المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Abelian Function
22-4-2019
الخلية العصبية والجهاز العصبي
24-5-2016
Rubredoxins
24-12-2019
طرائق امتصاص الاشعة الكهرومغناطيسية
2024-08-07
evidentiality (n.)
2023-08-26
تطور العلاقات العامة
18-8-2022


عبادة الحسين وتقواه  
  
4667   11:49 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص133-135.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

اتّجه الإمام الحسين (عليه السّلام) بعواطفه ومشاعره نحو الله فقد تفاعلت جميع ذاتيّاته بحبّ الله والخوف منه ويقول المؤرّخون : إنّه عمل كل ما يقرّبه إلى الله فكان كثير الصلاة والصوم والحجّ والصدقة وأفعال الخير ونعرض لبعض ما أثر عنه من عبادته واتّجاهه نحو الله :

أ ـ خوفه من الله : كان الإمام (عليه السّلام) في طليعة العارفين بالله وكان عظيم الخوف منه شديد الحذر من مخالفته حتّى قال له بعض أصحابه : ما أعظم خوفك من ربّك؟!

فقال (عليه السّلام) : لا يأمن يوم القيامة إلاّ مَن خاف الله في الدنيا ؛ وكانت هذه سيرة المتّقين الذين أضاؤوا الطريق وفتحوا آفاق المعرفة ودلّلوا على خالق الكون وواهب الحياة.

ب ـ كثرة صلاته وصومه : كان (عليه السّلام) أكثر أوقاته مشغولاً بالصلاة والصوم وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة كما حدّث بذلك ولده زين العابدين (عليه السلام) وكان يختم القرآن الكريم في شهر رمضان ؛ وتحدّث ابن الزبير عن عبادة الإمام (عليه السّلام) فقال : أما والله لقد قتلوه ؛ طويلاً بالليل قيامه كثيراً في النهار صومه .

ج ـ حجّه : كان الإمام (عليه السّلام) كثير الحجّ وقد حجّ خمساً وعشرين حجّة ماشياً على قدميه وكانت نجائبه تقاد بين يديه وكان يمسك الركن الأسود ويناجي الله ويدعو قائلاً : إلهي أنعمتني فلم تجدني شاكراً وابتليتني فلم تجدني صابراً ؛ فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر ولا أدمت الشدّة بترك الصبر ؛ إلهي ما يكون من الكريم إلاّ الكرم .

وخرج (عليه السّلام) معتمراً لبيت الله فمرض في الطريق فبلغ ذلك أباه أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكان في يثرب فخرج في طلبه فأدركه في السقيا وهو مريض فقال له : يا بني ما تشتكي؟.

فقال : أشتكي رأسي .

فدعا أمير المؤمنين (عليه السّلام) ببدنة فنحرها وحلق رأسه وردّه إلى المدينة فلمّا أبل من مرضه قفل راجعاً إلى مكة واعتمر هذا بعض ما أثر من طاعته وعبادته.

د ـ صدقاته : كان (عليه السّلام) كثير البر والصدقة وقد ورث أرضاً وأشياء فتصدّق بها قبل أن يقبضها وكان يحمل الطعام في غلس الليل إلى مساكين أهل المدينة لم يبتغِ بذلك إلاّ الأجر من الله والتقرّب إليه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.