المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



الامامة مشروع الهي  
  
3196   04:38 مساءاً   التاريخ: 6-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص285-290
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

توفرت فى الامام أبي محمد الصفات الرفيعة والمثل الكريمة وتجسدت فيه طاقات الاسلام وعناصره ومقوماته فهو بحكم قابلياته ونزعاته فذ من أفذاذ العقل الانساني ومثل من امثلة التكامل البشري وعظيم من عظماء الاسلام.

لقد بلغ الامام الذروة في فضائله ومآثره واصالة رأيه وسمو تفكيره وشدة ورعه وسعة حلمه ودماثة اخلاقه الى غير ذلك من ملكاته التي كان بها موضع اعتزاز المسلمين ؛ ومن أبرز الصفات الماثلة فيه هي الامامة وذلك لما تستدعيه من المثل والقابليات التي لا تتوفر إلا عند من اصطفاه الله واختاره من بين عباده وقد حباه تعالى بها وأعلن ذلك الرسول الكريم بقوله فيه وفي أخيه : الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا .

ولا بد لنا من وقفة قصيرة لنتبين فيها معنى الامامة وبعض الشؤون التي تتعلق بها فانها تكشف عن سمو مكانة الامام وعظيم شأنه .

حددها علماء الكلام فقالوا : الامامة رئاسة عامة في امور الدين والدنيا لشخص انساني ؛ فالامام حسب هذا التحديد هو الزعيم العام والرئيس المتبع وله السلطة الشاملة على الناس في جميع شؤونهم الدينية والدنيوية ؛ والامامة ضرورة من ضروريات الحياة لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الاحوال فبها يقام ما أعوج من نظام الدنيا والدين وبها تتحقق العدالة الكبرى التي ينشدها الله في ارضه ويتحقق الامن العام والسلام بين الناس ويدفع عنهم الهرج والمرج ويمنع القوي من أن يتحكم في الضعيف ومن اهم الامور الداعية الى وجود الامام ايصال الناس الى عبادة الله ونشر احكامه وتعاليمه وتغذية المجتمع بروح الايمان والتقوى ليبتعد الانسان بذلك عن الشر ويتجه الى الخير ويجب على الامة كافة الانقياد إليه والامتثال لأوامره ليقيم أودها ويلم شعثها ويهديها الى سواء السبيل.

إن على امام المسلمين وولي أمرهم ان يقوم بما يلي :

1 ـ حفظ الدين وحراسة الاسلام وصيانته من المستهترين بالقيم والاخلاق.

2 ـ تنفيذ الاحكام والقضاء على الخصومات وانصاف المظلوم من ظالمه.

3 ـ حماية البلاد الاسلامية من الغزو الخارجي سواء أكان الغزو عسكريا أم فكريا كما في هذه العصور التي غزت بلادنا بعض المبادئ الهدامة التي تدعو الى تحطيم الاسس التي أقامها الاسلام.

4 ـ اقامة الحدود والقضاء على كافة الجرائم التي توجب شقاء الانسان.

5 ـ تحصين الثغور

6 ـ الجهاد

7 ـ جباية الاموال كالزكاة والخراج وغيرها من الامور التي نص عليها التشريع الاسلامي.

8 ـ استخدام الامناء في جهاز الحكم وعدم استعمال الموظف محاباة او اثرة.

9 ـ النظارة على امور الرعية بالذات ولا يجوز له أن يعول على الغير لينظر فيها لأن ذلك من حقوق الرعية .

10 ـ القضاء على البطالة ونشر الرفاهية الشاملة في ربوع الامة وانقاذها من الفقر والحرمان.

هذه بعض الامور التي يجب على الامام أن يطبقها على مسرح الحياة العامة ؛ ولا بد في الامام ان تتوفر فيه الشروط الآتية وهي :

1 ـ العدالة على شروطها الجامعة وهي الامتناع من ارتكاب كبائر الذنوب والاصرار على صغائرها .

