المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
كلام شيخ الطائفة حول التفسير النقلي الاثري
6-05-2015
Bulgarican
14-9-2017
الجنس Vibeio cholerae
17-7-2016
السنـدات وتصنيفاتـها
25-11-2021
الخصائص العامة للغة الإعلام- المرونة
7-9-2021


تبني من لا يستطيع الإنجاب  
  
1911   01:14 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص246-247
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2018 1936
التاريخ: 11-1-2023 1289
التاريخ: 21-4-2016 2244
التاريخ: 26-1-2023 1091

 يدعي البعض أن تحريم التبني حكم قاس إذ إنه يشكل حلا موضوعيا لبعض الحالات مستعصية الحل ومنها حالة سيدة عاقر وتريد أن تُسَكِن لوعة كل امرأة في أن تكون أما وذلك من خلال أن تتبنى طفلا وتسجله على اسمها . في حين أن تحريم التبني يشكل عائقا أمام ذلك وهذه قسوة لا تتناسب مع الرحمة التي تشكل طابعا عاما للإسلام ,والله عز وجل يقول في كتابه الكريم:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }[الأنبياء: 107]. والحقيقة أن هذه المسألة ليس لها علاقة بالقسوة,  إضافة الى ان الرحمة والقسوة هي ما يحدده الشرع الحنيف لنا وليس ما نظنه من خلال نظرتنا الجزئية للأمور, فالله سبحانه وتعالى عندما خلق البشر شرع لهم ما هو رحمة لهم من خلال نظرة شمولية, ومن ناحية أخرى لو أردنا أن نتحدث عن موضوع القسوة فالتبني هو القسوة.  لأن كل ولد من حقه أن يعرف من هم والديه ويجب أن يعرف اصله ونسبه, كل واحد منا يحب أن يعرف أنه حتى في قديم الزمان وقبل مئات السنين الى أية قبيلة كان ينتمي , فهذا شيء يهواه الإنسان ويسعى نحوه في حين أننا ومن خلال التبني وبكلمة صغيرة على ورقة او بموقف معين اُضَيع على هذا الانسان نسبه، وهذا شيء مؤذ جدا له ويُضَيع عليه حقه.  لذلك فإنه لا مانع من ناحية شرعية أن تقوم هذه المرأة بكفالة هذا الولد وتعامله تمام كأمه من دون تضييع نسبه عليه وحرمانه من هذا الحق. فمن الناحية العملية ان ما تسعى إليه هذه الإنسانة هو ذلك الشعور الذي يمكن أن تحسه من خلال ممارسة عملية الأمومة الفعلية أما الأوراق فلا تقدم ولا تؤخر أبدا. فإذا قلت إن هذا الولد سيقوم بعد وعيه ومن خلال اطلاعه على الوثائق بمعرفة من هم أهله الحقيقيون وبالتالي لن يعود ليعامل من ربته كأمه الحقيقية , نقول إن هذا غير صحيح فإنها إن أحسنت تربيته فإنه لن يكون قليل الوفاء معها , بل إنه سيحتفظ لها بالجميل ويرده لها من خلال تعامله معها كأم حقيقية بل سيحفظ لها أنها لم تغشه ولم تضيع عليه نسبه فيزداد احترامه لها .

أما لو لم تفعل ذلك ثم اكتشف بعد عمر مديد أن له أهلا غير هؤلاء الذين ربوه , فانه سيحقد عليهم ويعتبر انهم غشوه وخدعوه وسيكون للأمر انعكاسات سلبية ليست في مصلحة هذه المرأة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.