المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

الفساد الأخلاقي
2023-06-17
الحق في حرية الرأي
28-3-2017
Achille Marie Gaston Floquet
16-1-2017
أعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات
17-7-2017
الاحتياجات البيئية للخوخ
6-1-2016
الطعن الاستئنافي الأصلي
21-2-2017


مدى تحقق شروط الصلح  
  
3400   04:06 مساءاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص236-242
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / صلح الامام الحسن (عليه السّلام) /

لا بد لنا من وقفة قصيرة للنظر فى تحقيق الشروط التي اشترطها الإمام على معاوية كما لا بد من دراستها والإحاطة بها ولو إجمالا لأنها قد احتوت على امور بالغة الأهمية فقد الغمت نصر معاوية ببارود وعادت عليه بالخزي واخرجته من حكام العدل الى حكام الجور والظالمين ؛ اما الشروط فانا نؤمن بجميعها سوى شرطين وهما : ان يكون للإمام ما في بيت مال الكوفة ومنحه راتب سنوي له ولأخيه ؛ اما الاول فهو بعيد لأن ما في خزانة الكوفة من الأمتعة والأموال قد كانت تحت قبضة الإمام وبيده يتصرف فيها حيثما اراد ولم تكن محجوبة عنه أو ممنوعة عليه حتى يشترط على معاوية أن يمكنه منها على أنا نشك ان خزانة الدولة قد احتوت على أموال كثيرة لأن سياسة أهل البيت تقضي بصرف المال فورا على ما خصصه الإسلام لها.

وأما الثاني فهو بعيد لأن الإمام كان في غنى عن أموال معاوية وليس بحاجة لها ولو سلمنا ذلك فانه لا ضير على الإمام من أخذها لأن انقاذ أموال المسلمين من حكام الجور أمر لازم , والذي أراه أن معاوية قد أعطى الامام فى بداية الأمر هذين الشرطين فتوهم بعض المؤرخين أنهما من جملة الشروط التي اشترطها الإمام عليه ؛ وعلى أي حال فان تلك الشروط كانت تهدف الى طلب الأمن العام والسلم الشامل لجميع المسلمين وتدعوهم في نفس الوقت الى اليقظة والتحرر من الاستعباد الأموي كما دلت على براعة الإمام في الاحتفاظ بحقه الشرعي والتدليل على غصب معاوية له وإنه لم يتنازل له عن حقه اما محتويات الشروط فهي كما يلي :

1 ـ العمل بكتاب الله : لم يخل الإمام بين معاوية وبين المسلمين يتصرف في شؤونهم حيثما شاء فقد أخذ عليه أن لا يعدو الكتاب والسنة في سياسته وسياسة عماله ولو كان يراه يسير على ضوء القرآن ويسير على منهج الإسلام لما شرط عليه ذلك وجعله من أهم الشروط الأساسية التي ألزمه بها.

2 ـ ولاية العهد : عالج الإمام نقطة مهمة في تلك المعاهدة وهي مصير الخلافة الاسلامية بعد هلاك معاوية فقد شرط عليه أن تكون الخلافة له ولأخيه من بعده وصرحت بعض المصادر ان الامام اشترط عليه أن يكون الأمر شورى بين المسلمين بعد هلاك معاوية وعلى كلا القولين فقد أرجع الامام الخلافة الى كيانها الرفيع وإنما شرط عليه ذلك لعلمه باتجاهاته السيئة وانه لا بد أن ينقل الخلافة الاسلامية من واقعها الى الملك العضوض ويجعلها في عقبه من شذاذ الآفاق والمجرمين فأراد الامام ايقاظ المجتمع وبعثه الى مناجزته إن قدم على ذلك.

3 ـ الأمن العام : أهم ما ينشده الإمام من تلكم الشروط هو بسط الأمن ونشر العافية بين جميع المسلمين سواء الأسود منهم والأحمر وقد دلّ ذلك على مدى حنانه وعطفه على جميع المسلمين كما نصت هذه المادة على أن لا يتبع أحدا بما مضى وأن لا يأخذ أهل العراق بإحنة مما قد مضى وإنما شرط عليه ذلك لعلمه بما سيعاملهم به من الارهاق والتنكيل انتقاما لما صدر منهم فى أيام صفين.

4 ـ عدم تسميته بأمير المؤمنين : في رفض الامام (عليه السلام) تسمية معاوية بأمير المؤمنين تجريد له من السلطة الدينية عليه وعلى سائر المسلمين ولم يلتفت معاوية الى هذه الطعنة النجلاء فانه إذا لم يكن على الحسن أميرا لم تكن له بالطبع على المسلمين امرة أو سلطان وكان بذلك حاكم جور وبغي وقد جرده بذلك من منصب الامامة والخلافة وأثبت له الغصب لهذا المركز العظيم.

5 ـ عدم اقامة الشهادة : هذه المادة قد فضحت معاوية وأخزته ودلت على أنه من حكام الجور فان اقامة الشهادة حسب ما ذكره الفقهاء إنما تقام عند الحاكم الشرعي فهي من الوظائف المختصة به وإذا لم تصح إقامة الشهادة عند معاوية فهو ليس بحاكم عدل وإنما هو حاكم جور وحكام الجور لا يكون حكمهم نافذا ولا تصرفهم ماضيا عند الشرع ويجب على الأمّة أن تزيلهم عن هذا المنصب الذي انيط به حفظ الدماء وصيانة الاعراض وحفظ الأموال وفى هذا الشرط بيّن الامام أنه صاحب الحق وان معاوية غاصب له .

