المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

الكفاءة المهنية الصحفية
19-1-2023
Thomas Archer Hirst
22-12-2016
الموضة ... أو الزي الجديد
10-4-2020
ثقافات جاهليّة كافَحَها الإسلام
23-10-2014
صور المواعيد الإجرائية
13-7-2022
العلل والعوامل لنشوء صفة الخداع عند الاطفال
2023-02-20


حياة امير المؤمنين(عليه السلام)  
  
4462   11:47 صباحاً   التاريخ: 8-02-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة(عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص30-34.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

ولد الإمام علي في الثالث عشر من رجب عام 30 من عام الفيل في الكعبة أُمّه فاطمة بنت أسد وأبوه أبو طالب.

استشهد في الواحد والعشرين من رمضان عام 40 هجري في مدينة الكوفة ويقع ضريحه الطاهر في النجف الأشرف.

جوانب من حياته (عليه السلام) ونظراً إلى أنّ الإمام كان قد ولد قبل بعثة الرسول بعشر سنوات وانّه كان مع الرسول (صلى الله عليه واله) في أحداث تاريخ الإسلام جنباً إلى جنب وانّه عاش بعد وفاته (صلى الله عليه واله) مدّة ثلاثين عاما.

فانّ حياته قبل بعثة الرسول تكون المرحلة الأُولى منها ولم يكن عمره في هذه المرحلة يتجاوز العشرة أعوام حيث لم يبلغ الرسول أكثر من ثلاثين عاماً.

حينما ولد الإمام والرسول قد بعث في الأربعين إذن لم يكن لعلي (عليه السلام) عندئذ أكثر من عشرة أعوام.

وعاش علي (عليه السلام) خلال هذه المرحلة وهي الفترة الحساسة لتكوين شخصيته وتربيته روحياً ومعنوياً في بيت الرسول محمّد (صلى الله عليه واله) وفي ظل تربيته.

وقد كتب المؤرّخون الإسلاميون حول ذلك: وفي إحدى السنوات أصابت قريش أزمة شديدة،

كان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) للعباس ـ وكان من أيسر بني هاشم ـ: إنّ أخاك أبو طالب كثير العيال فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله آخذ منهم واحداً، وتأخذ واحداً فنكفيهما عنه، فوافق العباس; فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، وفاتحوه بالأمر فوافق أبو طالب بهذا الاقتراح، فأخذ الرسول عليّاً فضمه إليه، وأخذ العباس جعفراً، فلم يزل علي (عليه السلام) مع رسول اللّه في بيته حتى بعثه اللّه نبياً، فاتّبعه علي فأقرّبه وصدقه.

قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله)بعد أن أخذ علياً من أبيه: اخترت من اختار اللّه لي عليكم علياً.

وحيث قد قضى النبي محمّد (صلى الله عليه واله) طفولته بعد وفاة عبد المطلب في بيت عمّه أبي طالب ونشأ وترعرع تحت رعايته ووصايته أراد أن يكافئه هو وزوجته فاطمة بنت أسد برعاية وتربية أحد أبنائهما، وكان (صلى الله عليه واله) يطمح إلى علي (عليه السلام) وقد أشار علي (عليه السلام) في زمن خلافته في الخطبة القاصعة إلى هذه الفترة التربوية وقال: «وقد علمتم موضعي من رسول اللّه بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وأنا ولد يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه ويمسّني جسده، ويشمُّني عرفه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ولقد كنت أتبعه اتبّاع الفصيل أثر أُمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به».

وقد دلت الروايات ونظراً إلى اهتمامه الكبير به على أنّ رسول اللّه كان يأخذ عليّاً معه إلى غار حراء و حينما هبط ملك الوحي على النبي لأوّل مرّة وكرّمه بالرسالة كان علي بجانبه في ذلك الغار، وكان ذلك اليوم من نفس ذلك الشهر الذي كان الرسول يذهب فيه إلى جبل حراء للعبادة.

وقد قال الإمام علي (عليه السلام) حول ذلك في الخطبة القاصعة: «ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري.

ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه (صلى الله عليه واله) فقلت: يا رسول اللّه ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنّك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلاّ أنّك لست بنبي ولكنّك لوزير وانّك لعلى خير».

قد يكون هذا الكلام مرتبطاً بعبادة الرسول (صلى الله عليه واله) في حراء في فترة ما بعد البعثة غير انّ الروايات السابقة وانّ عبادته في حراء كانت قبل البعثة غالباً، تدلّ جميعها على أنّ هذا الكلام يتعلق بفترة ما قبل البعثة.

وعلى أية حال فانّ روح علي (عليه السلام) الطاهرة وتوجه واهتمام الرسول الدائم أوجبا أن يرى ويسمع بقلب يقظ وبصر ثاقب وأُذن صاغية أشياء وأصواتاً من غير المقدور رؤيتها وسماعها للناس العاديين وهو لمّا يزل يعيش فترة الطفولة.

 وكتب ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة: قد ورد في كتب الصحاح انّه حينما أكرم اللّه محمّد بالرسالة وهبط عليه جبرئيل لأوّل مرّة كان علي معه من البعثة إلى هجرته (صلى الله عليه واله) إلى المدينة.

تشكل هذه الفترة (من البعثة إلى هجرة الرسول (صلى الله عليه واله) إلى المدينة) لمرحلة الثانية من حياة الإمام علي (عليه السلام) وهي فترة زمنية استغرقت ثلاثة عشر عاماً، وتشتمل هذه الفترة الزمنية على مجموعة كبيرة من الخدمات والجهود المتألّقة والأعمال العظيمة والبارزة التي قدمها الإمام في سبيل ازدهار واعتلاء الإسلام، وهو مالم يتمتع به غيره من الشخصيات في تاريخ الإسلام.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.