تعتبر بعض السموم النباتية من المواد المخدرة ونذكر في ما يلي المتعارف منها عندنا : -

الافيون : عصارة ثمار الخشخاش غير الناضج ويحصل عليها بعد تشريط الثمرة في المساء - للاعتقاد السائد بان حرارة الشمس تؤثر فيها - فتنزف مادة لزجة حليبية القوام تجمع صباحا بعد ان تجف وتكون هذه بنية اللون داكنة وهشة القوام ومرة المذاق وقد منعت زراعته قانونا عندنا لغرض الحصول على عصارته . ان لنبات الخشخاش زهور جذابة حمراء زاهية اللون أو ضاربة الى البنفسجي وثماره على هيئة كرة ، فوقها قرص متعرج ، ذات خطوط تبدأ من عنقها حتى القرص (التاج - كما يسميه البعض - ) ، يحوي الثمر كميات كبيرة تقارب بضع عشرات من بذور مدورة صغيرة سمراء غامقة اللون يقارب قطر الواحدة منها 1/2 مليمتر . الافيون معروف عندنا منذ القديم ولا يستعمل للقتل بل لقصد الانتحار وذلك بتناول كمية منه عن طريق الفم ا و من بعض مشتقاته بواسطة الزرق كالمورفين . وقد تشاهد آثار الزرق ظاهريا عند المدمنين وتكون متعددة او متقيحة أحيانا . يستعمل البعض الافيون عن طريق الفم دون استشارة الطبيب لتسكين ما يشكون منه من اوجاع مزمنة سيما الامراض الصدرية فيعتادون عليه ويستنشق دخانه البعض الاخر بعد حرقه في غليون خاص او سبيل (انبوب تدخين) في محل بعيد عن الانظار يعده بائع الافيون ولا يستعمل المصباح الكهربائي في الغالب في مثل هذه المحلات حذرا من افتضاح الامر ، بل يكتفي بوجود سراج نفطي يستعان به في الوقت نفسه لايقاد حشوة الغليون .

الحشيش - القنب الهندي - : - الحشيش عقار خام تحويه بكثرة النهايات المزهرة للنبات المؤنث من القنب الهندي وبكمية اقل في النبات نفسه ويحصل عليه بعد العصر وعصارة الحشيش على هيئة مادة دهنية القوام سمراء مائلة الى الخضرة - تشبه لون الزيتون - . ينبت الحشيش في بعض البلدان العربية ، وقد شرعت بعض الدول ومنها العراق قوانين منعت بموجبها زراعته ، وترتفع شجيرته الى ما يقارب 1-3 أمتار .

تدعى المادة الفعالة في الحشيش بالكانابينول وهي عديمة الذوبان في الماء وتذوب في الايثر والكحول وحمض الكبريت . يستعمل الحشيش عندنا أفراد قلائل تدخينا بعد خلطه مع تبغ السيكارة وفي بلدان اخرى بلعا بعد مزجه مع العسل او السكر لاعتقادهم بانه يجلب البهجة والسرور على أنفسهم ويهدف البعض الاخر من تناوله اطالة فترة الجماع وتقوية الباه ولم تحصل أية وفاة عندنا بسبب تعاطي الحشيش .

الداتورة : - نبات شجيري لا يرتفع لا كثر من عدة أقدام ينبت عندنا صيفا بين شجيرات البامياء والباذنجان ، واوراقه خضراء داكنة متعرجة الحافة وزهوره بيضاء مخططة باللون الاحمر قمعية الشكل ، وثمرته كروية مغطاة بالشوك ، تتفلق بعد الجفاف عن كمية كبيرة من بذور ذات لون اصفر داكن كلوية الشكل متعرجة السطح قطر الواحدة منها 3-4 مليمترات ويقارب وزن كل 100 بذرة الغرام الواحد . تبقى البذور في الارض ثم تنبت في أوائل الصيف والنبات معروف لدى الزراع بأنه يحوي مادة مخدرة . تستخدم البذور عندنا لتخدير بعض الاشخاص في وقائع الاعتداء الجنسي مخلوطة مع الحلويات او التمر او التين وقد قل استعمالها في الوقت الحاضر ، وكذلك يستعملها السراق لتخدير الكلاب للتخلص من عوائها وذلك بخلطها مع كتل من اللحم يلقى بها ليتناولها الكلب ويستعملها بعض المتطببين كعلاج لبعض الامراض الحادة كالاسهال مخلوطة مع كمية مسحوقة من قشور جافة للرمان وقد شاهدنا وقائع معدودة أدت الى موت أطفال بعد تناول مقادير كبيرة من المسحوق المذكور. يستخدم الداتورة بعض سراق الدواجن فينثرها لتلتقطها هذه الحيوانات ثم تسرق بعد ان تتخدر بدون أن يشعر مالكها بما حصل او ان تجلب انتباه الغير .