المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

حكم تكرّر السبب الموجب للكفّارة.
18-1-2016
شروط صحة الاكتتاب
10-8-2017
إرادة الله وأمره وكلمته التكوينية
2023-07-13
صلاة النذر
2024-09-17
تطبيق سياسة العدل في دولة أهل البيت
5-4-2016
حجّية الاقرار القضائي الكاذب
27-2-2017


استخدام الاموال والشعراء للتطبيل لبيعة يزيد  
  
2882   02:48 مساءاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص197-199.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

من الوسائل الدبلوماسية التي اعتمد عليها معاوية في فرض خليعه على المسلمين فهي :

1 ـ استخدام الشعراء : أمّا الشعراء فكانوا في ذلك العصر مِنْ أقوى أجهزة الإعلام ، وقد أجزل لهم معاوية العطاء وأغدق عليهم الأموال فانطلقت ألسنتهم بالمديح والثناء على يزيد فأضافوا إليه الصفات الرفيعة وخلعوا عليه النعوت الحسنة وفيما يلي بعضهم :

العجّاج : مدحه العجّاج مدحاً عاطراً فقال فيه :

إذ زُلزِلَ الأقوامُ لمْ تزلزلِ     عن دينِ موسى والرسولِ المُرسلِ

وكنتَ سيف الله لمْ يفلّلِ                يفرع  أحياناً وحيناً يختلي

ومعنى هذا الشعر أنّ يزيد يقتفي أثر الرسول موسى والنّبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) وأنّه سيف الله البتّار إلاّ أنّه كان مشهوراً على أولياء الله وأحبّائه.

الأحوس : مدحه الشاعر الأحوس بقصيدة جاء فيها :

ملِكٌ تدينُ له الملوكُ مباركٌ         كادت لهيبته الجبالُ تزولُ

يُجبى له بلخٌ ودجلةُ كلّها           وله الفراتُ وما سفى والنيلُ

لقد جاءته تلك الهيبة التي تخضع لها الجباه وتزول منها الجبال مِن إدمانه على الخمر ومزاملته للقرود ولعبه بالكلاب واقترافه للجرائم والموبقات!

مسكين الدارمي : مِن الشعراء المرتزقة مسكين الدارمي وقد أوعز إليه معاوية أنْ يحثّه على بيعة يزيد أمام مَنْ كان عنده مِنْ بني أُميّة وأشراف أهل الشام ، فدخل مسكين على معاوية فلمّا رأى مجلسه حاشداً بالناس رفع عقيرته :

إنْ ادُعَ مسكيناً فإنّي ابنُ معشرٍ          مِن الناس أحمي عنهم وأذودُ

ألا ليت شعري ما يقول ابنُ عامرٍ        ومروانُ أمْ ماذا يقول سعيدُ

بني خلفاء اللهِ مهلاً فإنّما                   يبوِّئها الرحمنُ حيث يريدُ

إذا المنبر الغربي خلاّه ربّه                  فإنّ أميرَ المؤمنين يزيدُ

على الطائر الميمون والجدّ ساعدٌ             لكلّ اُناس طائرٌ وجدودُ

هؤلاء بعض الشعراء الذين مدحوا يزيد وافتعلوا له المآثر لتغطية ما ذيع عنه مِن الدعارة والمجون.

وأنفق معاوية الأموال الطائلة بسخاءٍ للوجوه والأشراف ؛ ليقرّوه على فرض ولده السكّير خليفة على المسلمين , ويقول المؤرّخون : إنّه أعطى عبد الله بن عمر مئة ألف درهم فقبلها منه  وكان ابن عمر مِنْ أصلب المدافعين عن بيعة يزيد وقد نَقِمَ على الإمام الحسين (عليه السّلام) خروجه عليه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.