المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

حجز العقار
30-7-2017
Peptides Are Chains of Amino Acids
9-4-2017
حجية مرسلة الثقة عن غير واحد ونحو ذلك.
2023-05-15
مـكونـات مـصـروفـات حـسابـات العـمـلاء فــي المـصـارف
2024-04-30
 البروتينات Proteins
24-2-2016
الصمت والكلام
31-12-2021


التثقيف (Enculturation)  
  
2363   11:22 صباحاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص206
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

 ويعني إيجاد كل فرد ثقافته (1) ويتم من خلال مجموعة العمليات والمؤثرات التي تؤثر على الطفل (الكائن البيولوجي) وتجعل منه كائناً اجتماعياً , ويؤكد من تناول هذا الموضوع بالدراسة والبحث على أن الأسرة هي الخلية الأولية في المجتمع , والأهم في عملية التثقيف . وخلال مراحل حياة الطفل ونموه شيئاً فشيئاً يبدأ في الابتعاد عن السلوكيات البيولوجية والاقتراب من أنماط السلوك الثقافي . ومن الجدير بالذكر أن الطفل في سني حياته الأولى يمكن تثقيفه بثقافة جديدة لأن الثقافة لا تنتقل وراثياً بل هي مكتسبة واجتماعية.

وكل مجتمع من المجتمعات البشرية , من خلال عمليات التطبيع الاجتماعي يؤكد ضرورة تكيف أطفاله مع ثقافتهم الوطنية , والتي تحتاج لجهود كبيرة وإلى زمن طويل وتدريب وتعليم مناسب , إلى أن يصبحوا ناضجين وواعين وقادرين على التصرف بمعقولية تجاه ما تحدده وتتطلبه ثقافته الأصلية , وهم قادرون على التعلم والتثقيف بالثقافة التي يريدها لهم مجتمع , إذا توفرت الشروط الموضوعية والذاتية المناسبة .

وبعملية التثقيف يتمكن الجيل الصاعد من التحكم في مجموعة كبيرة من سلوكياته وأفكاره وعاداته وقيمه... الخ , التي لها علاقة اجتماعية كثيرة وتتكون على أساسها العمليات الاجتماعية داخل محتوى الثقافة , وهناك قاسم مشترك للمعتقدات والسلوكات والقيم والعادات يجب أن تتوافر عند الإنسان ليصبح منتمياً لثقافة معينة, وإلا أصبح يعيش في حالة من الاغتراب الاجتماعي . وليصبح الفرد كائناً اجتماعياً عليه أن يتعلم ويقلد الأنماط والسلوكات والقيم الخاصة بالثقافة , وتكوين تفاهم مشترك بينه وبين أعضاء مجتمعه , وعلى هذا الأساس يكون أفراد ثقافة ما متشابهين إلى حد ما في الكثير من الصفات . ولكن لا يصل ذلك إلى حد التطابق الكامل .

__________

1ـ د. ابراهيم ناصر , أسس التربية , طبعة أولى , عمان , دار عمار للنشر , 198, ص298.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.