حصاد القنب

‏ما إن يدخل شهر تشرين الأول حتى تنضج أزهار النباتات المذكرة وتبدأ بالاصفرار والذبول فيشرعون بقلعها. وبعد 12-15 يوما تنضج النباتات المؤنثة وتصفر أزهارها وسوقها، وتتساقط أوراقها فيلحقونها بالقلع، هكذا يفعلون في أوربا حيث يقلعون كلا من الكتلتين على حدة.

‏أما في غوطة دمشق فيقلعونهما معا دون تمييز، وذلك في غرة أيلول (أي بعد عيد الجوزة) والتعجيل بالقلع ينتج أليافا أنعم وأطرى وأكثر شقرة، لكن كمياتها تكون أقل، والتأخير بالقلع ينتج أليافا أقل مرونة وأكثر غلظة، وأشد سوادا، لكن كميتها تكون أكثر. ونباتات القنب المخصصة لجني الألياف تترك بعد قلعها في الحقل 5 ‏- 6 ‏أيام ريثما يجف ورقها ويسقط، فإذا كان عليها بذور ينفضونها فيسقط البذر ويجمعونه، فإذا تم ذلك يعملون القنب (حزما) فإذا كان القنب طويلا تكون الحزمة رفيعة، واذا كان قصيرا تكون غليظة بقطر 50 ‏- 60 ‏سم، فإذا تم الحزم يوقفونه ويسندونه بعضه إلى بعض وذلك استعدادا لنقله إلى المعاطن. وهذا الحزم والسند والنقل من أبهج الأعمال والحركات التي تسر الأنظار في غوطة دمشق خلال شهر تشرين الثاني. اما النباتات الإناث القوية المخصصة لجني البذور فهذه تترك مكانها الى حين النضج التام، على أن تصان من الطيور الصغيرة، فإذا نضجت تقلع هي وجذورها بدقة وتنقل بهدوء إلى البيدر لئلا تتساقط بذورها. وهناك تدق بالعصي إن كانت قليلة او تدرس ‏بالنورج إن كانت كثيرة، ثم تذرى وتغربل ثم تحمل إلى مخزن جاف مهوى على أن تباع بسرعة، لأن بقاءها في المخزن مدة مديدة ينقص من قيمتها التجارية.