أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
4156
التاريخ: 19-7-2022
1722
التاريخ: 16-3-2016
3874
التاريخ: 3-04-2015
3588
|
هرع ابو بكر بن عبد الرحمن المخزومي الى الامام فقال له : إن الرحم يظأرني عليك ولا أدري كيف أنا في النصيحة؟ كان أبوك أشد بأسا والناس له ارجى ومنه اسمع وعليه اجمع فسار الى معاوية والناس مجتمعون عليه إلا اهل الشام فخذلوه وتثاقلوا عنه حرصا على الدنيا وضنا بها فجرعوه الغيظ وخالفوه حتى صار الى ما صار إليه من كرامة اللّه ورضوانه ثم صنعوا بأخيك بعد ابيك ما صنعوا ثم أنت تسير إلى الذين عدوا على ابيك واخيك تقاتل بهم اهل الشام واهل العراق ومن هو اعد منك واقوى والناس منه اخوف وله ارجى فلو بلغهم مسيرك إليهم لاستطعموا الناس بالأموال فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك ويخذلك من أنت أحب إليه من ينصره فاذكر اللّه في نفسك .
وشكر له الامام نصيحته وعواطفه وعرفه انه مصمم على ما عزم عليه ويئس ابو بكر فانطلق وهو يقول : عند اللّه نحتسب أبا عبد اللّه .
واقبل ابو بكر على والي مكة وهو يقول :
كم ترى ناصحا يقول فيعصى وظنين المغيب يلفى نصيحا
ما ذاك يا أبا بكر؟
فأخبره بما قال للحسين : فقال له نصحت له ورب الكعبة .
5 ـ عبد اللّه بن جعدة :
واشفق عبد اللّه بن جعدة بن هبيرة على الامام فالحقه بولده عون وبعث إليه رسالة يسأله فيها الرجوع ويذكر فيها تخوفه في مسيره إلى العراق فلم يعجب الامام ذلك .
6 ـ جابر بن عبد اللّه :
وخف جابر بن عبد اللّه الانصاري إلى الامام وطلب منه ان لا يخرج فأبى (عليه السلام) .
7 ـ عبد اللّه بن مطيع :
والتقى الامام بعبد اللّه بن مطيع وكان في طريقه إلى العراق وعرف عبد اللّه قصد الامام فقال له : يا ابن رسول اللّه اذكرك اللّه في حرمة الاسلام أن تنتهك انشدك اللّه في حرمة قريش وذمة العرب واللّه لئن طلبت ما في يد بني أمية ليقتلوك ولئن قتلوك لا يهابون بعدك احدا ابدا واللّه انها لحرمة الاسلام وحرمة قريش وحرمة العرب فاللّه اللّه لا تفعل ولا تأت الكوفة ولا تعرض نفسك لبني أميّة .
8 ـ عمرو بن سعيد :
وارسل عمرو بن سعيد الأشدق رسالة للامام يتعهد فيها له بالأمان وعدم التعرض له بمكروه وقد جاء فيها : إني اسأل اللّه ان يلهمك رشدك وان يعرفك عما يراد بك بلغني انك قد عزمت على الشخوص إلى العراق فاني اعيذك باللّه من الشقاق فان كنت خائفا فاقبل إلي فلك عندي الامان والصلة وكيف يخضع أبي الضيم للأشدق ويطلب منه الامان لقد اراد الأشدق ان يكون الامام تحت قبضته حتى لا يملك من امره شيئا ولم يخف على الامام ذلك فأجابه.
ان كنت اردت بكتابك صلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة ؛ وانه لم يشاقق من دعا الى اللّه وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين وخير الامان امان اللّه ولم يؤمن باللّه من لم يخفه في الدنيا فنسأل اللّه مخافة في الدنيا توجب امان الآخرة عنده .
9 ـ محمد بن الحنفية :
وكان محمد بن الحنفية في يثرب فلما علم بعزم اخيه على الخروج الى العراق توجه الى مكة وقد وصل إليها في الليلة التي اراد الخروج في صبيحتها الى العراق وقصده فور وصوله فبادره قائلا : يا اخي ان اهل الكوفة قد عرفت غدرهم بابيك واخيك وقد خفت ان يكون حالك حال من مضى فان اردت ان تقيم في الحرم فانك اعز من بالحرم وامنعهم , وشكر له الامام عواطفه ونصيحته وقال له : خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية فأكون الذي تستباح به حرمة هذا البيت .
فقال محمد : فان خفت ذلك فسر إلى اليمن او بعض نواحي البر فانك امنع الناس به ولا يقدر عليك احد.
