أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3721
التاريخ: 10-4-2016
3403
التاريخ: 10-4-2016
3417
التاريخ: 14-10-2015
3782
|
لم يطل سلطان أبي بكر فقد ألّمت به الأمراض بعد مضي سنتين من حكمه وقد صمّم وهو في الساعات الأخيرة من حياته على تقليد زميله عمر بن الخطّاب شئون الخلافة ؛ لأنّه هو الذي أقامه في منصبه ؛ ويقول المؤرّخون : أنّه لاقى معارضة كثيرة في ترشيحه لعمر خليفة من بعده فقد انبرى إليه طلحة بعنف قائلا : ما ذا تقول لربّك وقد ولّيت علينا فظّا غليظا تفرق منه النفوس وتنفر منه القلوب , ووجم أبو بكر فلم يجبه إلاّ أنّ طلحة كرّر عليه إنكاره قائلا : يا خليفة رسول الله إنّا كنّا لا نتحمّل شراسته وأنت حيّ تأخذ على يديه فكيف يكون حالنا معه وأنت ميّت وهو الخليفة؟ , ولم يعن أبو بكر لإنكار طلحة ولم يقم له أي وزن كما أنّ أكثر المهاجرين اندفعوا إلى الانكار عليه قائلين : نراك استخلفت علينا عمرا وقد عرفته وعلمت بوائقه فينا وأنت بين أظهرنا فكيف إذا ولّيت عنا وأنت لاق الله عزّ وجلّ فسألك فما أنت قائل؟ فأجابهم أبو بكر : لئن سألني الله لأقولنّ : استخلفت عليهم خيرهم في نفسي .
ويذهب الكثيرون إلى أنّ الأجدر بأبي بكر أن يستجيب لعواطف وآراء الأكثرية من المسلمين فلا يولّي عليهم أحدا إلاّ بعد رضاهم وإجراء عملية انتخابية أو يستشير أهل الحلّ والعقد إلاّ أنّه استجاب لعواطفه المترعة بالولاء والحبّ لابن الخطّاب وقد طلب أبو بكر من بعض خواصه أن يخبره عن رأي المسلمين في ذلك فقال له :ما يقول الناس في استخلافي عمر؟ كرهه قوم ورضيه آخرون ؛ الذين كرهوه أكثر أم الذين رضوه؟ قال :بل الذين كرهوه , وإذا كانت الأكثرية الساحقة ناقمة على ولاية عمر من بعده فكيف فرضه عليهم ولم يمنح المسلمين الحرية في انتخاب من شاءوا لرئاسة الحكم , ومهما يكن الأمر فإنّ عمر لازم أبا بكر في مرضه خوفا من التأثير عليه في العدول عن رأيه وكان يعزّز مقالته في انتخابه له قائلا : أيّها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) , وطلب أبو بكر من عثمان بن عفّان أن يكتب للناس عهده في تولية عمر من بعده وجعل أبو بكر يملي عليه وهو يكتب وهذا نصّه : هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة آخر عهده في الدنيا نازحا عنها وأوّل عهده بالآخرة داخلا فيها إنّي استخلفت عليكم عمر بن الخطّاب فإن تروه عدل فيكم فذلك ظنّي به ورجائي فيه وإن بدّل وغير فالخير أردت ولا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون , ولم يقل أحد أنّ أبا بكر يهجر وما حالوا بينه وبين كتابته في النصّ على عمر ، كما حالوا بين النبيّ وبين ما رامه في الكتابة في حقّ الإمام (عليه السلام) وقالوا إنّه يهجر , وعلى أيّ حال فقد وقع أبو بكر الكتاب فتناوله عمر وانطلق به يهرول إلى الجامع ليقرأه على الناس فاستقبله رجل وقد أنكر حالته فقال له : ما في الكتاب يا أبا حفص؟ فنفى عمر درايته بما فيه إلاّ أنّه أذعن لما يحتويه قائلا : لا أدري ولكنّي أوّل من سمع وأطاع , فرمقه الرجل بطرفه وعرف واقع الحال فقال له : ولكنّي والله! أدري بما فيه أمّرته عام أول وأمّرك العام , وانطلق عمر وهو يلوّح بالكتاب ويدعو الناس إلى استماع ما فيه فقرأه على الناس وبذلك تمّ له الأمر بسهولة من دون أن ينازعه أحد في ذلك .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|