المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

أهمية البصر
30-7-2016
النفاق وبدايات الاستقرار في المدينة
29-3-2022
عدم جواز تأخير القضاء الى دخول الرمضان الثاني
16-12-2015
وجوب القيام في الصلاة
2-12-2015
ماهي الادوية التي يمكن الحصول عليها من الحشرات؟
11-4-2021
Language areas in the brain
24-2-2022


اجراءات قاسية ضد النبي (صلى الله عليه واله)  
  
3089   11:11 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص209-210
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

أجمعت قريش على مناجزة الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ومناهضته بجميع ما تملك من وسائل القوّة كما أجمعت على تعذيب من آمن به من شبابهم ونسائهم وأرقّائهم والمستضعفين منهم وقد اتّخذوا من الاجراءات القاسية ضدّ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وأصحابه ما يلي :

١ ـ إغراء صبيانهم بمحاربة النبيّ : وأوعزت قريش إلى صبيانهم بمحاربة النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وإلقاء الحجارة والتراب والرماد عليه وإنّما عمدت لذلك لتعتذر من أبي طالب حامي النبيّ والمدافع عنه وتنفي عنها المسئولية وتلقيها على أطفالهم وصبيانهم الذين لا يعقلون ولا يؤاخذون بشيء من أعمالهم وقد تصدّى لأولئك الصبيان الإمام (عليه‌ السلام) وكان في سنّه المبكّر قويّ الساعدين يحمل عليهم بعنف وقسوة فيوجعهم لكما وضربا فإذا خرج النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) سار الإمام خلفه فإذا رأوه فرّوا منهزمين إلى آبائهم وامّهاتهم يسايرهم الرعب والخوف من الإمام .

 

٢ ـ اتّهام النبيّ بالجنون : من الوسائل التي لجأت إليها قريش في محاربة النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) رميه بالجنون لأنّه جاءهم بشريعة مجافية لعقولهم التي ران عليها الجهل وخيّم عليها الشرك ؛ لقد اتّهموه بالجنون وهو العقل المدبّر للإنسانية والدماغ المفكّر الذي استوعب بوعي جميع قضايا الإنسان ووضع لها الحلول الحاسمة لقد اتّهموه بذلك لإفشال دعوته وصدّ الجماهير من اعتناقها وقد باءوا بالفشل والخزي وسارت دعوة الرسول كالضوء فقد آمنت كوكبة من الشباب بالدعوة المباركة ووقفوا قوّة ضاربة لحمايتها .

٣ ـ اتّهامه بالسحر : وأشاعت قريش أنّ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ساحر وأنّه غير مرسل من السماء , وقد اتّهموه بذلك حينما كان يتلو عليهم كتاب الله تعالى البالغ حد الاعجاز في بلاغته وفصاحته وما كان يلقيه عليهم من روائع الحكم والآداب التي تأخذ بمجامع العقول والنفوس بالاضافة إلى ما كان يريهم من آيات معجزاته التي أمدّه الله تعالى بها لتصديقه وإيمان الناس به وقد باءت هذه التهمة بالفشل ولم تلق أي اذن صاغية لها .

٤ ـ تعذيب المؤمنين : وصبّ القرشيّون جام غضبهم على من آمن بالرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) من أبنائهم ونسائهم وأرقّائهم والمستضعفين منهم فقد نكّلوا بهم كأقسى وأفظع ما يكون التنكيل فقد عذّبوا ياسرا وسميّة وعمّارا عذابا منكرا وأليما وكان النبيّ يجتاز عليهم فيراهم يئنّون تحت وطأة التعذيب فتتقطّع أنياط قلبه عليهم ألما فقال فيهم كلمته الخالدة التي كانت وسام شرف وفخر لهذه الاسرة الكريمة في جميع الأحقاب والآباد : صبرا آل ياسر إنّ موعدكم الجنّة , واستشهد ياسر واستشهدت معه سميّة بأيدي جبابرة قريش ونجا الصحابي العظيم عمّار بعد ما عذّب , وقد عانى المؤمنون من الرجال والنساء جميع صنوف التعذيب والاضطهاد والتنكيل ممّا اضطرّهم إلى الهجرة من وطنهم مكّة إلى الحبشة وكان فيهم جعفر الطيّار وقد لاحقتهم قريش لإرجاعهم إلى مكّة لتصفيتهم جسديا إلاّ أنّ ملك الحبشة لم يستجب لهم وأبقاهم في بلده ولم يعرض لهم أحد بمكروه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.