أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3099
التاريخ: 23-4-2022
2262
التاريخ: 12-4-2016
3492
التاريخ: 12-4-2016
3531
|
لا بدّ لنا من التحدّث عن مظاهر شخصيّة عثمان التي هي المقياس في نجاح أي حاكم أو فشله في الميادين السياسية والاجتماعية وهذه بعضها :
أوّلا ـ ضعف الإرادة : كان عثمان فيما أجمع عليه المؤرّخون ضعيف الإرادة خائر العزيمة ولم تكن له أيّة قدرة على مواجهة الأحداث والتغلّب عليها فقد استولى عليه الأمويّون وسيطروا على جميع شئونه ولم يستطع أن يقف موقفا إيجابيا ضدّ رغباتهم وأهوائهم ووصفه بعض الكتّاب المحدثين بأنّه كالميّت في يد الغاسل لا حول له ولا قوّة .
وكان الذي يدير شئون دولته مروان بن الحكم فهو الذي يعطي ويمنع ويتصرّف حسب ما يشاء ولا رأي لعثمان ولا اختيار له وقد قبض على الدولة بيد من حديد يقول ابن أبي الحديد : إنّ الخليفة في الحقيقة والواقع إنّما كان مروان وعثمان له اسم الخلافة , وأراد بعض المؤرّخين أن يدافع عن عثمان فقال : إنّه كان شديد الرأفة والرقّة واللين والتسامح. نعم إنّه كذلك ولكن مع أرحامه وأسرته أمّا مع الجبهة المعارضة لسياسته فقد اتّسم بالشدّة والغلظة معهم فقد نفى المصلح العظيم أبا ذرّ إلى الشام ثمّ إلى الربذة وفرض عليه الإقامة الجبرية فيها وقد انعدمت في هذه البقعة جميع وسائل الحياة حتى مات جائعا غريبا وفي يد عثمان ذهب الأرض ينفقه بسخاء على بني أميّة وآل أبي معيط كما نكل بالطيّب ابن الطيّب عمّار بن ياسر صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) فأمر بضربه حتى أصابه فتق وألقته شرطته في الطريق مغمى عليه كما نكّل بعبد الله بن مسعود القارئ الكبير فقد ألهبت جسمه سياط شرطته وهشّموا أضلاعه وحرّم عليه العطاء وهكذا كانت معاملته مع الناقمين لسياسته أمّا المؤيّدون له فقد وهبهم الثراء العريض وأسند لهم المناصب الحسّاسة في الدولة وحملهم على رقاب الناس.
ثانيا ـ حبّه العارم للأمويّين : من النزعات التي اشتهر بها عثمان هو أنّه كان عظيم الحبّ والولاء لأسرته حتى تمنّى أن تكون مفاتيح الجنّة بيده ليهبها لبني أميّة ولمّا تقلّد زمام الدولة آثرهم بالفيء ووهبهم الملايين وجعلهم ولاة على الأقطار والأمصار الإسلامية وكانت تتواتر إليه الأخبار أنّهم جانبوا الحقّ وأشاعوا الفساد في الأرض فلم يحفل بذلك ولم يجر معهم أي لون من التحقيق الأمر الذي أدّى إلى النقمة عليه .
ثالثا ـ ميله إلى الترف : كان عثمان شديد الميل إلى الترف والبذخ فاتّخذ القصور واصطفى لنفسه ما شاء من بيت المال وأحاط نفسه بالثراء العريض ووصفه الإمام (عليه السلام) بقوله : نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه , وكان ذلك من موجبات النقمة عليه .
رابعا ـ مصانعة الوجوه : من نزعاته مصانعة الوجوه والأشراف وإن أدّى ذلك إلى إهمال الأحكام الشرعية وكان من ذلك ما ذكره المؤرّخون أنّ أبا لؤلؤة لمّا اغتال عمر قام ولده عبيد الله فقتل الهرمزان صديق أبي لؤلؤة وقتل جفينة وابنة أبي لؤلؤة وهو قتل متعمّد بغير حقّ فأقفل عثمان سير التحقيق مع عبيد الله وأصدر عفوا عنه ممالأة لاسرة عمر وقد قوبل هذا الإجراء بمزيد من الانكار فقد أنكر عليه الإمام وطالبه بالقود من ابن عمر وكذلك طالبه المقداد فلم يعن عثمان بذلك وكان زياد بن لبيد إذ لقي عبيد الله بن عمر خاطبه بهذه الأبيات :
ألا يا عبيد الله! مالك مهرب ولا ملجأ من ابن أروى ولا خفر
أصبت دما والله! في غير حلّه حراما وقتل الهرمزان له خطر
على غير شيء غير أن قال قائل أتتّهمون الهرمزان على عمر؟
فقال سفيه والحوادث جمّة نعم اتّهمه قد أشار وقد أمر!
وكان سلاح العبد في جوف بيته يقلّبها والأمر بالأمر يعتبر
وشكا عبيد الله إلى عثمان ما قاله زياد فيه فدعاه عثمان ونهاه عن ذلك إلاّ أنّه لم ينته وتناول عثمان بالنقد فقال فيه :
أبا عمرو عبيد الله رهن فلا تشكك بقتل الهرمزان
فإنّك إن غفرت الجرم عنه وأسباب الخطا فرسا رهان
وغضب عثمان من زياد وحذّره العقوبة حتى انتهى ؛ وأمر عثمان بإخراج عبيد الله إلى الكوفة وأقطعه بها أرضا واسعة فنسبت إليه وقيل كوفية ابن عمر وكانت هذه الحادثة من الأسباب التي أدّت إلى نقمة المسلمين عليه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|