أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2019
2492
التاريخ: 24-6-2019
3230
التاريخ: 8-04-2015
3455
التاريخ: 26-7-2022
1889
|
كان مِنْ أعظم ما رُزئ به مسلم أنْ يدخلَ أسيراً على الدعيّ ابن مرجانة فقد ودّ أنّ الأرض وارته ولا يمثُل أمامه وقد شاءت المقادير أنْ يدخل عليه وقد دخل تحفُّ به الشرطة فلمْ يحفل البطل بابن زياد ولم يعنَ به فسلّم على الناس ولمْ يسلّم عليه فأنكر عليه الحرسي وهو مِنْ صعاليك الكوفة قائلاً : هلاّ تسلّم على الأمير؟ فصاح به مسلم محتقراً له ولأميره : اسكت لا اُمّ لك! ما لك والكلام؟! والله ليس لي بأمير فاُسلّم عليه , وكيف يكون ابن مرجانة أميراً على مسلم سيّد الأحرار وأحد المستشهدين في سبيل الكرامة الإنسانية؟! إنّما هو أمير على اُولئك الممسوخين الذين لمْ يألفوا إلاّ الخنوع والذلّ والعار, والتاع الطاغية مِن احتقار مسلم له وتبدّد جبروته فصاح به : لا عليك سلّمت أمْ لمْ تسلّم فإنّك مقتول , ولمْ يملك الطاغية سوى سفك الدّم الحرام وحَسِبَ أنّ ذلك يخيف مسلماً أو يوجب انهياره وخضوعه له فانبرى إليه بطل عدنان قائلاً بكلّ ثقةٍ واعتزاز بالنفس : إنْ قتلتني فقد قَتَلَ مَنْ هو شرٌّ مِنك مَنْ كان خيراً منّي , ولذعه هذا الكلام الصارم وأطاح بغلوائه فقد ألحقه مسلم بالجلاّدين والسفّاكين مِنْ قتلة الأحرار والمصلحين. واندفع الطاغية يصبح بمسلم : يا شاق يا عاق خرجت على إمام زمانك وشققت عصا المسلمين وألقحت الفتنة.
أيّ إمام خرج عليه مسلم وأيّ عصاً للمسلمين شقّها وأيّ فتنة ألقحها؟! إنّما خرج على قرين الفهود والقرود ؛ لقد خرج لينقذ الاُمّة مِنْ محنتها أيّام ذلك الحكم الأسود.
وانبرى مسلم يردّ عليه قائلاً : والله ما كان معاوية خليفة بإجماع الاُمّة بل تغلّب على وصيّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) بالحيلة وأخذ منه الخلافة بالغصب وكذلك ابنه يزيد ؛ وأمّا الفتنة فإنّما ألقحتها أنت وأبوك زياد مِنْ بني علاج , وأنا أرجو أنْ يرزقني الله الشهادة على يد شرّ بربته فوالله ما خالفت ولا كفرت ولا بدّلت وإنّما أنا في طاعة أمير المؤمنين الحُسين بن علي ونحن أولى بالخلافة مِنْ معاوية وابنه وآل زياد.
وكانت هذه الكلمات أشدّ على ابن مرجانة مِن الموت فقد كشفت واقعه أمام شرطته وعملائه وجرّدته مِنْ كلّ نزعة إنسانية وأبرزته كأحقر مخلوق على وجه الأرض , ولمْ يجد الدّعيّ وسيلةً يلجأ إليها سوى الافتعالات الكاذبة التي هي بضاعته وبضاعة أبيه زياد مِنْ قبل , فأخذ يتّهم مسلماً بما هو برئ منه قائلاً : يا فاسق ألمْ تكن تشرب الخمر في المدينة؟
فصاح به مسلم : أحقّ والله بشرب الخمر مَنْ يقتل النفس المحرّمة وهو يلهو ويلعب كأنّه لمْ يسمع شيئاً , واسترد الطاغية تفكيره فرأى أنّ هذه الأكاذيب لا تجديه شيئاً فراح يقول له : منّتك نفسك أمراً حال الله بينك وبينه وجعله لأهله.
فقال مسلم باستهزاء وسخرية : مَنْ أهله؟!
ـ يزيد بن معاوية.
ـ الحمد لله كفى بالله حاكماً بيننا وبينكم.
ـ أتظنّ أنّ لك مِن الأمر شيئاً؟
ـ لا والله ما هو الظنّ ولكنّه اليقين.
ـ قتلني الله إنْ لمْ أقتلك.
ـ إنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المُثلة وخبث السريرة والله لو كان معي عشرة ممّن أثق بهم وقدرت على شربة ماء لطال عليك أنْ تراني في هذا القصر ولكنْ إنْ كنت عزمت على قتلي فأقم لي رجلاً مِنْ قريش أوصي له بما اُريد , وسمح له الطاغية بأن يوصي بما أهمّه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|