2 ـ العلم بما تحتاج إليه الامة في جميع مجالاتها ومعرفة النوازل والاحكام .

3 ـ سلامة الحواس كالسمع والبصر واللسان ليصح معها مباشرة ما يدرك كما يشترط سلامة الاعضاء الاخرى من أي نقص.

4 ـ الرأي المفضي الى سياسة الرعية وتدبير المصالح العامة.

5 ـ الشجاعة والنجدة والقدرة على حماية بيضة الاسلام وجهاد العدو.

6 ـ النسب وهو ان يكون الامام من قريش .

7 ـ العصمة وعرفها المتكلمون : بأنها لطف من الله يفيضها على اكمل عباده وبها يمتنع من ارتكاب الجرائم والموبقات عمدا وسهوا وقد أجمعت الشيعة على اعتبارها في الامام ويدل عليها حديث الثقلين فقد قرن الرسول (صلى الله عليه واله) بين الكتاب والعترة وكما ان الكتاب معصوم من الخطأ والزلل فكذلك العترة الطاهرة وإلا لما صحت المقارنة والمساواة بينهما وقد تقدم الكلام في بيان ذلك.

وهذه الاوصاف لم تتوفر إلا في أئمة أهل البيت حضنة الاسلام وحماته والادلاء على مرضاة الله وطاعته وقد وصفهم الكميت شاعر العقيدة الاسلامية بقوله :

القريبين من ندى والبعيدين      من الجور في عرى الاحكام

والمصيبين ما أخطأ الناس             ومرسي قواعد الاسلام

 إن أئمة أهل البيت (سلام الله عليهم) قد دللوا بسيرتهم وهديهم على عصمتهم من الخطأ والزيغ وقد برهنت الحوادث والوقائع على ذلك ودلت على أنهم نسخة لا مثيل لها فى تأريخ الانسانية وذلك لما لهم من عظيم الفضل والتقوى والحراجة في الدين ؛ وذهبت الشيعة الى أن تعيين الامام ليس بيد الامة ولا بيد أهل الحل والعقد منها والانتخاب فى الامامة باطل والاختيار فيها مستحيل فحالها كحال النبوة فكما أنها لا تكون بإيجاد الانسان وتكوينه كذلك الامامة لأن العصمة التي هي شرط في الامامة لا يعرفها الله المطلع على خفايا النفوس وقد اوضح ذلك واستدل عليه حجة آل محمد ومهدي هذه الأمة القائم المنتظر (عليه السلام) في حديثه مع سعد بن عبد الله فقد سأل الامام عن العلة التي تمنع الناس من اختيار امام لأنفسهم فقال (عليه السلام) له : يختارون مصلحا او مفسدا؟

فقال : بل مصلحا .

قال : فهل يجوز ان تقع خيرتهم على المفسد بعد ان لا يعلم أحد بما يخطر ببال غيره من صلاح او فساد .

قال : بلى .

قال : فهي العلة أوردها لك ببرهان يثق به عقلك اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وانزل الكتب عليهم وأيدهم بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الامم وأهدى الى الاختيار منهم مثل موسى وعيسى هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذا همّا بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن .

قال : لا.

فقال : هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشك في ايمانهم واخلاصهم فوقعت خيرته على المنافقين قال الله عز وجل : {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا} [الأعراف: 155] الى قوله {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ} [البقرة: 55] بظلمهم ؛ فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعا على الافسد دون الاصلح وهو يظن أنه الاصلح علمنا ان الاختيار ليس إلا لمن يعلم ما تخفى الصدور وتكن الضمائر .

إن الطاقات البشرية قاصرة عن ادراك الاصلح الذي تسعد به الامة فليس اختياره بيد الانسان وإنما هو بيد الله العالم بخفايا الامور هذه صورة مجملة عن الامامة وتفصيل الكلام يجده المتتبع مستوفى في كتب الكلام .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.