المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Thoralf Albert Skolem
16-6-2017
Zellweger Syndrome
6-10-2020
تفسير سورة الكافرون
2024-09-10
sound system
2023-11-18
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
زراعة البامياء
19-1-2022


[تعاليم الامام السجاد القيمة]  
  
3088   03:20 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص69-70.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

أدلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) بكثير من الحكم القيمة و التعاليم الرفيعة التي انبعثت عن خبرته الكاملة لواقع الحياة و تعمقه في شؤونها الاجتماعية و خبرته بأحوال الناس و أمورهم .

ذم الإمام (عليه السلام) التكبر و نعى على المتكبر هذه الظاهرة السيئة لأنها باب لكل شر و مصدر لكل رذيلة فالمتكبر لا يرى غيره يستحق الحياة و من ثم يقوم بالظلم و الاعتداء على الناس يقول (عليه السلام): عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة . 

إن المتكبر على الناس الفخور بنفسه لو تأمل ذاته قليلا و نظر إلى بداية تكوينه و نهاية مصيره لما تكبر على الناس و فخر بما يتمتع به من مال أو بنين.

و من كلماته الحكيمة الخالدة هذه الكلمات الذهبية الرائعة قال (عليه‏ السلام) : من مأمنه يؤتى الحذر يكتفي اللبيب بوحي الحديث و ينبو البيان عن قلب الجاهل و لا ينتفع بالقول و إن كان بليغا مع سوء الاستماع .

أما معطيات هذه الكلمات البليغة فهي:

1- إن الحذر يؤتى من مأمنه: و معنى ذلك أن من يقيم حرسا مكثفا للحفاظ على حياته كما يفعل الملوك و الرؤساء فإن ما يحذرونه يأتي من أولئك الحراس فإنهم هم الذين يفتكون بهم كما وقع ذلك كثيرا مع بعض الملوك.

2- إن اللبيب المتفتح ذهنه هو الذي يفهم الأمور من وحي الحديث و قرائن الأحوال و لا يحتاج إلى التعمق و البسط في القول.

3- إن البيان يبتعد عن قلب الجاهل و لا يصل إليه لأنه قد ران عليه الجهل فصده عن فهم الأمور.

4- إن بلاغة القول و حكمته لا ينتفع بهما مع سوء الاستماع و إنما ينتفع بهما مع الاصغاء.

حذر الإمام (عليه السلام) من المراء و هو المجادلة التي لا يقصد منها الوصول إلى الحق و إنما المقصود المغالبة و الاستعلاء قال (عليه السلام): المراء يفسد الصداقة القديمة و يحل العقدة الوثيقة و أقل ما فيه أن تكون به المغالبة و المغالبة من أمتن أسباب القطيعة .

إن المراء مفتاح للشر و يلقي بين الناس العداوة و البغضاء و يسبب لهم كثيرا من المصاعب و المشاكل.

إن الابتهاج بالذنب و الافتخار به ينم عن تمادي الشخص في الجريمة قال (عليه السلام): إياك و الابتهاج بالذنب فإن الابتهاج بالذنب أعظم من ركوبه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.