أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2022
1748
التاريخ: 25-2-2018
2803
التاريخ: 9-4-2016
3380
التاريخ: 9-4-2016
3292
|
تفلّلت جميع القوّات العسكرية في جيش الإمام وانهارت انهيارا فظيعا وشاعت فيها الفرقة والاختلاف ولم تعد قوّة صلبة يأوي إليها الإمام ويحتمي بها من جيش معاوية الذي أصبح متماسكا قويّا يتمتّع بالطاعة الكاملة لقيادته .
يقول البلاذري : إنّ معاوية أرسل عمارة بن عقبة إلى الكوفة يتجسّس له عن حالة جيش الإمام فكتب إليه خرج على عليّ أصحابه ونسّاكهم فسار إليهم فقتلهم فقد فسد عليه جنده وأهل مصره ووقعت بينهم العداوة وتفرّقوا أشدّ الفرقة والتفت معاوية وقد ملأ وجهه السرور إلى الوليد بن عقبة فقال له وهو غارق في الضحك : أترضى أن يكون أخوك لنا عينا؟
فضحك الوليد وقال لمعاوية : إنّ لك في ذلك حظّا ونفعا وقال الوليد لأخيه عمارة :
فإن يك ظنّي بابن امّي صادقا عمارة لا يطلب بذحل ولا وتر
مقيم واقبال ابن عفّان حوله فيمشي بها بين الخورنق والجسر
وتمشي رخيّ البال منتشر القوى كأنّك لم تشعر بقتل ابنها عمرو
لقد منيت القوّات العسكرية في جيش الإمام بالفتنة والخلاف والسأم من الحرب ولم يكن باستطاعة الإمام بما يملك من طاقات هائلة أن يرجع إليهم القوّة المعنوية ويقضي على عناصر الشغب والتمرّد التي أصبحت الظاهرة السائدة فيهم فقد بلغ من تمرّدهم أنّ الإمام أقام بالنخيلة ليزحف بهم إلى حرب معاوية فجعل الجيش يتسلّلون ويدخلون الكوفة ولم يبق معه إلاّ رجال من وجوه شيعته فلمّا رأى أنّه لم يعد إليه أحد من جيشه الذين دخلوا الكوفة وبقي معسكرا وحده ليس معه إلاّ فئة لا تغني شيئا قفل راجعا إلى الكوفة وقد ذهبت نفسه الشريفة أسى وحزنا , وشيء مهم جدّا بالغ الخطورة في تمرّد جيش الإمام هو أنّ معظم القادة العسكريّين كان لهم اتّصال سرّي وثيق بمعاوية وكانت هباته ومنحه تصلهم ولم تكن هناك رقابة في جيش الإمام عليهم , وكان من أبرز اولئك القادة الخائن العميل الأشعث بن قيس فقد منّاه معاوية بالأموال والثراء العريض ووعده بالمناصب العليا في الجيش فقام بعمليات التخريب في جيش الإمام وقد استجاب له فريق كبير من القادة العسكريّين فقاموا بدورهم بنشر الأراجيف وإشاعة الخوف في كتائب جيش الإمام حتّى خلعوا طاعة الإمام وأعلنوا عصيان أوامره , ولم يمن جيش معاوية بشيء من الفرقة والاختلاف فقد سادت فيه روح الطاعة والانقياد التامّ.
يقول الحجّاج بن خزيمة لمعاوية : إنّك تقوى بدون ما يقوى به عليّ ؛ لأنّ معك قوما لا يقولون إذا أمسكت ويسكتون إذا نطقت ولا يسألون إذا أمرت ومع عليّ قوم يقولون إذا قال ويسألون إذا سكت , وكان باستطاعة الإمام أن يرجع جيشه إلى الطاعة ويقضي على تمرّدهم وذلك بسلوكه لأمرين :
1 - إرشاء الزعماء.
2 - إعدام القادة المتمرّدين.
وابتعد الإمام عن ذلك كأشدّ ما يكون الابتعاد فلم يسلك في جميع فترات حياته طريقا ملتويا لا يقرّه الشرع ويأباه ضميره الحيّ وقد أعلن الإمام (عليه السلام) ذلك في بعض خطبه قال : وإنّي لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم ولكنّي لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي أضرع الله خدودكم وأتعس جدودكم! لا تعرفون الحقّ كمعرفتكم الباطل ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحقّ! .
لقد انساب جيشه وراء الباطل وأمعنوا في اقتراف الإثم وكان باستطاعته أن يقيم أودهم ويصلح شأنهم ولكن ذلك بارتكاب ما حرّمه الإسلام من الرشوة وغيرها .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|