا كيف هذا ؟ فيروي هذا الشخص القصة كاملة ثم يعود الولد الى أهله ويفتعل مشكلا كبيرا لأنه عرف أن المرأة التي عاش معها طوال عمره ليس والدته , ثم ذهب ليتعرف على امه الحقيقية فوجدها ميتة . ما سبب له صدمة أولى كبيرة والصدمة الثانية أنه اكتشف أن لأمه عقارات فأراد أن يطالب بإرثه من أمه غير أن إخوته من أمه رفضوا ذلك وانكروا كونه أخاهم خاصة أنه مسجل بالدوائر الرسمية على أنه ابن زوجة أبيه وليس ابن امهم , ومن المؤذي أن يتبرأ الناس من نسبهم من أجل المادة والمصالح الذاتية , غير ان ذلك ما كان ليتم لولا حادثة التبني وهذه المشكلة أيضا من مساوئ التبني .

في الخلاصة حرم الشرع الإسلامي التبني لما فيه من ضياع الأنساب واختلاطها بشكل غير شرعي , وأصر الإسلام على نسبة الولد لأبويه من دون تفريق بين أب وأم لما لموضوع التبني من آثار سلبية على المجتمع والعائلة . وقد كان التبني معمولا به في صدر الإسلام فاختار الله سبحانه وتعالى رسول الله (صلى الله عليه واله) كي يُحرم ما تعارف عليه بين الناس في حادثة زيد بن حارثة وزينب بنت جحش ليثبت الإسلام أن ادعاء البنوة لا ينشر حرمة ويستطيع من تبنى شخصا أن يتزوج من زوجة من تبناه لو توفي عنها أو طلقها , لأنه ليس ابنا له وقد فعلها رسول الله (صلى الله عليه واله) كي لا يكون بعد ذلك حرج عن أي شخص يرعى ولدا ثم يتزوج هذا الولد فيطلق بعد ذلك زوجته أو يموت عنها فيتزوجها الراعي من دون أي مشكلة  ويجب على الناس أن يلتزموا بالحكم الشرعي فلا يدخلوا في موضوع التبني فهو حرام ويؤدي الى أمور محرمة كثيرة هم مسؤولون عنها وإذا تبنوا أحدا فإن الله سيحاسبهم فيما إذا تزوج الأخ من أخته وإذا أنجب من أخته , وكذا لو حرم الأخ من أرث أخيه , أو ابيه , أو أمه , كله أو بعضه , فموضوع التبني يوقع المتبني وكل أطراف القضية بكثير من المحرمات الشرعية  وبالتالي فإنه سيكونون مأثومين شرعا لأنهم كانوا سببا لها , ومع ذلك يمكن لهم أن يمارسوا التبني عمليا من دون حذف النسب وإلغائه , وبذلك يسكنوا لوعتهم ويكسبون الاجر على رعاية ضعيف يحتاج الى الرعاية .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.