المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إستصحاب صحة العبادة
1-8-2016
الحليب الصحي – انتاجه والمحافظة عليه
9-5-2016
خصائص التنمية الزراعية في الوطن العربي
2024-07-21
Mutations May Cause Loss of Function or Gain of Function
1-3-2021
Extremum Test
21-9-2018
شـــروط القبض في الرهن الحيازي
9-3-2017


تفلّل جيش الإمام  
  
3400   01:24 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11 ، ص214-216
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

تفلّلت جميع القوّات العسكرية في جيش الإمام وانهارت انهيارا فظيعا وشاعت فيها الفرقة والاختلاف ولم تعد قوّة صلبة يأوي إليها الإمام ويحتمي بها من جيش معاوية الذي أصبح متماسكا قويّا يتمتّع بالطاعة الكاملة لقيادته .

يقول البلاذري : إنّ معاوية أرسل عمارة بن عقبة إلى الكوفة يتجسّس له عن حالة جيش الإمام فكتب إليه خرج على عليّ أصحابه ونسّاكهم فسار إليهم فقتلهم فقد فسد عليه جنده وأهل مصره ووقعت بينهم العداوة وتفرّقوا أشدّ الفرقة والتفت معاوية وقد ملأ وجهه السرور إلى الوليد بن عقبة فقال له وهو غارق في الضحك : أترضى أن يكون أخوك لنا عينا؟

فضحك الوليد وقال لمعاوية : إنّ لك في ذلك حظّا ونفعا وقال الوليد لأخيه عمارة :

فإن يك ظنّي بابن امّي صادقا           عمارة لا يطلب بذحل ولا وتر

مقيم واقبال ابن عفّان حوله            فيمشي بها بين الخورنق والجسر

وتمشي رخيّ البال منتشر القوى        كأنّك لم تشعر بقتل ابنها عمرو

لقد منيت القوّات العسكرية في جيش الإمام بالفتنة والخلاف والسأم من الحرب ولم يكن باستطاعة الإمام بما يملك من طاقات هائلة أن يرجع إليهم القوّة المعنوية ويقضي على عناصر الشغب والتمرّد التي أصبحت الظاهرة السائدة فيهم فقد بلغ من تمرّدهم أنّ الإمام أقام بالنخيلة ليزحف بهم إلى حرب معاوية فجعل الجيش يتسلّلون ويدخلون الكوفة ولم يبق معه إلاّ رجال من وجوه شيعته فلمّا رأى أنّه لم يعد إليه أحد من جيشه الذين دخلوا الكوفة وبقي معسكرا وحده ليس معه إلاّ فئة لا تغني شيئا قفل راجعا إلى الكوفة وقد ذهبت نفسه الشريفة أسى وحزنا , وشيء مهم جدّا بالغ الخطورة في تمرّد جيش الإمام هو أنّ معظم القادة العسكريّين كان لهم اتّصال سرّي وثيق بمعاوية وكانت هباته ومنحه تصلهم ولم تكن هناك رقابة في جيش الإمام عليهم , وكان من أبرز اولئك القادة الخائن العميل الأشعث بن قيس فقد منّاه معاوية بالأموال والثراء العريض ووعده بالمناصب العليا في الجيش فقام بعمليات التخريب في جيش الإمام وقد استجاب له فريق كبير من القادة العسكريّين فقاموا بدورهم بنشر الأراجيف وإشاعة الخوف في كتائب جيش الإمام حتّى خلعوا طاعة الإمام وأعلنوا عصيان أوامره , ولم يمن جيش معاوية بشيء من الفرقة والاختلاف فقد سادت فيه روح الطاعة والانقياد التامّ.

يقول الحجّاج بن خزيمة لمعاوية : إنّك تقوى بدون ما يقوى به عليّ ؛ لأنّ معك قوما لا يقولون إذا أمسكت ويسكتون إذا نطقت ولا يسألون إذا أمرت ومع عليّ قوم يقولون إذا قال ويسألون إذا سكت , وكان باستطاعة الإمام أن يرجع جيشه إلى الطاعة ويقضي على تمرّدهم وذلك بسلوكه لأمرين :

1 - إرشاء الزعماء.

2 - إعدام القادة المتمرّدين.

وابتعد الإمام عن ذلك كأشدّ ما يكون الابتعاد فلم يسلك في جميع فترات حياته طريقا ملتويا لا يقرّه الشرع ويأباه ضميره الحيّ وقد أعلن الإمام (عليه السلام) ذلك في بعض خطبه قال : وإنّي لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم ولكنّي لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي أضرع الله خدودكم وأتعس جدودكم! لا تعرفون الحقّ كمعرفتكم الباطل ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحقّ! .

لقد انساب جيشه وراء الباطل وأمعنوا في اقتراف الإثم وكان باستطاعته أن يقيم أودهم ويصلح شأنهم ولكن ذلك بارتكاب ما حرّمه الإسلام من الرشوة وغيرها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.