أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2019
2828
التاريخ: 12-4-2016
3607
التاريخ: 12-4-2016
6274
التاريخ: 14-10-2015
4503
|
كان عمر شديد المراقبة لعمّاله وولاته فلم يولّ عاملا إلاّ أحصى عليه حاله فإذا عزله أحصى عليه ما عنده من أموال فإن وجد عنده فرقا قاسمه ذلك الفرق فترك له شطرا وضمّ الشطر الآخر إلى بيت المال واستعمل أبا هريرة الدوسي واليا على البحرين وقد وافته الأنباء بأنّه استأثر بأموال المسلمين فدعاه فلمّا مثل عنده قال له : علمت أنّي استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ثمّ بلغني أنّك ابتعت أفراسا بألف وستمائة دينار ...؟
فاعتذر أبو هريرة وقال له : كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت , فلم يحفل أبو حفص باعتذاره فزجره وصاح به : قد حسبت لك رزقك ومؤونتك وهذا فضل فأدّه , وراوغ أبو هريرة قائلا : ليس لك ذلك , وورم أنف عمر وصاح به : بلى والله! وأوجع ظهرك , ثمّ علاه بالدّرة فضربه حتى أدماه ولم يجد أبو هريرة ملجأ أمام صرامة عمر وشدّته فأحضر الأموال التي انتهبها فردّها على عمر وقال له : احتسبتها عند الله .
فردّ عليه عمر قائلا : ذلك لو أخذتها من حلال وأدّيتها طائعا أجئت بها من أقصى حجر البحرين يجبى الناس لك لا لله ولا للمسلمين ما رجعت بك أميمة إلاّ لرعية الحمر ثمّ شاطره جميع أمواله التي اختلسها من بيت المال وكان الأجدر به أن يصادرها أجمع أمّا العمال الذين شاطرهم فهم :
1 ـ سمرة بن جندب.
2 ـ عاصم بن قيس.
3 ـ مجاشع بن مسعود.
4 ـ جزء بن معاوية.
5 ـ الحجّاج بن عتيك.
6 ـ بشير بن المحتفز.
7 ـ أبو مريم بن محرش.
8 ـ نافع بن الحرث.
هؤلاء بعض عمّاله وولاته الذين شاطرهم أموالهم ويقول المؤرّخون : إنّ السبب في اتّخاذه هذا الإجراء هو يزيد بن قيس فقد حفّزه إلى ذلك ودعاه إليه بهذه الأبيات :
أبلغ أمير المؤمنين رسالة فأنت أمين الله في النهي والأمر
وأنت أمين الله فينا ومن يكن أمينا لربّ العرش يسلم له صدري
فلا تدعن أهل الرّساتيق والقرى يسيغون مال الله في الادم والوفر
فارسل إلى الحجّاج فاعرف حسابه وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر
وعلى أثر ذلك قام عمر فشاطر عمّاله نعلا بنعل ومعنى هذا الشعر أنّ هؤلاء الولاة قد اقترفوا جريمة السرقة وخانوا مال المسلمين والواجب يقضي بأن تصادر جميع أموالهم وضمّها إلى بيت مال المسلمين وإذا ثبتت خيانتهم فيقصون عن وظائفهم ولا تشاطر أموالهم كما فعل عمر.
وعلى أي حال فإنّ شدّة عمر ومراقبته لولاته لم تجد فقد كانت هناك شكاوى متّصلة منهم فقد أرسل إليه بعض المسلمين يشتكون من القائمين على الخراج وفيها هذان البيتان :
نئوب إذا آبوا ونغزوا إذا غزوا فأنّى لهم وفر ولسنا أولي وفر
إذا التاجر الداري جاء بفأرة من المسك راحت في مفارقهم تجري
بقي هنا شيء يدعو إلى التساؤل وهو أنّ عمر قد استعمل الشدّة والصرامة مع عمّاله وولاته سوى معاوية بن أبي سفيان فإنّه كان يحدب عليه ويشفق فلم يفتح معه أي لون من التحقيق ولم يحاسبه على بذخه وإسرافه وتكدّس الأموال عنده حيث تتواتر إليه الأخبار باختلاسه لبيت المال وإنفاقه الأموال الهائلة على رغباته وتوطيد ملكه فيعتذر عنه ويشيد به قائلا : تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية وهذا مجاف لما في الحديث النبوي : هلك كسرى ثمّ لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكنّ ثمّ لا يكون قيصر بعده والّذي نفسي بيده! لتنفقنّ كنوزهما في سبيل الله , لقد بالغ في تسديد معاوية والإشادة به ولم يحفل بجرحه فقد أخبره جماعة من الصحابة أنّ معاوية قد جافى سنّة رسول الله (صلى الله عليه واله) فهو يلبس الحرير والديباج ويستعمل أواني الذهب والفضة ولا يتحرّج في أعماله وسلوكه عمّا خالف السنّة فأنكر عليهم عمر وقال لهم : دعونا من ذمّ فتى من قريش من يضحك في الغضب ولا ينال ما عنده من الرضاء ولا يؤخذ من فوق رأسه إلاّ من تحت قدمه , وقد ذهب في تسديده إلى أبعد من ذلك فقد نفخ فيه روح الطموح وهدّد به أعضاء الشورى الذين انتخبهم من بعده قائلا : إنّكم إن تحاسدتم وتدابرتم وتباغضتم غلبكم على هذا معاوية بن أبي سفيان ولمّا أمن معاوية جانب عمر أخذ يعمل في الشام عمل من يريد الملك والسلطان .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل إقامة دوراته القرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|