أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3460
التاريخ: 2024-01-27
1187
التاريخ: 14-10-2015
3411
التاريخ: 14-10-2015
3544
|
لم يسترح الإمام وقتا قصيرا من حرب الجمل حتى رأى خطرا رهيبا محدقا بالدولة من ابن أبي سفيان الذي لم يعِ الإسلام ولم يؤمن بقيمه وأهدافه وهو أمكر سياسي في تاريخ العرب على الإطلاق فقد استطاع بقابليّاته الدبلوماسية أن يغزو قلب الخليفة الثاني ويسيطر على مشاعره وعواطفه فلم يفتح معه سجلّ المحاسبة الذي فتحه أمام ولاته وعمّاله كما لم يحاسبه على تصرّفاته الشاذّة المجافية لروح الإسلام وتعاليمه من استعماله أواني الذهب والفضّة ولبسه الحرير وغير ذلك ممّا هو محرّم في الإسلام وقد اتّهم بشرب الخمر فكان الخليفة يبالغ في تسديده والاعتذار عنه ويقول عنه : ذاك كسرى العرب وهو اعتذار مهلهل حسب ما يقول المحقّقون ؛ وعلى أيّ حال فقد حظي معاوية بالتأييد الشامل من قبل عمر فكان أقوى وال في الأقاليم الإسلامية وظلّ يعمل في الشام عمل من يريد الملك والسلطان فسخّر اقتصاد بلاده في تدعيم ملكه وسلطانه فاشترى الضمائر ووهب الثراء العريض لرؤساء القبائل وللوجوه والأعيان كما نشر الجهل والأمّية في أوساط الشام فلم يعد فيه أي وعي سياسي مناهض لحكومته ويحاسبه على تصرّفاته كما أمدّ وسائل الإعلام بالكذب والنفاق تدعيما لسياسته وقد أحاط نفسه بجهاز دبلوماسي رهيب يسيطر على الأحداث مهما تلبّدت , ومهما يكن الأمر فإنّ معاوية كان بصيرا بالمخطّطات السياسية التي انتهجها عميد اسرته عثمان بن عفّان وأنّها حتما تؤدّي إلى قتله وانهيار حكومته ؛ وقد علم بإحاطة القوى المعارضة به وهي تهتف بسقوط حكمه أو قتله فلم يهب إلى نصرته حينما استجار به وتركه وحده بأيدي الثوّار حتّى أجهزوا عليه وقد اتّخذ من دمه وقميصه ورقة رابحة لنيل الملك والسلطان , وقد فتحت له عائشة الباب على مصراعيه ومهّدت له الطريق في حربها للإمام فقد اتّخذت دم عثمان شعارا لها في مناهضة حكومة الإمام ومعاوية اقرب إلى عثمان من عائشة فهو أحقّ بالمطالبة بدمه والأخذ بثأره وراح يبني ملكه ويقيم دولته على المطالبة بدم عثمان واتّهام الإمام بأنّ له ضلعا في إراقة دمه وإيواء قتلته , ومضافا لذلك فقد كان معاوية على علم لا يخامره شكّ أنّ الإمام لا يبقيه في منصبه لحظة واحدة وأنّه لا يتّخذ المضلّين عضدا ولا بدّ أن يصادر جميع أمواله التي اختلسها من بيت مال المسلمين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مكتب المرجع الديني الأعلى يعزّي باستشهاد عددٍ من المؤمنين في باكستان
|
|
|