أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016
3074
التاريخ: 11-04-2015
4532
التاريخ: 31-3-2016
3054
التاريخ: 12-4-2016
3179
|
من مواعظه القيمة هذه الموعظة المؤثرة و هذا نصها: كفانا اللّه و إياكم الظالمين و بغي الحاسدين و بطش الجبارين أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت و أتباعهم من أهل الرغبة في الدنيا المائلون إليها المفتونون بها المقبلون عليها و على حطامها الهامد و هشيمها البائد غدا و احذروا ما حذركم اللّه منها و ازهدوا في ما زهدكم اللّه فيه منها و لا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اعدها دارا و قرارا و باللّه إن لكم مما فيها دليلا من زينتها و تصريف أيامها و تغييرا نقلا بها و مثلاتها و تلاعبها بأهلها إنها لترفع الخميل و تضع الشريف و تورد النار أقواما غدا ففي هذا معتبر و مختبر و زاجر لمنتبه و إن الأمور الواردة عليكم في كل يوم و ليلة من مظلمات الفتن و حوادث البدع و سنن الجور و بوائق الزمان و هيبة السلطان و وسوسة الشيطان لتثبط القلوب عن نيتها و تذهلها عن موجود الهدى و معرفة أهل الحق إلا قليلا ممن عصم اللّه و نهج سبيل الرشد و سلك طريق القصد ثم استعان على ذلك بالزهد فكرر الفكر و اتعظ بالعبر و ازدجر فزهد في عاجل بهجة الدنيا و تجافى عن لذاتها و رغب في دائم نعيم الآخرة و سعى لها سعيها و راقب الموت و شنأ الحياة مع القوم الظالمين فعند ذلك نظر إلى ما في الدنيا بعين نيرة حديدة النظر و ابصر حوادث الفتن و ضلال البدع و جور الملوك الظلمة فقد استدبرتم من الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة و الانهماك فيها ما تستدلون به على تجنب الغواة و أهل البدع و البغي و الفساد في الأرض بغير الحق فاستعينوا باللّه و ارجعوا إلى طاعته و طاعة من هو أولى بالطاعة من طاعة من اتبع و اطيع , فالحذر الحذر من قبل الندامة و الحسرة و القدوم على اللّه و الوقوف بين يديه و تاللّه ما صدر قوم قط عن معصية اللّه إلا إلى عذابه و ما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم و ساء مصيرهم و ما العلم باللّه و العمل بطاعته إلا إلفان مؤتلفان فمن عرف اللّه خافه فحثه الخوف على العمل بطاعة اللّه و إن أرباب العلم و أتباعهم الّذين عرفوا اللّه فعملوا له و رغبوا إليه و قد قال اللّه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] , فلا تلتمسوا شيئا في هذه الدنيا بمعصية اللّه و اشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة اللّه و اغتنموا أيامها و اسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب اللّه فإن ذلك أقل للتبعة و أدنى من العذر و أرجى للنجاة فقدموا أمر اللّه و طاعته و طاعة من أوجب اللّه طاعته بين يدي الأمور كلها و لا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت و فتنة زهرة الدنيا بين يدي أمر اللّه و طاعته و طاعة أولي الأمر منكم و اعلموا أنكم عبيد الله و نحن معكم يحكم علينا و عليكم سيد حاكم غدا و هو موقفكم و مسائلكم فاعدوا الجواب قبل الوقوف و المساءلة و العرض على رب العالمين يومئذ لا تكلم نفس إلا باذنه و اعلموا أن اللّه لا يصدق كاذبا و لا يكذب صادقا و لا يرد عذر مستحق و لا يعذر غير معذور بل للّه الحجة على خلقه بالرسل و الأوصياء بعد الرسل فاتقوا الله و استقبلوا من اصلاح أنفسكم و طاعة اللّه و طاعة من تولونه فيها لعل نادما قد ندم على ما فرط بالأمس في جنب اللّه و ضيّع من حق اللّه و استغفروا اللّه و توبوا إليه فإنه يقبل التوبة و يعفو عن السيئات و يعلم ما تفعلون و إياكم و صحبة العاصين و معونة الظالمين و مجاورة الفاسقين احذروا فتنتهم و تباعدوا من ساحتهم و اعلموا أنه من خالف أولياء اللّه و دان بغير دين اللّه و استبد بأمره دون أمر ولي اللّه في نار تلتهب تأكل أبدانا قد غابت عنها أرواحها غلبت عليها شقوتها فهم موتى لا يجدون حر النار فاعتبروا يا أولي الأبصار و احمدوا اللّه على ما هداكم و اعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة اللّه إلى غير قدرته و سيرى اللّه عملكم ثم إليه تحشرون فانتفعوا بالعظة و تأدبوا بآداب الصالحين .
و هذه الموعظة من غرر مواعظ الإمام (عليه السلام) و لم يقتصر على الدعوة إلى الزهد في الدنيا و العمل للآخرة و إنما كانت في الوثائق السياسية و الاجتماعية و قد حفلت بما يلي :
1- التحذير من اتباع الطواغيت و اتباعهم من المفتونين بحب الدنيا و المغرورين بزينتها و بهجتها فإنهم جميعا من الشبكة التخريبية التي تعمل على مناهضة الاصلاح الاجتماعي و نشر الظلم و الفساد في الأرض.
2- ذم الدنيا و التنديد بطبيعتها و التي منها:
(أ) رفعها الخاملين.
(ب) وضعها الأحرار و الأشراف.
(ج) دفعها أقواما إلى النار و ذلك لانحرافهم عن الحق.
و إذا كانت طبيعة الدنيا إقامة الرذائل و مناهضة القوى الخيرة فالأجدر الزهد فيها و التجافي عن شهواتها و السعي في الظفر بنعيم الآخرة.
3- إبداؤه الأسى على ما تواجهه الأمة في عصره من الوان مريعة و مذهلة من مظلمات الفتن و حوادث البدع و سنن الجور من قبل الحكومة الأموية التي اغرقت البلاد بالظلم و الفتن و الجور و كان وقع تلك الأحداث شديدا على الأمة فقد ثبطت القلوب عن نياتها و أذهلتها عن طريق الحق و الرشاد.
4- الدعوة إلى طاعة اللّه تعالى و طاعة أئمة الحق و الهدى الذين يسلكون بالناس سبل النجاة و يهدونهم إلى صراط مستقيم و الذين يمثلون إرادة الأمة و وعيها و يحققون لها جميع ما تصبو إليه من العزة و الكرامة كما دعا (عليه السلام) إلى التمرد على أئمة الجور و عدم التعاون معهم.
5- الحث على تقوى اللّه و طاعته اللذين تزدهر بهما حياة الانسان و يستقيم بهما سلوكه.
هذه بعض محتويات هذه الموعظة الحافلة بالأمور الدينية و الشؤون السياسية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|