أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2019
3554
التاريخ: 13-4-2019
2488
التاريخ: 16-3-2016
4673
التاريخ: 16-3-2016
3256
|
من النزعات الفذّة التي تفرّد بها سيّد الشهداء الصبر على نوائب الدنيا ومحن الأيّام فقد تجرّع مرارة الصبر منذ أن كان طفلاً فرزئ بجدّه واُمّه وشاهد الأحداث الرهيبة التي جرت على أبيه وما عاناه من المحن والخطوب وتجرّع مرارة الصبر في عهد أخيه وهو ينظر إلى خذلان جيشه له وغدرهم به حتّى اُرغم على الصلح وبقي معه يشاركه في محنه وآلامه حتّى اغتاله معاوية بالسمّ ورام أن يوارى جثمانه بجوار جدّه فمنعته بنو اُميّة فكان ذلك من أشقّ المحن عليه ؛ ومن أعظم الرزايا التي صبر عليها أنّه كان يرى انتقاض مبادئ الإسلام وما يوضع على لسان جدّه من الأحاديث المنكرة التي تغيّر وتبدّل شريعة الله ومن الدواهي التي عاناها أنّه كان يسمع سبّ أبيه وانتقاصه على المنابر وقيام الطاغية زياد بإبادة شيعتهم واستأصل محبّيهم فصبر على كلّ هذه الرزايا والمصائب ؛ وتواكبت عليه المحن الشاقّة التي تميد بالصبر في يوم العاشر من المحرم فلم يكد ينتهي من محنة حتّى تطوف به مجموعة من الرزايا والآلام فكان يقف على الكواكب المشرقة من أبنائه وأهل بيته وقد تناهبت السيوف والرماح أشلاءهم فيخاطبهم بكل طمأنينة وثبات : صبراً يا أهل بيتي صبراً يا بني عمومتي لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم ؛ وقد بصر شقيقته عقيلة بني هاشم وقد أذهلها الخطب ومزّق الأسى قلبها فسارع إليها وأمرها بالخلود إلى الصبر والرضى بما قسم الله.
ومن أهوال تلك الكوارث التي صبر الإمام عليها أنّه كان يرى أطفاله وعياله وهم يضجّون من ألم الظمأ القاتل ويستغيثون به من أليم العطش فكان يأمرهم بالصبر والاستقامة ويخبرهم بالعاقبة المشرقة التي يؤول إليها أمرهم بعد هذه المحن الحازبة.
وقد صبر على ملاقاة الأعداء الذين ملأت الأرض جموعهم المتدفّقة وهو وحده يتلقّى الضرب والطعن من جميع الجهات قد تفتّت كبده من العطش وهو غير حافل بذلك كلّه ؛ لقد كان صبره وموقفه الصلب يوم الطفِّ من أندر ما عرفته الإنسانية يقول الأربلي : شجاعة الحسين (عليه السّلام) يُضرب بها المثل وصبره في الحرب أعجز الأوائل والأواخر ؛ إنّ أيّ واحدة من رزاياه لو ابتلى بها أيّ إنسان مهما تدرّع بالصبر والعزم وقوّة النفس لأوهنت قواه واستسلم للضعف النفسي ولكنه (عليه السّلام) لم يعنِ بما ابتلي به في سبيل الغاية الشريفة التي سمت بروحه أن تستسلم للجزع أو تضرع للخطوب.
يقول المؤرّخون : إنّه تفرّد بهذه الظاهرة فلم توهِ عزمه الأحداث مهما كانت وقد توفّى له ولد في حياته فلم يرَ عليه أثر للكآبة فقيل له في ذلك فقال (عليه السّلام) : إنّا أهل بيت نسأل الله فيعطينا فإذا أراد ما نكره فيما نحب رضينا .
لقد رضى بقضاء الله واستسلم لأمره وهذا هو جوهر الإسلام ومنتهى الإيمان.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|