قال الحسين : انظر فيما قلت ؛ ولما كان وقت السحر بلغه شخوصه إلى العراق وكان يتوضأ فبكى حتى سمع وقع دموعه في الطست واسرع محمد إلى أخيه فاخذ بزمام ناقته وقال له : يا أخي ألم تعدني فيما سألتك؟
- بلى ولكن أتاني رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بعد ما فارقتك وقال لي يا حسين اخرج فان اللّه شاء أن يراك قتيلا.
وذعر محمد وسرت الرعدة بأوصاله ودموعه تتبلور على خديه وهو يقول : فما معنى حمل هؤلاء النساء والاطفال وأنت خارج على مثل هذا الحال.
فاجابه الامام بعزم وطمأنينة قائلا : قد شاء اللّه ان يراهن سبايا .
10 ـ السيدة أم سلمة :
وفزعت أم المؤمنين السيدة أمّ سلمة حينما علمت ان الامام قد عزم على الخروج إلى العراق وكان في ذلك الوقت في يثرب قبل ان يتوجه إلى مكة فهرعت إليه قائلة بصوت حزين النبرات : يا بني لا تحزني بخروجك إلى العراق فاني سمعت جدك رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول : يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في ارض يقال لها كربلاء وعندي تربتك في قارورة دفعها إلي النبي.
فأجابها الامام بعزم ورباطة جأش قائلا : يا اماه وانا اعلم اني مقتول مذبوح ظلما وعدوانا وقد شاء عز وجل ان يرى حرمي ورهطي مشردين واطفالي مذبوحين مأسورين مقيدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا .
فالتاعت أم سلمة ورفعت صوت ا قائلة : وا عجبا فأين تذهب وأنت مقتول؟!!
فأجابها الامام وهو ساخر من الموت وهازئ من الحياة قائلا : يا أماه إن لم أذهب اليوم ذهبت غدا وإن لم أذهب في غد ذهبت بعد غد وما من الموت بد واني لأعرف اليوم الذي أقتل فيه والساعة التي أقتل فيها والحفرة التي أدفن فيها كما أعرفك وانظر إليها كما انظر إليك .
11 ـ عبد اللّه بن الزبير :
ولما عزم الامام على مغادرة مكة خف إليه عبد اللّه بن الزبير من باب المجاملة قال البلاذري : وانما أراد ابن الزبير بذلك لئلا يتهمه وان يعذر في القول فاظهر له الجنان والولاء قائلا : اين تذهب إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟
فقال (عليه السلام) : لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من تستحل بي ـ يعني مكة ـ .
وأصر الامام على فكرته ولم يصده عنها عذل العاذلين واشفاق المشفقين عليه فقد أيقن أنه لا يمكن بأي حال ان تنتصر القضية الاسلامية وتعلو كلمة اللّه في الأرض الا بالتضحية والفداء يقول الاستاذ خالد محمد خالد : إن القضية التي خرج البطل حاملا لواءها لم تكن قضية شخصية تتعلق بحق له في الخلافة , أو ترجع إلى عداوة شخصية يضمرها ليزيد كما انها لم تكن قضية طموح يستحوذ على صاحبه ويدفعه إلى المغامرة التي يستوي فيها احتمال الربح والخسران , كانت القضية أجل وأسمى واعظم كانت قضية الاسلام ومصيره والمسلمين ومصيرهم وإذا صمت المسلمون جميعهم تجاه هذا الباطل الذي أنكره البعض بلسانه وانكره الجميع بقلوبهم فمعنى ذلك ان الاسلام قد كف عن انجاب الرجال.
معناه ان المسلمين قد فقدوا أهلية الانتماء لهذا الدين , ومعناه أيضا أن مصير الاسلام والمسلمين معا قد امسى معلقا بالقوة الباطشة فمن غلب ركب ولم يعد للقرآن ولا للحقيقة سلطان , تلك هي القضية في روع الحسين , وبهذا المنطق اصر على الخروج .
لقد رغب إليه المشفقون ان لا يجيب دعاة الكوفة ويقبع في بيته مسالما ليزيد ولكن أبي الضيم كان يرى ما لا يرونه كان يرى أن الحياة الاسلامية قد امتحنت بفقر الدم امتحانا ادى بها الى الهلكة والدمار وانه لا بد ان يرويها من دمه الزاكي لتعود للمسلمين لهم الحياة نشطة تتدفق بها الحيوية من دمه الذي هو دم جده الرسول.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|