أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-05-2015
7536
التاريخ: 9-05-2015
6047
التاريخ: 21-7-2016
6797
التاريخ: 26-11-2015
5368
|
قال تعالى : {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [يس : 69 ، 70]
في الإنسان أنواع من الحياة والموت :
الأوّل : الحياة والموت النباتي الذي مظهره النمو والرشد والتغذية والتوالد ، وهو في هذا الشأن يشابه جميع النباتات.
الثاني : الحياة والموت الحيواني. وأبرز مظاهرها «الإحساس» و «الحركة» ، وهو مشترك في هاتين الصفتين مع جميع الحيوانات.
أمّا النوع الثالث من الحياة الخاصّ بالإنسان فقط ، فهو (الحياة الإنسانية والروحية). وهو ما قصدته الروايات بقولها «حياة القلوب». حيث أنّ المقصود بالقلب هنا «الروح والعقل والعواطف» الإنسانية.
ففي حديث أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام حول القرآن يقول : «وتعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث ، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب» (1).
وفي حديث آخر له عليه أفضل الصلاة والسلام يقول عن الحكمة والتعلّم : «واعلموا أنّه ليس من شيء إلاّ ويكاد صاحبه يشبع منه ويملّه إلاّ الحياة ، فإنّه لا يجد في الموت راحة ، وإنّما ذلك بمنزلة الحكمة التي هي حياة للقلب الميّت وبصر للعين العمياء» (2).
وقال عليه الصلاة والسلام : «ألا وإنّ من البلاء الفاقة ، وأشدّ من الفاقة مرض البدن ، وأشدّ من مرض البدن مرض القلب ، ألا وإنّ من صحّة البدن تقوى القلوب» (3).
ويقول عليه الصلاة والسلام : «ومن كثر كلامه كثر خطؤه ، ومن كثر خطؤه قلّ
حياؤه ، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه ، ومن قلّ ورعه مات قلبه» (4).
ومن جهة اُخرى فإنّ القرآن الكريم يشخّص للإنسان نوعاً خاصّاً من الإبصار والسماع والإدراك والشعور ، غير النظر والسماع والشعور الظاهري ، ففي الآية (171) من سورة البقرة نقرأ : {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة : 171]
وفي موضع آخر يقول تعالى : {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا } [البقرة : 10]
كذلك يقول سبحانه : {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } [البقرة : 74]
وحول مجموعة من الكافرين يعبّر تعبيراً خاصاً فيقول تعالى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } [المائدة : 41]
وفي موضع أخر يقول تعالى : {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [الأنعام : 36]
من مجموع هذه التعبيرات وتعبيرات كثيرة اُخرى شبيهة لها يظهر بوضوح أنّ القرآن يعدّ محور الحياة والموت ، هو ذلك المحور الإنساني والعقلاني ، إذ أنّ قيمة الإنسان تكمن في هذا المحور.
وفي الحقيقة فإنّ الحياة والإدراك والإبصار والسماع وأمثالها ، تتلخّص في هذا القسم من وجود الإنسان ، وإن اعتبر بعض المفسّرين هذه التعبيرات مجازية ، إذ أنّ ذلك لا ينسجم مع روح القرآن هنا ، لأنّ الحقيقة في نظر القرآن هي هذه التي يذكرها ، والحياة والموت الحيوانيان هما المجازيان لا غير.
إنّ أسباب الموت والحياة الروحية كثيرة جدّاً ، ولكن القدر المسلّم به هو أنّ النفاق والكبر والغرور والعصبية والجهل والكبائر ، كلّها تميت القلب ، ففي مناجاة التائبين التي تروى عن الإمام السجّاد (عليه السلام) في الصحيفة السجادية ورد «وأمات قلبي عظيم جنايتي».
والآيات مورد البحث تأكيد على هذه الحقيقة.
فهل أنّ من يرضى من حياته فقط بأن يعيش غير عالم بشيء في هذه الدنيا ، ويجري دائماً مدار العيش الرغيد الرتيب ، لا يعبأ بظلامة المظلوم ، ولا يلبّي نداء الحقّ ، يفكّر في نفسه فقط ، ويعتبر نفسه غريباً حتّى عن أقرب الأقرباء ، هل يعتبر مثل هذا إنساناً حيّاً؟
وهل هي حياة تلك التي تكون حصيلتها كميّة من الغذاء المصروف ، وإبلاء بعض الألبسة ، والنوم والإستيقاظ المكرور؟ وإذا كانت تلك هي الحياة فما هو فرقها عن حياة الحيوان؟
إذاً يجب أن نقرّ ونعترف بأنّ وراء هذه الحياة الظاهرية يكمن عقل وحقيقة أكّد عليها القرآن وتحدّث عنها.
الجميل أنّ القرآن يعتبر الموتى الذين كان لموتهم آثار الحياة الإنسانية أحياءاً ، ولكن الأحياء الذين ليس فيهم أي من آثار الحياة الإنسانية فانّهم في منطق القرآن الكريم أموات أذلاّء.
_____________________
1. نهج البلاغة ، الخطبة 110.
2. المصدر السابق ، الخطبة 133.
3. نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، رقم 388.
4. المصدر السابق ، الكلمة 349.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|