المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



اغتيال عمر  
  
3599   10:06 صباحاً   التاريخ: 20-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص301-306.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

أنّ اغتيال عمر كان وليد مؤامرة حاكها الاُمويّون للتخلّص من حكمه وفرض سلطانهم على المسلمين وقد أيّدوا ذلك بأنّ أبا لؤلؤة الذي اغتاله كان مولى للمغيرة بن شعبة وصلة المغيرة بالاُمويِّين كانت وثيقة للغاية ؛ وفيما أحسب أنّ هذا الرأي لا يحمل أيّ طابع من التحقيق ؛ لأنّ علاقة عمر كانت مع الاُمويِّين طبيعية وقوية فلم تقع بينهما أيّة منافسة أو كراهية وكان عمر شديد الميل لهم ؛ فقد استعمل أعلامهم ولاة على الأقطار والأقاليم الإسلاميّة أمثال يزيد بن أبي سفيان وسعيد بن أبي العاص ومعاوية ولم يشاطر أيّ واحد منهم أمواله كما شاطر بقية عماله بل كان معنياً حتّى بشؤون نسائهم فقد أقرض هند بنت عتبة أمّ معاوية أربعة آلاف من بيت المال تتجر فيها فلم يعمل عمر أيّ عمل يتنافى مع مصالحهم وأطماعهم فكيف إذاً يقومون بتدبير المؤامرة لاغتياله؟

وعلى أيّ حال فمن المقطوع به أنّ أبا لؤلؤة إنما قام بوحي نفسه لا بدافع أموي لاغتيال عمر ؛ أمّا بواعث ذلك فيما نحسب فهي أنه كان شابّاً متحمّساً لاُمّته ووطنه فقد رأى بلاده قد فتحت عنوة فذهب مجد قومه وانطوى عزّهم ورأى أنّ عمر قد بالغ في احتقار الفرس والاستهانة بهم فقد تمنّى أن يحول بينه وبين الفرس جبل من حديد وقد حضر عليهم دخول يثرب إلاّ مَن كان سنّه دون البلوغ وأصدر فتواه بعدم إرثهم إلاّ مَن ولد منهم في بلاد العرب كما كان يعبّر عنهم بالعلوج ؛ ثمّ هو بالذات قد خفّ إلى عمر يشكو إليه مما ألمّ به من ضيق وجهد من جرّاء ما فرض عليه المغيرة من ثقل الخراج فزجره عمر ولم يعن به وقال له : ما خراجك بكثير من أجل الحرف التي تحسنها , وقد أوجدت هذه الاُمور في نفسه حنقاً وحقداً على عمر فأضمر له الشر وقد اجتاز عليه فسخر منه وقال له : بلغني أنّك تقول : لو شئت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت ؛ ولذعته هذه السخرية فاندفع يقول : لأصنعنّ لك رحى يتحدّث الناس بها.

وفي اليوم الثاني قام بعملية الاغتيال ؛ فطعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت السرّة فخرقت الصفاق وهي التي قضت عليه ثمّ انحاز إلى أهل المسجد فطعن من يليه حتّى طعن أحد عشر رجلاً سوى عمر ثمّ عمد إلى نفسه فانتحر ؛ وحُمل عمر إلى داره وجراحاته تنزف دماً وقال لمَن كان حوله : مَن طعنني؟

ـ غلام المغيرة.

ـ ألم أقل لكم لا تجلبوا لنا من العلوج أحداً فغلبتموني ؛ وأحضر له أهله طبيباً فقال له : أيّ الشراب أحبّ إليك؟

ـ النبيذ ؛ فسقوه منه فخرج من بعض طعناته فقال الناس : خرج صديداً , ثمّ سقوه لبناً فخرج من بعض طعناته فيئس منه الطبيب وقال له : لا أرى أن تمسي , ولمّا أيقن بدنو الأجل المحتوم منه أوصى ولده عبد الله فقال له : انظر ما عليّ من دين فاحصوه , فإذا به ستة وثمانون ألفاً فقال : إن وفى به مال آل عمر فأدّه من أموالهم وإلاّ فسل في بني عدي بن كعب فإن لم تفِ به أموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم , ونحن إذا تأمّلنا في هذه الوصية نجد فيها عدّة أمور تدعو إلى التساؤل وهي :

1 ـ إنّ هذه الأموال الضخمة التي استدانها من بيت المال لم ينفقها إلاّ في شؤونه الخاصة ولو كان قد أنفقها على شؤون المسلمين لَما كان هناك أيّ مجال لاسترجاعها من آل الخطّاب وهذا ـ من دون شك ـ لا يتفق مع ما نقله الرواة عن سيرته من أنه كان متحرّجاً أشدّ التحرّج وأقساه في أموال الدولة وأنه لم يكن ينفق منها أي شيء على شؤونه الخاصة.

