أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
1719
التاريخ: 7-10-2014
1841
التاريخ: 5-5-2016
2542
التاريخ: 7-10-2014
1545
|
يؤكد الإمام (عليه السلام) على أن الله سبحانه حين خلق الجبال في الأرض ، جعل لكل جبل منها جذراً في الأرض هو الوتد ، ولهذا الوتد وظيفتان :
الأولى : أنه يحفظ الجبل من التهافت والانزلاق ، كما حدث لجبل السلط قرب عمّان ، الذي انزلق من مكانه وسار.
الثانية : أن الوتد المغروس في أديم الأرض يمسك طبقات الأرض نفسها ، بعضها ببعض ، فيمنعها من الاضطراب والميدان ، تماماً كما نفعل عندما نمسك الصفائح المعدنية المنضدة فوق بعضها بغرس مسامير[أسافين] قوية فيها .
هذه وظيفة الجبال بالنسبة لاستقرار الأرض. أما وظيفتها بالنسبة لاستقرار حياة الإنسان ، فوجود الجبال على الأرض يحافظ على التربة والصخور الموجودة على سطح الأرض من الزوال والانتقال ، ويحفظها من تأثير الرياح العاصفة بهاء فيتسنى بذلك إقامة حياة إنسانية رتيبة في الجبال والسهول والوديان . ولو كان سطح الأرض مستوياً بدون الجبال لكان عرضة للتغيّر المستمر.
أما أهمية الجبال في تشكيل الينابيع والأنهار فقد تكلمنا عنها قبل قليل .
وقال الإمام (عليه السلام) في الخطبة الأولى من النهج :
(فطر الخلائق بقدرته ، ونشر الرياح برحمته ، ووتد بالصخور ميدان أرضه " .
وقال الإمام (عليه السلام) في الخطبة ( ٨٩ ) من النهج :
" وعدل حركاتها بالراسيات من جلاميدها ، وذوات الشناخيب الشُم من صياخيدها . فسكنت من الميدان لرُسوب الجبال في قطع أديمها ، وتغلغلها متسربة في جوبات خياشيمها ، وركوبها أعناق سهول الأرضين وجراثيمها " .
فهو (عليه السلام) يقول : إن الله سبحانه عدل حركة الأرض بما أنشأ عليها من الصخور الثقال والجبال الرواسي . فسكنت عن الاضطراب لنزول الجبال في طبقات سطحها متغلغلة في فرجاتها وثقوبها التي تشبه ثقوب الأنف [الخياشيم] .
تسيير السحب الى أعالي الجبال :
يبين الإمام علي (عليه السلام) في خطبة الأشباح رقم ( ٨٩ ) من نهجه ، نعمة من يعم الله على عباده ، تتصل بتحريك الجو وما فيه من هواء ورياح وغيوم . ففي تقدير الله تعالى أنه أجرى في السهول انهاراً ليشرب منها الناس والدواب والنبات، أما المناطق العالية في الجبال فلم يتركها بدون ماء وحياة، بل سير لها نصيبها من الماء عن طريق حركة الرياح التي تنشأ عن اختلاف درجة الحرارة بين سطح البحر وسطح الجبل، فإذا تبخر ماء البحر علا في الجو لخفته، وانحدر من الجبل هواء بارد يملأ فراغه، فتحدث بذلك دورة للرياح، تحمل بموجبها سحب الأمطار إلى أعالي الجبال، فإذا وصلت إلى هنالك فوجئت ببرودة جو الجبال، فتكاثفت وانعقدت أمطارا ، تجري على الجبال مشعه الحياة والخصب والنضارة والرزق، للنبات والأنعام والأنام .
اسمع إلى هذه الصورة الطبيعية البديعة، يصورها لنا ويعرفها علينا الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع الرائع من البلاغة والبيان، يقول (عليه السلام) :
" وفسح بين الجو وبنها (الضمير عائد للجبال)، وأعد الهواء متسنماً لساكنها، وأخرج إليها أهلها على تمام مرافقها . ثم لم يدع جرز الأرض (أي الأرض الى منبت عند مرور مياه العيون عليها) التي تقصر مياه العون عن روابيها، ولا تجد جداول الأنهار ذريعة الى بلوغها، حتى أنشأ لها ناشئة سحاب تحيي مواتها، وتستخرج نباتها. ألف غمامها بعد افتراق لمعه، وتباين قزعه " .
وهذا المفهوم مطابق لقوله تعالى : { أولم يروا أنا نسوق الماء إلى ألأرض الجرز فنخرج به ، زرعا تأكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون } [السجدة : ٢٧ ] .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|