6 ـ ترك سب أمير المؤمنين : أظهر (عليه السلام) بهذا الشرط تمادي معاوية فى الاثم فقد علم أنه لا يترك سبّ أمير المؤمنين والحطّ من كرامته فأراد (عليه السلام) أن يبيّن للمجتمع الإسلامي مدى استهتاره وعدم اعتنائه بشئون الإسلام وتعاليمه فان سب المسلم وانتقاصه قد حرّمه الاسلام ولكن ابن هند لم يقم للإسلام وزنا فقد أخذ بعد إبرام الصلح يسب أمير المؤمنين على رؤوس الأشهاد ؛ ولا يخفى أن الامام قد فضحه بهذا الشرط وأماط عنه الستر الصفيق الذي تستر به باسم الدين.

7 ـ الامن العام للشيعة : كان الامام (عليه السلام) حريصا أشد الحرص على شيعته وشيعة أبيه فقد صالح معاوية حقنا لدمائهم وحفظا عليهم وقد اشترط على معاوية أن لا يتعرض لهم بمكروه وسوء وهذا الشرط عنده من أهم الشروط وأعظمها قال سماحة المغفور له آل ياسين : واعتصم فيها أي في المعاهدة بالأمان لشيعته وشيعة أبيه وإنعاش أيتامهم ليجزيهم بذلك على ثباتهم معه ووفائهم مع أبيه وليحتفظ بهم امناء على مبدئه وانصارا مخلصين لتمكين مركزه ومركز أخيه يوم يعود الحق الى نصابه .

إن أغلب الشروط التي اشترطها الامام كانت تهدف لصالح شيعته وضمان حقوقهم وعدم التعرض لهم بأذى أو مكروه.

8 ـ خراج دار ابجرد : اشترط الامام على معاوية أموالا خاصة ينفقها على شيعته وشيعة أبيه وهي خراج دار ابجرد والوجه في هذا التخصيص إن الذي يجلب الى الدولة من الأموال يسمى بعضه بالفيء وهو المال المأخوذ من الأراضي المفتوحة عنوة وهذا يصرف على المصالح العامة وعلى الشؤون الاجتماعية وذلك كتحسين الجيش وإنشاء المؤسسات وما شاكل ذلك من المشاريع الحيوية وقسم من الأموال يسمى بالصدقة وهي الضرائب المالية التي فرضها الاسلام في اموال مخصوصة وانواع من الواردات يدور عليها رحى سوق التجارة في العالم فرضها على الأغنياء تجلب منهم وتدفع الى الفقراء لمكافحة الفقر وقلع بذور البؤس فقد قال (صلى الله عليه واله) : أمرت في الصدقة ان آخذها من اغنيائكم واردها فى فقرائكم وقد كره الحسن ان يأخذ من هذه الأموال لنفسه أو لشيعته اما له فانها محرمة عليه لأن الصدقة حرام على آل البيت واما كراهة اخذها لشيعته فلأن اموال الصدقة لا تخلو من حزازة عليهم لأنها اوساخ الناس وقد كره (عليه السلام) ان يأخذ منها لشيعته وخصّ ما يأخذه لهم من دار ابجرد لأنها قد فتحت عنوة وما فتح عنوة فهو ليس بصدقة وبذلك قد اختار لشيعته من الأموال ما هو ابعد عن الشبهة الشرعية وهي خراج دار ابجرد التي هي للمسلمين وعلى الامام أن ينفقها على صالحهم.

9 ـ عدم البغى عليهم : من مواد المعاهدة أن لا يبغي معاوية للحسن والحسين ولا لأهل بيت النبي (صلى الله عيه واله) غائلة ولا يخيف أحدا منهم وإنما شرط عليه ذلك لعلمه بما سيبغيه لهم من الشر والمكر فكان من غوائله لهم أنه دس السم للإمام فأراد الإمام بهذا الشرط وبغيره من بنود الصلح أن يكشف الستار عن معاوية ويبدي عاره وعياره وانه لا ذمة ولا حريجة له في الدين.

 هذه بعض بنود الصلح وقد حفلت بعناصر ذات أهمية بالغة دلت على براعة الإمام وقابلياته الفذة فى التغلب على خصمه يقول سماحة المغفور له آل ياسين فى هذه المعاهدة : ومن الحق أن نعترف للحسن بن علي على ضوء ما أثر عنه من تدابير ودساتير هي خير ما تتوصل إليه اللباقة الدبلوماسية لمثل ظروفه من زمانه وأهل زمانه بالقابليات السياسية الرائعة التي لو قدر لها أن تلي الحكم في ظرف غير هذا الظرف وفي شعب أو بلاد رتيبة بحوافزها ودوافعها لجاءت بصاحبها على رأس القائمة من السياسيين المحنكين وحكام الاسلام اللامعين ولن يكون الحرمان يوما من الأيام ولا الفشل في ميدان من الميادين بدوافعه القائمة على طبيعة الزمان دليلا على ضعف أو منفذا الى نقد ما دامت الشواهد على بعد النظر وقوة التدبير وسمو الرأي كثيرة متضافرة تكبر على الريب وتنبو عن النقاش ؛ وللقابليات الشخصية مضاؤها الذي لا يعدم مجال العمل مهما حدّ من تيارها الحرمان أو ثنى من عنانها الفشل وها هي من لدن هذا الرجل تستجد منذ الآن ميدانها البكر القائم على الفكرة الجديدة القائمة على صيانة حياة أمّة بكاملها في حاضرها ومستقبلها بما تضعه المعاهدة من خطوط وبما تستقبل به خصومها من شروط .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.