المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

صناعة الإعلام
31-1-2023
تكنولوجيا النانو لتحلية مياه البحار والمحيطات
2023-12-14
كيف يمكن حماية الاقراص الشمعية من حشرة العث؟
5-4-2017
مهارة التحدث
2024-10-15
مكنون المثيلة Methylome
6-2-2019
CONVERSION PROCESSES
9-5-2016


اجتماع الحكمين وانحراف الامة  
  
3313   01:31 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص472-478
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

استرد معاوية قواه واحكم أمره بعد الانهيار الذي أصابه وقد أوفد الى الامام رسله يستجزه الوفاء بالتحكيم ويطلب منه المبادرة باجتماع الحكمين وانما بادر لذلك لعلمه بالفتن والخطوب التي منى بها الجيش العراقي حتى تفرق الى طوائف وأحزاب يضاف الى ذلك علمه بانحراف ابي موسى الأشعري عن الامام وقد أراد أن يحوز بذلك الى نصره نصرا وقد اجابه الامام (عليها السلام) الى ذلك وانفذ اربع مائة رجل عليهم شريح بن هانى الحارثي ومعهم عبد الله بن عباس يصلى بهم ويلي أمورهم : ومن بينهم ابو موسى الأشعري المنتخب للتحكيم وكذلك فعل معاوية فأشخص عمرو بن العاص ومعه اربع مائة شخص وزوده بدراسة وافية عن نفسية الخامل أبي موسى قائلا : إنك قد رميت برجل طويل اللسان قصير الرأي فلا ترمه بعقلك كله , وسارت الكتائب فانتهت الى أذرح أو دومة الجندل فكان هناك الاجتماع والتحكيم واجتمع الماكر المخادع عمرو بن العاص بضعيف العقل الخامل ابي موسى فأمهله ثلاثة ايام وافرد له مكانا خاصا به وجعل يقدم له ما لذّ من الطعام والشراب ولم يفتح معه الحديث حتى استبطنه وارشاه ولما علم بأنه قد هيمن عليه وصار زمامه بيده أخذ يحدثه بانخفاض ولين مبديا له الاكبار والتقديس والتعظيم قائلا له : يا أبا موسى انك شيخ اصحاب محمد (صلى الله عليه واله) وذو فضلها وذو سابقتها وقد ترى ما وقعت فيه هذه الامة من الفتنة العمياء التي لا بقاء معها فهل لك ان تكون ميمون هذه الأمة فيحقن الله بك دماءها فانه يقول : في نفس واحدة. ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا فكيف بمن احيا انفس هذا الخلق كله .

ومتى كان ابو موسى شيخ صحابة النبي ومن ذوي الفضائل والسوابق في الاسلام ؟!! وقد لعبت هذه الكلمات في نفسه فطفق يسأل عن الكيفية التي يحسم بها النزاع قائلا : كيف ذلك؟

قال : تخلع أنت على بن ابي طالب واخلع انا معاوية بن ابي سفيان ونختار لهذه الامة رجلا لم يحضر في شيء من الفتنة ولم يغمس يده فيها , فبادره ابو موسى عن الشخص الذي يرشح لكرسي الخلافة قائلا : ومن يكون ذلك؟

وكان عمرو قد فهم ميول ابي موسى واتجاهه نحو عبد الله بن عمر فقال له : انه عبد الله بن عمر ؛ واسترّ الاشعري بذلك أى سرور واندفع إليه يطلب منه المواثيق على وفائه بما قال قائلا له : كيف لى بالوثيقة منك؟

قال : يا أبا موسى .. الا بذكر الله تطمئن القلوب خذ من العهود والمواثيق حتى ترضى ؛ ثم انبرى يكيل له العهود والمواثيق والايمان المغلظة حتى لم يبق يمين او شيء مقدس إلا واقسم به على الوفاء والالتزام بما قال وبقى الشيخ الكبير السن الصغير العقل مبهورا بهذه اللباقة التي ابداها ابن العاص فأجابه بالرضا والقبول واذيع بين المجتمع اتّفاقهما والوقت الذي يكون فيه الاجتماع , وأقبلت الساعة الرهيبة التي تغير فيها مجرى التأريخ فاجتمعت الجماهير لتأخذ النتيجة الحاسمة من هذا التحكيم المنتظر بفارغ الصبر فأقبل الخاتل ابن العاص مع أبي موسى المخدوع الى منصة الخطابة ليعلنا للجماهير الصورة التي اتّفقا عليها فالتفت ابن العاص الى أبي موسى قائلا : قم فاخطب الناس يا أبا موسى.

