أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2015
5370
التاريخ: 8-10-2014
5239
التاريخ: 3-12-2015
5131
التاريخ: 9-11-2014
5193
|
توقّف المفسّرون الشيعة في قبول الاسرائيليات التي تمس الامور العقيدية أو المسائل الأساسية في الشريعة كقضايا التوحيد والنبوّة وعصمة الأنبياء (عليه السلام) ، واعتبروا المعيار الصحيح في قبول هذه الروايات أو ردّها هو الرّجوع إلى القرآن الكريم نفسه ومحاكمة الروايات وفقا لأصوله ومبادئه وتفسير آياته وسياق نزولها؛ لأنّ اللّه تعالى قد تكفّل بحفظ القرآن الكريم وبقائه ، كما انّ الرسول (صلى الله عليه وآله) جعل القرآن الميزان لقبول الروايات أو ردّها ، قال الطباطبائي :
« . . . لكن اللّه عزّ اسمه جعل كتابه في محفظة إلهيّة من هوسات المتهولين من أعدائه ، كلّما استرق السمع شيطان من شياطينهم أتبعه بشهاب مبين ، فقال عزّ من قائل : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر : 9] ، وقال : . . . {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت : 41، 42] ، وقال : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء : 82] . فأطلق القول ولم يقيّد ، فما من خلط أو دسّ إلّا ويدفعه القرآن ويظهر خسارة صاحبه بالكشف عن حاله وإقراء صفحة تاريخه .
وقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فيما رواه الفريقان : (ما وافق كتاب اللّه فخذوه وما خالفه فاتركوه) ، فأعطى ميزانا كليّا توزن به المعارف المنقولة منه ومن أوليائه . وبالجملة فبالقرآن يدفع الباطل عن ساحة الحق ، ثمّ لا يلبث أن يظهر بطلانه ويمات عن القلوب الحيّة كما اميت عن الأعيان» «1» .
على أنّ موقف المفسّرين الشيعة يختلف في مقابل الإسرائيليات الاخرى الّتي لا تحمل معنى عقيديا ، لذا فإنّ بعض الروايات الهامشيّة قد أخذت طريقها إلى كتب التفسير الشيعية القديمة ، فإنّهم قد رووا عابرا- مثلا- بعض ما ورد من تفاصيل بشأن قصّة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج دون ردّ أو قبول ، مع نسبتها إلى قائليها ، حتّى لو كانوا ممّن تروى عنهم الإسرائيليات كوهب أو غيره «2» ، وإن كان يلاحظ أنّه قد ترك كثير ممّا روي في هذا الباب وفيه غرائب ، ولم يرو منها إلّا القليل .
وكذلك فعل الطبرسي ، فروى في قصّة أصحاب الكهف من الروايات القريبة إلى فهم الآيات وترك الكثير منها ، ممّا لا فائدة منها .
ومع ذلك فقد توقّف المفسّرون المتأخرون الشيعة في هذه الروايات لأنّها «مختلقة اختلاقا عجيبا متعارضة متهافتة . . .» ولأنّها «مشتملة على غرائب يستوحش منها الذوق السليم أو يحيلها العقل وينكرها الوجود» فحكموا عليها بأنها : «غير سليمة عن الدسّ والوضع ومبالغات عجيبة في وصف القصّة ، وأغربها ما روي من علماء اليهود الّذين أسلموا كوهب بن منبه وكعب الأحبار . . .» «3» .
لذا نستطيع الاستنتاج بأنّ المفسّرين الشيعة المتقدمين والمتأخرين قد اتخذوا موقفا رافضا للإسرائيليات الّتي تحمل فهما عقيديا مشوها ، أمّا غيرها من التفاصيل الّتي لا تضرّ بالعقيدة فربّما رواها المتقدمون في تفاسيرهم مع عدم اعتناء بها ، بل يروون ما كان قريبا من الآيات ضمن الآراء الواردة دون تعقيب ، ولكنّهم يهملون ولا يروون الكثير من الروايات الإسرائيلية الّتي هي أشبه بالخرافة منها بالصحّة ، خصوصا ما يتعلّق منها بالخلق وعجائب المخلوقات والأرض والسماء وغيرها «4» .
على أن ممّا لا يمكن الغض عنه هو أن بعض الإسرائيليات المهمّة قد تسللت إلى طي تفسير القمي ، وهو من المجاميع الروائية في التفسير ، وقد علم من قبل أنّ راوييه مجهولان .
______________________________
(1)- الميزان/ ج 1/ ص 240 .
(2)- راجع مجمع البيان/ ج 6/ ص 299- 307 .
(3)- الميزان/ ج 13/ ص 365 .
(4)- منها ما رواه السيوطي عن وهب بن منبه ، قال : بلغني أنّ اللّه لمّا أراد أن يخلق الفرس قال لريح الجنوب : إنّي خالق منك خلقا . . . الدرّ المنثور/ ج 5/ ص 111 . وروايات كعب في يأجوج ومأجوج ، الدرّ المنثور/ ج 5/ ص 455 وغيرها .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|