المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



مظاهر شخصيّة عثمان  
  
3741   11:18 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص224-227
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016 3099
التاريخ: 23-4-2022 2262
التاريخ: 12-4-2016 3492
التاريخ: 12-4-2016 3531

 لا بدّ لنا من التحدّث عن مظاهر شخصيّة عثمان التي هي المقياس في نجاح أي حاكم أو فشله في الميادين السياسية والاجتماعية وهذه بعضها :

أوّلا ـ ضعف الإرادة : كان عثمان فيما أجمع عليه المؤرّخون ضعيف الإرادة خائر العزيمة ولم تكن له أيّة قدرة على مواجهة الأحداث والتغلّب عليها فقد استولى عليه الأمويّون وسيطروا على جميع شئونه ولم يستطع أن يقف موقفا إيجابيا ضدّ رغباتهم وأهوائهم ووصفه بعض الكتّاب المحدثين بأنّه كالميّت في يد الغاسل لا حول له ولا قوّة .

وكان الذي يدير شئون دولته مروان بن الحكم فهو الذي يعطي ويمنع ويتصرّف حسب ما يشاء ولا رأي لعثمان ولا اختيار له وقد قبض على الدولة بيد من حديد يقول ابن أبي الحديد : إنّ الخليفة في الحقيقة والواقع إنّما كان مروان وعثمان له اسم الخلافة , وأراد بعض المؤرّخين أن يدافع عن عثمان فقال : إنّه كان شديد الرأفة والرقّة واللين والتسامح. نعم إنّه كذلك ولكن مع أرحامه وأسرته أمّا مع الجبهة المعارضة لسياسته فقد اتّسم بالشدّة والغلظة معهم فقد نفى المصلح العظيم أبا ذرّ إلى الشام ثمّ إلى الربذة وفرض عليه الإقامة الجبرية فيها وقد انعدمت في هذه البقعة جميع وسائل الحياة حتى مات جائعا غريبا وفي يد عثمان ذهب الأرض ينفقه بسخاء على بني أميّة وآل أبي معيط كما نكل بالطيّب ابن الطيّب عمّار بن ياسر صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) فأمر بضربه حتى أصابه فتق وألقته شرطته في الطريق مغمى عليه كما نكّل بعبد الله بن مسعود القارئ الكبير فقد ألهبت جسمه سياط شرطته وهشّموا أضلاعه وحرّم عليه العطاء وهكذا كانت معاملته مع الناقمين لسياسته أمّا المؤيّدون له فقد وهبهم الثراء العريض وأسند لهم المناصب الحسّاسة في الدولة وحملهم على رقاب الناس.

ثانيا ـ حبّه العارم للأمويّين : من النزعات التي اشتهر بها عثمان هو أنّه كان عظيم الحبّ والولاء لأسرته حتى تمنّى أن تكون مفاتيح الجنّة بيده ليهبها لبني أميّة ولمّا تقلّد زمام الدولة آثرهم بالفيء ووهبهم الملايين وجعلهم ولاة على الأقطار والأمصار الإسلامية وكانت تتواتر إليه الأخبار أنّهم جانبوا الحقّ وأشاعوا الفساد في الأرض فلم يحفل بذلك ولم يجر معهم أي لون من التحقيق الأمر الذي أدّى إلى النقمة عليه .

ثالثا ـ ميله إلى الترف : كان عثمان شديد الميل إلى الترف والبذخ فاتّخذ القصور واصطفى لنفسه ما شاء من بيت المال وأحاط نفسه بالثراء العريض ووصفه الإمام (عليه السلام) بقوله : نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه , وكان ذلك من موجبات النقمة عليه .

رابعا ـ مصانعة الوجوه : من نزعاته مصانعة الوجوه والأشراف وإن أدّى ذلك إلى إهمال الأحكام الشرعية وكان من ذلك ما ذكره المؤرّخون أنّ أبا لؤلؤة لمّا اغتال عمر قام ولده عبيد الله فقتل الهرمزان صديق أبي لؤلؤة وقتل جفينة وابنة أبي لؤلؤة وهو قتل متعمّد بغير حقّ فأقفل عثمان سير التحقيق مع عبيد الله وأصدر عفوا عنه ممالأة لاسرة عمر وقد قوبل هذا الإجراء بمزيد من الانكار فقد أنكر عليه الإمام وطالبه بالقود من ابن عمر وكذلك طالبه المقداد فلم يعن عثمان بذلك وكان زياد بن لبيد إذ لقي عبيد الله بن عمر خاطبه بهذه الأبيات :

ألا يا عبيد الله! مالك مهرب       ولا ملجأ من ابن أروى ولا خفر

أصبت دما والله! في غير حلّه      حراما وقتل الهرمزان له خطر

على غير شيء غير أن قال قائل    أتتّهمون الهرمزان على عمر؟

فقال سفيه والحوادث جمّة               نعم اتّهمه قد أشار وقد أمر!

وكان سلاح العبد في جوف بيته           يقلّبها والأمر بالأمر يعتبر

 وشكا عبيد الله إلى عثمان ما قاله زياد فيه فدعاه عثمان ونهاه عن ذلك إلاّ أنّه لم ينته وتناول عثمان بالنقد فقال فيه :

أبا عمرو عبيد الله رهن          فلا تشكك بقتل الهرمزان

فإنّك إن غفرت الجرم عنه       وأسباب الخطا فرسا رهان

وغضب عثمان من زياد وحذّره العقوبة حتى انتهى ؛ وأمر عثمان بإخراج عبيد الله إلى الكوفة وأقطعه بها أرضا واسعة فنسبت إليه وقيل كوفية ابن عمر وكانت هذه الحادثة من الأسباب التي أدّت إلى نقمة المسلمين عليه .                            

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.