المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

النقد والنقدان
29-9-2016
النمو الحضري في الولايات المتحدة الأمريكية
21-2-2022
شظف العيش في الجاهلية
8-10-2014
الوضع و الملك
1-07-2015
هل للمجاميع أو الطرود المهاجرة مثل الحشرات قائد؟
21-2-2021
Language Starts Over—Creoles II
2024-01-22


الصبر عند الحسين  
  
3443   11:51 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص122-123.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016 3209
التاريخ: 2-04-2015 3711
التاريخ: 27-8-2022 1816
التاريخ: 19-10-2015 6064

من النزعات الفذّة التي تفرّد بها سيّد الشهداء الصبر على نوائب الدنيا ومحن الأيّام فقد تجرّع مرارة الصبر منذ أن كان طفلاً فرزئ بجدّه واُمّه وشاهد الأحداث الرهيبة التي جرت على أبيه وما عاناه من المحن والخطوب وتجرّع مرارة الصبر في عهد أخيه وهو ينظر إلى خذلان جيشه له وغدرهم به حتّى اُرغم على الصلح وبقي معه يشاركه في محنه وآلامه حتّى اغتاله معاوية بالسمّ ورام أن يوارى جثمانه بجوار جدّه فمنعته بنو اُميّة فكان ذلك من أشقّ المحن عليه ؛ ومن أعظم الرزايا التي صبر عليها أنّه كان يرى انتقاض مبادئ الإسلام وما يوضع على لسان جدّه من الأحاديث المنكرة التي تغيّر وتبدّل شريعة الله ومن الدواهي التي عاناها أنّه كان يسمع سبّ أبيه وانتقاصه على المنابر وقيام الطاغية زياد بإبادة شيعتهم واستأصل محبّيهم فصبر على كلّ هذه الرزايا والمصائب ؛ وتواكبت عليه المحن الشاقّة التي تميد بالصبر في يوم العاشر من المحرم فلم يكد ينتهي من محنة حتّى تطوف به مجموعة من الرزايا والآلام فكان يقف على الكواكب المشرقة من أبنائه وأهل بيته وقد تناهبت السيوف والرماح أشلاءهم فيخاطبهم بكل طمأنينة وثبات : صبراً يا أهل بيتي صبراً يا بني عمومتي لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم ؛ وقد بصر شقيقته عقيلة بني هاشم وقد أذهلها الخطب ومزّق الأسى قلبها فسارع إليها وأمرها بالخلود إلى الصبر والرضى بما قسم الله.

ومن أهوال تلك الكوارث التي صبر الإمام عليها أنّه كان يرى أطفاله وعياله وهم يضجّون من ألم الظمأ القاتل ويستغيثون به من أليم العطش فكان يأمرهم بالصبر والاستقامة ويخبرهم بالعاقبة المشرقة التي يؤول إليها أمرهم بعد هذه المحن الحازبة.

وقد صبر على ملاقاة الأعداء الذين ملأت الأرض جموعهم المتدفّقة وهو وحده يتلقّى الضرب والطعن من جميع الجهات قد تفتّت كبده من العطش وهو غير حافل بذلك كلّه ؛ لقد كان صبره وموقفه الصلب يوم الطفِّ من أندر ما عرفته الإنسانية يقول الأربلي : شجاعة الحسين (عليه السّلام) يُضرب بها المثل وصبره في الحرب أعجز الأوائل والأواخر ؛ إنّ أيّ واحدة من رزاياه لو ابتلى بها أيّ إنسان مهما تدرّع بالصبر والعزم وقوّة النفس لأوهنت قواه واستسلم للضعف النفسي ولكنه (عليه السّلام) لم يعنِ بما ابتلي به في سبيل الغاية الشريفة التي سمت بروحه أن تستسلم للجزع أو تضرع للخطوب.

يقول المؤرّخون : إنّه تفرّد بهذه الظاهرة فلم توهِ عزمه الأحداث مهما كانت وقد توفّى له ولد في حياته فلم يرَ عليه أثر للكآبة فقيل له في ذلك فقال (عليه السّلام) : إنّا أهل بيت نسأل الله فيعطينا فإذا أراد ما نكره فيما نحب رضينا .

لقد رضى بقضاء الله واستسلم لأمره وهذا هو جوهر الإسلام ومنتهى الإيمان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.