المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

كرم الأمام الحسن وجوده
7-03-2015
تمدُّد expansion
28-2-2019
اجهزة التحكم في تهوية البيوت المحمية (الصوب الزراعية)
15-6-2017
الخلفاء بين الدين والسياسة
22-11-2019
الخصخصـة والمـنافسـة في الهـند
28-7-2021
Historical changes in productivity
19-1-2022


القيــــم  
  
7240   09:25 صباحاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص208-211
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

نظرت الفلسفة المثالية إلى القيم أنها موجودة قبل وجود الإنسان وليس له دخل فيها, وحددتها بثلاث قيم مطلقة ثابتة هي: الحق المطلق والخير المطلق والجمال المطلق, وعلى أساس هذه القيم الثلاث تتحدد جميع القيم الحياتية.

أما الفلسفة الواقعية فقد نظرت على أن القيم هي من نتاج الإنسان وخبراته , وأن الإنسان هو الذي يحددها ويضفي عليها معانيها حسب ظروفه واحتياجاته .

ولكن الفلسفة البراجمانية لا تؤمن بوجود قيم مطلقة , وقيمة القيم تحددها الناحية النفعية , وأي فعل أو سلوك اجتماعي تتحدد قيمته بنتائجه النفعية .

ويبدو ان أول من استعمل لفظ القيمة بالمعنى الفلسفي وعمل على نشره هو لوتز (Lotze) واللاهوتي ريتشل (Ritschel) , كما نجم عن نجاح فلسفة نيتشة (Nietzche) إنتشار استعمال كلمة (القيمة) بين المثقفين . ولكل مجتمع أسلوب خاص في النظر في الصفات والخصائص, فكان لليونان اصطلاح يستخدمونه للإشارة إلى الخصائص الصحيحة أو الواجبة للإنسان الفاضل , وفي المجتمعات البدائية كان هناك اتفاق عام حول الصفات التي يجب أن تتوافر في القادة والزعماء والصفات التي تجعل من الإنسان إنساناً صالحاً أو سيئاً ومحترماً أو قليل الأهمية (1) .

والقيم تعرف على أنها (الصفات الشخصية التي يفضلها أو يرغب فيها الناس في ثقافة معينة)(2) فالشجاعة والايثار وضبط النفس من الصفات المرغوبة في كل ثقافة . ولكن القيم ليست صفات مجردة فحسب , بل هي في الواقع انماط سلوكية تعبر عن هذه القيم , ويمكن النظر إلى القيمة على أنها اهتمام أو اختيار أو تفضيل أو حكم يصدره الإنسان على شيء ما مستعينا بالمبادئ والمعايير التي وضعها المجتمع , لتحديد المرغوب فيه واللامرغوب من أنماط السلوك (3) .

ـ تصنيف القيــــم :

يقوم تصنيف القيم على عدة أسس (4) :

1ـ على أساس المحتوى , كالقيم الدينية والخلقية والجمالية والاقتصادية , وقد صنفها سبرانجر (Spranger) في كتابه "أنماط الرجال " إلى ستة أنواع (5) : وهي :

ــ القيمة النظرية ويعبر عنها اهتمام الفرد وميله إلى اكتشاف الحقيقة.

ــ القيمة الاقتصادية : وهي اهتمام الفرد وميله إلى ما هو نافع .

ــ القيمة الجمالية : اهتمام الفرد وميله إلى ما هو جميل من نواحي الشكل والتوافق والتنسيق .

ــ القيمة الاجتماعية : ويعبر عنها باهتمام الفرد وميله الى غيره من الناس .

ــ القيمة السياسية : وتظهر في اهتمام الفرد بالنشاط السياسي وحل مشكلات الناس .

ــ القيمة الدينية : ويعبر عنها اهتمام الفرد وميله لمعرفة ما وراء العالم الظاهري , فهو يرغب في معرفة أصل الإنسان ومصيره , ويرى أن هناك قوة تسيطر على العالم .

