المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

The method of semantic description COMPONENTIAL AND DEFINITIONAL APPROACHES
2024-08-19
دورة حياة النجم
18-7-2019
اثر اختلاف الدِين في حق الورثـه في ضوء القانون.
2-2-2016
Introduction to The Prokaryotic Transcription
2-5-2021
دفـتر الأستاذ العـام Ledger General
10-2-2022
البلاء والولاء
18-11-2017


[الجبروت الاموي وسرقة الحريات]  
  
2590   03:28 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص374-375.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016 2702
التاريخ: 2-4-2016 3159
التاريخ: 2-4-2016 2930
التاريخ: 2-4-2016 2878

ظاهرة أخرى من المظاهر البارزة في الحكم الأموي و هي الجبروت و الكبرياء عند الحكام فقد استعلوا على الرعية و احتقروا الضعفاء و استهانوا بالفقراء و كانوا يرون أنهم وحدهم مصادر القوة في البلاد لا الشعب و أنهم الذين يضعون من شاءوا و يرفعون من شاءوا يقول معاوية: نحن الزمان نضع من نشاء و نرفع من نشاء و معنى ذلك أنه ليس للخدمات الوطنية و الاجتماعية التي يسديها الأحرار و المصلحون لبلادهم أية قيمة في رفع كيانهم و سمو مكانتهم اجتماعيا و إنما الذي يرفع و يضع - في العرف الأموي- هي السلطة وحدها و صور الوليد بن يزيد جبروت الأمويين و طغيانهم بهذه الأبيات.

فدع عنك ادّكارك آل سعدى‏                فنحن الأكثرون حصى و مالا

و نحن المالكون الناس قسرا              نسومهم المذلة و النكالا

و نوردهم حياض الخسف ذلا             و ما نألوهم إلا خبالا

لقد فخر الوليد بنفسه و أسرته و اعتز و افتخر على الناس بما يلي:

أولا: أنهم اكثر الناس أموالا و هي التي سرقوها من بيت مال المسلمين.

ثانيا: إنه تحدث عن سياستهم الهوجاء للناس و أنهم يحكمون كما يلي:

ا - إنهم يسومون الناس المذلة و الهوان من دون أن تكون لأي أحد كرامة أو حرية أو اختيار في أي أمر من الأمور.

ب - إنهم يوردون الرعية حياض الخسف و الذل و لا يوردونهم موارد الشرف و الكرامة.

ج - إنهم لا يألون الشعوب المحكومة بقوة الحديد إلا خبالا فأي جبروت أعظم من هذا الجبروت؟ و أي كبرياء أعظم من هذا الكبرياء؟

واقصيت الحريات العامة في العهود الأموية من الشعوب الإسلامية فلم يعد لها أي ظل على واقع الحياة خصوصا حرية الفكر و الرأي فلم يكن باستطاعة أي فرد من المواطنين أن يدلي بفكرته و بما يدين به و بالأخص في ما يتعلق بالولاء لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) فقد كان الاتهام بالكفر و الزندقة و الالحاد أهون من الاتهام بالولاء لهم و قد علقت في الساحات العامة في الكوفة مجموعة من جثث رجال الفكر و العلم في الإسلام قد صلبوا لحبهم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كميثم التمار و رشيد الهجري و أمثالهما.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.