أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016
1544
التاريخ: 23-11-2014
2686
التاريخ: 11-4-2016
1930
التاريخ: 2023-09-21
788
|
وصف الإمام علي (عليه السلام) الطيور، ومنها الطاووس، أجمل وصف وأتمه ، وبين شيئا من عاداتها وأحوالها .
قال (عليه السلام) في الخطبة ( ١٦٣ ) من النهج :
" ابتدعهم خلقا عجيبا ، من حيوان وموات ، وساكن وذي حركات . وأقام من شواهد البينات على لطيف قنعنه ٠ وعظيم قدرته ، ما انقادت له العقول معترفة به، ومسلمه له، ونعقت في أسماعنا دلائله على وحدانيته . وما ذرأ من مختلف صور الأطيار، التي سكنها أخاديد الأرض، وخروق فجاجها، ورواسي أعلامها [ أي جبالها ]. من ذات اجنحه مختلفة، وهيئات متباينة، مصرفه في زمام التسخير، ومرفرفه بأجنحها في مخارق الجو المنفسح ، والفضاء المنفرج، كونها بعد إذ لم تكن ، في عجائب صور ظاهره ، وركبها في حقاق مفاصل محتجبه. ومنع بعضها بعباله خلقه (أي فخامته) أن يسمو في الهواء خفوفا، وجعله يدف دففا [الدفيف : تحريك الجناحين والرجلين على الأرض] . ونسقها على اختلافها في الأصابيغ، بلطيف قدرته ، ودقيق صنعه. فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فه، ومنها مغموس في لون صبغ قد طوق بخلاف ما صبغ به " .
الطاووس :
ثم قال (عليه السلام) :
" ومن أعجبها خلقا : الطاووس الذي أقامه في أحكم تعديل ، ونضد الوانه في أحسن تنضيد، بجناح اشرج قصبه [أي داخل بين آحاده ونظمها على اختلافها في الطول والقصر]، وذنب اطال مسحبه . اذا درج إلى الانثى نشره من طيه، وسما به مطلا على رأسه [أي مشرفا عليه كأنه يظلله ]، كآنه قلع [ اي شراع السفينة] داري [الداري : جالب العطر في البحر من منطقة دارين بالبحرين ] عنجه نوتيه [أي عطفه الملاح] . يختال بألوانه، ويميس بزيفانه [ أي يتبخر بتحريك ذنبه يمينا وشمالا ] . يفضي [أي يجامع أنثاه] كإفضاء الديكة ، ويؤر بملاقحه ار الفحول المغتلمة في الضراب [أي التي غلبتها شهوة الملاقحة] .
أحيلك من ذلك على معاينة ، لا كمن يحيل على ضعيف إسناده . ولو كان كزعم من يزعم آنه بلقح بدمعة تسفحها مدامعه، فتقف في ضفتي جفونه، وأن انثاه تطعم ذلك ، ثم تبيض لا من لقاح فحل سوى الدمع المنبجس ، لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب [أي أن هذا الزعم كائن ايضا في الغراب ، إذ قالوا إن تلقيحه يكون بانتقال جزء من الماء المستقر في قانصة الذكر الى الأنثى ، فتناوله من منقاره . ومنشأ هذا الزعم في الغراب إخفاؤه تلقيحه ] . تخال قصبه مداري من فضة [ المدراة : أداة لها آسنان كالمشط ] ، وما أنبت علها من عجيب داراته وشموسه ، خالص العقيان، وفلذ الزبرجد [ يشبه بياض القصب بالفضة ، وصفره الريش بالعقيان وهو الذهب ، وخضرته بالزبرجد ، وهو حجر كريم أخضر] . فان شبهته بما انبتت الأرض قلت : جني جني من زهرة كل ربيع . وان ضاهيته بالملابس فهو كموشي الحلل ، آو كمونق عصب اليمن [ضرب من البرود المنقوشة ] . وان شاكلته بالحلي فهو كفصوص ذات الوان ، قد نطقت [من النطاق : وهو الحزام] باللجن (أي الفضة) المكلل . يمشي مشي المرح المختال ، ويتصفح ذنبه وجناحيه ، فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله ( أي ما يلبسه ) ، وأصابيغ وشاحه . فإذا رمى ببصره الى قوائمه ، زقا (اي صاح ) معولا بصوت يكاد يببن عن استغاثته ، ويشهد بصادق توجعه ، لأن قواتمه حمش (أي دقيقة) كقوائم الديكه الخلاسية ( الديك الخلاسي : هو المتولد بن دجاجتين ، هنديه وفارسية) . وقد نجمت من ظنبوب ساقه صيصية خفية (وهى شوكة تكون في رجل الديك) . وله في موضع الترف قنزعة خضراء موشاة . ومخرج عنقه كالأبريق ، ومفرزها (أي عنقه) الى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانية (يقصد اللون النيلي) ، آو كحريرة ملبسة مرآة ذات صقال . وكأنه ملفع بمفجر (المعجر : ما تشده المرأة على رأسها كالرداء) اسحم (اي اسود) إلا انه يخيل لكثرة مائه وشدة بريقه ، أن الخضرة الناضرة ممتزجة به . ومع فتق سمعه خط كمستدق القلم في لون الاقحوان (اي اللون الأصفر) ، أبيض يقق [خالص البياض ] ، فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق (أي يلمع) . وقل صبغ الا وقد آخذ منه بقسط ، وعلاه بكثرة صقاله وبريقه وبصيص ديباجه ورونقه ، فهو كالأزاهير المبثوثة، لم تربها [من التربية] أمطار ربيع ولا شموس قيظ. وقد يتحسر من ريشه ، ويعرى من لباسه، فيسقط تترى ، وينبت تباعا، فينحت من قصبه انحتات اوراق الأغصان ، ثم يتلاحق ناميا حتى يعود كهيئته قبل سقوطه . لا يخالف سالف الوانه ، ولا يقع لون في غير مكانه . واذا تصفحت شعرة من شعرات قصبه ، ارتك حمرة وردية، وتارة خضرة زبرجدية ، وأحيانا صفرة عسجدية (أي ذهبية) . فكيف تصل الى صفة هذا عمائق الفطن ، آو تبلغه قرائح العقول ، آو تستنظم وصفه اقوال الواصفين ، وأقل اجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه ، و الالسنة آن تصفه !
فسبحان الذى بهر العقول عن وصف خلق جلآه للعيون، فأدركته محدودا مكونا ، ومؤلفا ملونا . وأعجز الألسن عن تلخيص صفته ، وقعد بها عن تأدية نعته ! .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|