2 ـ إنه عهد إلى ابنه عبد الله أن يستوفي هذه الديون من آله فإن وفت أموالهم بها فهو وإلاّ فيسأل أسرته عن وفائها وهذا يكشف أنه قد منحها لهم وإلاّ فما هو المبرّر لاستيفائها منهم؟ إذ لا سلطان له على مال الغير وإن كان قريباً منه وفيما نحسب أنّ هذه الأموال قد وهبها لهم وهو يتصادم مع ما نقل عنه من أنه كان يشتدّ على أهله حتّى يرهقهم من أمرهم عسراً وأنه قد أخذهم بضروب من الشدّة والعنف وساوى بينهم وبين بقية المسلمين في العطاء.

3 ـ إنّ وصيّته لولده عبد الله أن يسأل من قريش خاصة بتسديد ما عليه من ديون إذا لم تف أموال اُسرته بها يكشف عن مدى صلته العميقة وارتباطه الوثيق بهم وقد كان فيما يقول المؤرّخون : الممثّل الوحيد للفئات القرشية وأنه كان يعكس في تصرّفاته جميع رغباتها وميولها.

هذه بعض الملاحظات التي تواجه هذه الوصية ولم ينص المؤرّخون على أنّ عبد الله قام بتسديد ما على أبيه من ديون لبيت المال فقد أهملوا هذه الجهة ولم يعرضوا لها , وعلى أيّ حال فإنّ عبد الله لمّا أيقن بموت أبيه طلب منه أن يعيّن أحداً لمركز الخلافة ولا يهمل شؤون الاُمّة قال له : يا أبة استخلف على اُمّة محمد (صلّى الله عليه وآله) فإنه لو جاء راعي إبلك أو غنمك وترك إبله أو غنمه لا راعي لها وقلت له : كيف تركت أمانتك ضائعة فكيف باُمّة محمد (صلّى الله عليه وآله)؟ فاستخلف عليهم.

فنظر إليه نظرة ريبة وشك واندفع يجيبه : إن استخلف عليهم فقد استخلف أبو بكر وإن أتركهم فقد تركهم رسول الله (صلى الله عليه واله) , أمّا حديث عبد الله فقد كان حافلاً بالوعي والمنطق ؛ فإنه ليس من الحكمة في شيء أن يهمل الرئيس شؤون رعيته من دون أن يعيّن لها القائد من بعده الذي يعني بأمورها السياسية والاجتماعية فإن إهماله لهذه الجهة الخطيرة يعرّضها للأزمات ويلقيها في شرٍّ عظيم وقد زعم عمر أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لم يعن بالقيادة الروحية والزمنية من بعده ولم يعهد بأمره لأحد ولعلّ الوجع قد غلب عليه فأذهله وأنساه قيام النبي (صلّى الله عليه وآله) بنصب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) خليفة من بعده يوم غدير خم وإلزامه للمسلمين بمبايعته وكان عمر بالذات ممّن بايعه وقال له : بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة , وعلى أيّ حال فإن عمر قد فتكت به جراحاته وأخذ منه الألم القاسي مأخذاً عظيماً وقد جزع جزعاً شديداً وأخذ يقول : لو أنّ لي ما في الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه .

وقال لولده عبد الله : ضع خدّي على الأرض فلم يعن به وظنّ أنه قد اختلس عقله فأمره ثانياً بذلك فلم يجبه وفي المرّة الثالثة صاح به : ضع خدّي على الأرض لا اُمّ لك! وبادر عبد الله فوضع خدّ أبيه على الأرض فأخذ يجهش بالبكاء وهو يقول بنبرات متقطعة : يا ويل عمر! وويل اُمّ عمر إن لم يتجاوز الله عنه ! وطلب عمر من ابنه أن يستأذن من عائشة ليدفنه مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأبي بكر فسمحت له بذلك ؛ وعلّقت الشيعة على ذلك كما علّقت على دفن أبي بكر فقالت : إنّ ما تركه النبي (صلّى الله عليه وآله) إن كان لا يرثه أهله وإنما هو لولي الأمر من بعده حسب ما يرويه أبو بكر فلا موضوعية للإذن من عائشة وإن كان يرجع إلى ورثته كما يقول به أهل البيت (عليهم السّلام) فليس لعائشة فيه أيّ نصيب ؛ لأنّ الزوجة لا ترث من الأرض حسبما قرّره فقهاء المسلمين ولا بدّ له من الإذن من ورثة النبي (صلّى الله عليه وآله) ولم يتحقق ذلك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.