المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

عودة إلى رذرفورد
2023-04-08
Viral DNA Is Generated by Reverse Transcription
24-4-2021
isomorphism (n.)
2023-09-27
التفصيل في نطاق الجملة التركيب
2023-08-08
خطوات تصميم وتنفيذ خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية والرقابة عليها 1
23-4-2020
المفوضة
26-05-2015


عمر مع ابنه عبد الله ووصيته له  
  
3235   11:22 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص193-195
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

لمّا أيقن عمر بدنو الأجل المحتوم أوصى ولده عبد الله وقال له : انظر ما عليّ من الدّين فنظروا فيه فإذا به مدين لبيت المال ستين ألفا لا نعلم أنّها من الدنانير أو من الدراهم , وقال لولده بعد أن بيّن مقدار دينه : إنّ وفى به مال آل عمر فأدّه من أموالهم وإلاّ فسل فيّ بني عدي بن كعب فإن لم تف به أموالهم فسل فيّ قريش ولا تعدهم إلى غيرهم , وطلب عبد الله من أبيه عمر أن ينصّ على أحد من المسلمين ويجعله خليفة عليهم من بعده قائلا له : يا أبتي استخلف على أمّة محمّد (صلى الله عليه واله) فإنّه لو جاء راعي إبلك أو غنمك وترك إبله أو غنمه لا راعي لها وقلت له : كيف تركت أمانتك ضائعة فكيف بامّة محمّد فاستخلف عليهم , ورمقه عمر بطرفه وأجابه : إن استخلف عليهم فقد استخلف أبو بكر وإن أتركهم فقد تركهم رسول الله (صلى الله عليه واله) , ولعلّ الوجع قد غلب عمر فنسي قيام النبيّ (صلى الله عليه واله) بنصب عليّ خليفة من بعده في يوم غدير خمّ وإلزام المسلمين بمبايعته وعمر بالذات ممّن بايعه وقال له : بخ بخ لك يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وهل أبو بكر أشفق على المسلمين من النبيّ فأوصى من بعده بالخلافة إلى عمر وأهمل ذلك النبيّ ولم يوص لأحد من بعده؟ وعلى أي حال فإنّ عمر قد فتكت به جراحاته وأحاطت به الآلام فجزع جزعا شديدا وجعل يقول : لو أنّ لي ما في الأرض ذهبا لا فتديت به من عذاب الله قبل أن أراه .

والتفت لولده عبد الله وقال له : ضع خدّي على الأرض , فلم يحفل به ولده وظنّ أنّه قد اختلس عقله وأمره ثانيا بذلك فلم يجبه فصاح به : ضع خدّي على الأرض لا أمّ لك , وبادر عبد الله فوضع خدّ أبيه على الأرض وأخذ يجهش بالبكاء ويقول : يا ويل عمر!! وويل أمّ عمر!! إن لم يتجاوز الله عنه ولعلّه قد لاحت له في تلك اللحظات الأخيرة من حياته ما أنزله بالأسرة النبوية من النكبات والأزمات , وعلى أي حال فإنّ عمر بعث ولده إلى عائشة يستأذن منها أن يدفن مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وأبي بكر فسمحت بذلك وعلّقت الشيعة على ذلك فقالت : إنّ ما تركه النبيّ (صلى الله عليه واله) من متع الحياة إن كان لا يرثه أهله وإنّما هي لولي الأمر من بعده حسب ما يرويه أبو بكر فلا وجه للاستئذان من عائشة وإن كان يرجع إلى ورثة النبيّ (صلى الله عليه واله) كما يقول بذلك أهل البيت : فليس لعائشة فيه أي نصيب ؛ لأنّ الزوجة لا ترث من الأرض وإنّما ترث من البناء حسبما قرّره فقهاء المسلمين ولا بدّ حينئذ أن يكون الإذن في دفنه من ورثة النبيّ (صلى الله عليه واله) ولم يتحقّق ذلك .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.