قال : قم أنت فاخطبهم.

قال : سبحان الله أنا اتقدمك وأنت شيخ أصحاب رسول الله والله لا فعلت ذلك أبدا.

قال : أفي نفسك شيء؟

فزاده أيمانا مغلظة على الالتزام بالعهد الذي أعطاه له وعرف ابن عباس هذه المخادعة من ابن العاص وتجلت له الحيلة التي يرومها هذا الماكر فالتفت الى الأشعري قائلا : ويحك والله إني لأظنه قد خدعك إن كنتما قد اتفقتما على أمر فقدمه فليتكلم بذلك الأمر قبلك ثم تكلم أنت بعده فان عمرو رجل غادر ولا آمن من أن يكون قد اعطاك الرضا فيما بينك وبينه فاذا قمت فى الناس خالفك .

فلم يلتفت الصعلوك الى كلام ابن عباس وراح يشتد كأنه الحمار نحو منصة الخطابة فلما استوى عليها حمد الله واثنى عليه وصلى على النبي الكريم ثم قال : أيها الناس إنا قد نظرنا في أمرنا فرأينا أقرب ما يحضرنا من الأمن والصلاح ولم الشعث وحقن الدماء وجمع الالفة خلعنا عليا ومعاوية وقد خلعت عليا كما خلعت عمامتي هذه وأهوى الى عمامته فخلعها واستخلفنا رجلا قد صحب رسول الله (صلى الله عليه واله) بنفسه وصحب أبوه النبي (صلى الله عليه واله) فبرز في سابقته وهو عبد الله بن عمر , وأخذ يثنى عليه بالثناء العاطر ويخلع عليه النعوت الحسنة والأوصاف الشريفة , وقد عدل الاشعري عن انتخاب الامام أمير المؤمنين وهو نفس النبيّ وباب مدينة علمه فرشح عبد الله بن عمر وهو لا يحسن طلاق زوجته على حد تعبير أبيه أف للزمان وتعسا للدهر أن يتحكم فى المسلمين ويفرض رأيه عليهم مثل هذا الصعلوك النذل وعلى اي حال فقد انبرى ابن العاص فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه واله) ثم قال : أيها الناس إن أبا موسى عبد الله بن قيس خلع عليا واخرجه من هذا الأمر الذي يطلب وهو اعلم به ألا وإني خلعت عليا معه وأثبت معاوية علىّ وعليكم وإن أبا موسى قد كتب فى الصحيفة إن عثمان قد قتل مظلوما شهيدا وإن لوليه أن يطلب بدمه حيث كان وقد صحب معاوية رسول الله (صلى الله عليه واله) بنفسه وصحب أبوه النبي وأخذ يفيض عليه بالثناء والمديح ثم قال : هو الخليفة علينا وله طاعتنا وبيعتنا على الطلب بدم عثمان.

وانطلق الخامل المخدوع أبو موسى الى ابن العاص قائلا : ما لك؟ عليك لعنة الله! ما أنت إلا كمثل الكلب تلهث , فزجره ابن العاص بعد أن جعله جسرا فعبر عليه قائلا له : لكنك مثل الحمار يحمل اسفارا .

نعم هما كلب وحمار وقد احسن كل منهما فى وصف صاحبه وانطلق أبو موسى الى مكة يصحب معه الخزي والعار بعد ما أحدث هذه الفتنة العمياء والفتق الذي لا يرتق وترك إمام الحق يئن من جراء حكمه المهزول وقد سجل للعراقيين بتحكيمه عارا وخزيا لا ينساه التأريخ وقد اكثر الشعراء فى الهجاء المقذع لهم فمن ذلك ما قاله أيمن بن خريم الأسدي :

لو كان للقوم رأي يعصمون به           من الضلال رموكم بابن عباس

لله در أبيه أيما رجل                    ما مثله لفصال الخطب فى الناس

لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن       لم يدر ما ضرب اخماس لأسداس

لقد سجل العراقيون فى تأريخهم صفحات من الخزي بانتخابهم لأبي موسى الخامل الرأي الضعيف العقل الذي لم يمتع به النظر ولا بأصالة في التفكير فكيف ينتخبونه ليقرر مصيرهم ومصير الاجيال اللاحقة؟ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.