المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

التمسك بالعــــــــام لتعيين مشكوك المصداقية
29-8-2016
الاسماء الستة
15-10-2014
تخطيط الحسن لكشف الزيف الاموي
5-03-2015
الملوثات بحسب طبيعتها - ملوثات ذات طبيعة فيزيائية
1/9/2022
جول joule
7-6-2017
Monosaccharide Cyclization
13-9-2021


[مواعظ وحكم السجاد القيمة في وعظ الناس ونصحهم]  
  
3360   03:11 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص56-59.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016 2854
التاريخ: 2-4-2016 2856
التاريخ: 25/10/2022 2036
التاريخ: 2-4-2016 3237

من مواعظه القيمة هذه الموعظة المؤثرة و هذا نصها: كفانا اللّه و إياكم الظالمين و بغي الحاسدين و بطش الجبارين أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت و أتباعهم من أهل الرغبة في الدنيا المائلون إليها المفتونون بها المقبلون عليها و على حطامها الهامد  و هشيمها البائد غدا و احذروا ما حذركم اللّه منها و ازهدوا في ما زهدكم اللّه فيه منها و لا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اعدها دارا و قرارا و باللّه إن لكم مما فيها دليلا من زينتها و تصريف أيامها و تغييرا نقلا بها و مثلاتها و تلاعبها بأهلها إنها لترفع الخميل و تضع الشريف و تورد النار أقواما غدا ففي هذا معتبر و مختبر و زاجر لمنتبه و إن الأمور الواردة عليكم في كل يوم و ليلة من مظلمات الفتن و حوادث البدع و سنن الجور و بوائق الزمان و هيبة السلطان‏  و وسوسة الشيطان لتثبط القلوب عن نيتها و تذهلها عن موجود الهدى و معرفة أهل الحق إلا قليلا ممن عصم اللّه و نهج سبيل الرشد و سلك طريق القصد ثم استعان على ذلك بالزهد فكرر الفكر و اتعظ بالعبر و ازدجر فزهد في عاجل بهجة الدنيا و تجافى عن لذاتها و رغب في دائم نعيم الآخرة و سعى لها سعيها و راقب الموت و شنأ الحياة مع القوم الظالمين فعند ذلك نظر إلى ما في الدنيا بعين نيرة حديدة النظر و ابصر حوادث الفتن و ضلال البدع و جور الملوك الظلمة فقد استدبرتم من الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة و الانهماك فيها ما تستدلون به على تجنب الغواة و أهل البدع و البغي و الفساد في الأرض بغير الحق فاستعينوا باللّه و ارجعوا إلى طاعته و طاعة من هو أولى بالطاعة من طاعة من اتبع و اطيع , فالحذر الحذر من قبل الندامة و الحسرة و القدوم على اللّه و الوقوف بين يديه و تاللّه ما صدر قوم قط عن معصية اللّه إلا إلى عذابه و ما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم و ساء مصيرهم و ما العلم باللّه و العمل بطاعته إلا إلفان مؤتلفان فمن عرف اللّه خافه فحثه الخوف على العمل بطاعة اللّه و إن أرباب العلم و أتباعهم الّذين عرفوا اللّه فعملوا له و رغبوا إليه و قد قال اللّه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] , فلا تلتمسوا شيئا في هذه الدنيا بمعصية اللّه و اشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة اللّه و اغتنموا أيامها و اسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب اللّه فإن ذلك أقل للتبعة و أدنى من العذر و أرجى للنجاة فقدموا أمر اللّه و طاعته و طاعة من أوجب اللّه طاعته بين يدي الأمور كلها و لا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت و فتنة زهرة الدنيا بين يدي أمر اللّه و طاعته و طاعة أولي الأمر منكم و اعلموا أنكم عبيد الله و نحن معكم يحكم علينا و عليكم سيد حاكم غدا و هو موقفكم و مسائلكم فاعدوا الجواب قبل الوقوف و المساءلة و العرض على رب العالمين يومئذ لا تكلم نفس إلا باذنه و اعلموا أن اللّه لا يصدق كاذبا و لا يكذب صادقا و لا يرد عذر مستحق و لا يعذر غير معذور بل للّه الحجة على خلقه بالرسل و الأوصياء بعد الرسل فاتقوا الله و استقبلوا من اصلاح أنفسكم و طاعة اللّه و طاعة من تولونه فيها لعل نادما قد ندم على ما فرط بالأمس في جنب اللّه و ضيّع من حق اللّه و استغفروا اللّه و توبوا إليه فإنه يقبل التوبة و يعفو عن السيئات و يعلم ما تفعلون و إياكم و صحبة العاصين و معونة الظالمين و مجاورة الفاسقين احذروا فتنتهم و تباعدوا من ساحتهم و اعلموا أنه من خالف أولياء اللّه و دان بغير دين اللّه و استبد بأمره دون أمر ولي اللّه في نار تلتهب تأكل أبدانا قد غابت عنها أرواحها غلبت عليها شقوتها فهم موتى لا يجدون حر النار فاعتبروا يا أولي الأبصار و احمدوا اللّه على ما هداكم و اعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة اللّه إلى غير قدرته و سيرى اللّه عملكم ثم إليه تحشرون فانتفعوا بالعظة و تأدبوا بآداب الصالحين .

و هذه الموعظة من غرر مواعظ الإمام (عليه السلام) و لم يقتصر على الدعوة إلى الزهد في الدنيا و العمل للآخرة و إنما كانت في الوثائق السياسية و الاجتماعية و قد حفلت بما يلي :

1- التحذير من اتباع الطواغيت و اتباعهم من المفتونين بحب الدنيا و المغرورين بزينتها و بهجتها فإنهم جميعا من الشبكة التخريبية التي تعمل على مناهضة الاصلاح الاجتماعي و نشر الظلم و الفساد في الأرض.

2- ذم الدنيا و التنديد بطبيعتها و التي منها:

(أ) رفعها الخاملين.

(ب) وضعها الأحرار و الأشراف.

(ج) دفعها أقواما إلى النار و ذلك لانحرافهم عن الحق.

و إذا كانت طبيعة الدنيا إقامة الرذائل و مناهضة القوى الخيرة فالأجدر الزهد فيها و التجافي عن شهواتها و السعي في الظفر بنعيم الآخرة.

3- إبداؤه الأسى على ما تواجهه الأمة في عصره من الوان مريعة و مذهلة من مظلمات الفتن و حوادث البدع و سنن الجور من قبل الحكومة الأموية التي اغرقت البلاد بالظلم و الفتن و الجور و كان وقع تلك الأحداث شديدا على الأمة فقد ثبطت القلوب عن نياتها و أذهلتها عن طريق الحق و الرشاد.

4- الدعوة إلى طاعة اللّه تعالى و طاعة أئمة الحق و الهدى الذين يسلكون بالناس سبل النجاة و يهدونهم إلى صراط مستقيم و الذين يمثلون إرادة الأمة و وعيها و يحققون لها جميع ما تصبو إليه من العزة و الكرامة كما دعا (عليه السلام) إلى التمرد على أئمة الجور و عدم التعاون معهم.

5- الحث على تقوى اللّه و طاعته اللذين تزدهر بهما حياة الانسان و يستقيم بهما سلوكه.

هذه بعض محتويات هذه الموعظة الحافلة بالأمور الدينية و الشؤون السياسية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.