2ـ على أساس المقصد: فهي إما وسائلية أي تعتبر القيم وسائل للوصول إلى غايات أبعد كالترقي , أو قيم غائية في حد ذاتها , مثل حب البقاء .

3ـ على أساس الشدة : وهي قيم ناهية وملزمة , وقيم تفضيلية , وقيم مثالية تحدد ما يرجى أن يكون عليه الشيء.

4ـ على أساس العمومية (أو الشيوع أو الانتشار) وهي , إما قيم عامة مثل القيم الدينية , الزواج والعفة ...الخ, أو قيم خاصة تتعلق بموقف أو طبقة أو دور.

5ـ على أساس الوضوح: وهي إما ظاهرية كالقيم المتعلقة بالمصلحة العامة, أو ضمنية يستدل عليها من ميول الناس وسلوكهم, مثل القيم المرتبطة بالسلوك الجنسي.

6ـ على أساس الدوام: والدوام إما مطلق أو نسبي يتغير من جيل إلى آخر كما في الموضات.

وتتصف القيم بمجموعة من الخصائص المهمة نذكر منها (6):

ــ انها ليست من وضع شخص معين، بل هي حصيلة تجربة جماعية.

ــ ليست صفات مجردة , بل يتوصل إليها من خلال أنماط السلوك المعبرة عنها .

ــ تعتبر معايير وضوابط للسلوك الإنساني .

ــ تنتقل من جيل إلى آخر عن طريق التربية والتنشئة الاجتماعية .

ــ لها صفة العمومية , فقد تختلف من فئة إلى أخرى , ولكن هناك قيماً معينة عامة لجميع أفراد المجتمع .

ــ تختلف من مجتمع لآخر , وان اشتركت في بعض نواحيها .

ــ لها صفة التغير والتطور رغم بطئه , والذي يتم نتيجة عوامل مختلفة .

ـ أهميتــــها :

تلعب القيم دوراً مهماً في حياة الفرد والمجتمع , ويبدو ذلك في انتقاء الأفراد الصالحين لبعض المهن, مثل رجال السياسة والدين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين, وفي تعليم الناس القيم الصالحة, وهي موجهة وضابطة للسلوك الإنساني , كما تلعب دوراً مهماً في تحقيق التوافق الاجتماعي والنفسي , وفي عمليات العلاج النفسي , وتساعد في اعطاء المجتمع وحدته ؛ لأنها تعمل على اقامة نقاط التقاء تتجه إليها أفعال الإنسان .

ـ مصادر القيم :

تختلف المصادر التي تشتق منها القيم من ثقافة إلى أخرى , وعلى العموم فإن المصادر التي تشتق منها القيم في المجتمعات البشرية هي :

ــ التشريعات السماوية .. وتشتق منها القيم المطلقة , وهي ثابتة مثل القيم المتعلقة بالحق المطلق , الخير المطلق , والجمال المطلق , وتشمل القيم الروحية والخلقية والمادية وغيرها  .

ــ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومجمل الحياة الانسانية , وتشتق منها الكثير من القيم المادية والمعنوية المختلفة .

_____________

1ـ محمد عاطف غيث , مقدمة في علم الاجتماع , طبعة أولى القاهرة , عالم الكتب , 1977 , ص132 .

2ـ حامد زهران، علم النفس الاجتماعي، طبعة الرابعة، القاهرة، عالم الكتب، 1977، ص 132.

3ـ فوزية ذياب , القيم والعادات الاجتماعية . القاهرة , دار الكتاب العربي للطباعة والنشر , بلا تاريخ , ص15 .

4ـ حامد زهران , مرجع سابق , ص133 – 135 .

5ـ فوزية ذياب , مرجع سابق ص74 .

6ـ حسني عايش , وعيسى أبو شخة : المجتمع العربي , الطبعة (11) , 1985 , ص149 – 150.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.