أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015
2395
التاريخ: 27-1-2016
3322
التاريخ: 21-06-2015
2303
التاريخ: 24-06-2015
5477
|
هو أبو الفضل معين الدين يحيى بن سلامة بن الحسين الخطيب الحصكفيّ، ولد في طنزة، و هي بليدة صغيرة في جزيرة ابن عمر (شماليّ الشام و العراق) ، سنة 459 ه (1067 م) و نشأ في حصن كيفا. ثم انه قدم الى بغداد فدرس الأدب على الخطيب التبريزيّ و درس الفقه. بعدئذ بارح بغداد الى ميّافارقين فاستوطنها فأصبح خطيبها و مفتيها. و كانت وفاته سنة 551 ه (1156 م) أو 553 ه (ابن الاثير 11:239) .
كان يحيى الحصكفي شاعرا و خطيبا و مترسّلا. و هو عظيم البراعة في شعره و نثره مقتدر في جميع أوجه الصناعة المعنوية و الصناعة اللفظية له خطب مهملة (غير منقوطة) مع المبالغة في الترصيع و التجنيس. و شعره كثير الصناعة كنثره. و هو يصرّف في شعره و نثره كثيرا من المعارف اللغوية و الفقهية و الفلكية و سواها. و له ديوان خطب و ديوان رسائل و ديوان شعر، و له كتاب المترادفات في القرآن.
مختارات من شعره:
- ليحيى الحصكفي خمسة أبيات مشهورة على أولها نفحة من أبي نواس:
أشكو إلى اللّه من نارين: واحدة... في وجنتيه، و أخرى منه في كبدي
و من سقامين: سقم قد أحلّ دمي... من الجفون، و سقم حل في جسدي
و من نمومين: دمعي حين أذكره... يذيع سرّي، و واش منه بالرصد (1)
و من ضعيفين: صبري حين أندبه... و ودّه-و يراه الناس طوع يدي
مهفهف رقّ حتّى قلت من عجب...أخصره خنصري أم جلده جلدي (2)
- ألبّ داعي الهوى وهنا فلبّاها... قلب أتاها؛ و لو لا ذكرها تاها (3)
تلت علينا ثناياها-سطور هوى... لم ننسها مذ و عيناها-و عيناها (4)
- سألته اللّثم يوم البين فالتثما... و صدّه التيه أن يثني إليّ فما (5)
فكيف أطلب حفظ الودّ من صلف... سألته قبلة يوم الوداع فما (6)
- و له من خطبة مهملة (غير منقوطة الكلمات، و تستثنى التاء المربوطة لأن اصلها الهاء) :
. . . . و أعدّ صلاة الاسحار لحصول صلة المحار، و حاول دار السلام (7) و محلّ الاكرام: دار سرّ أهلها و دام أكلها، لا همّ و لا هرم، و لا علل و لا ألم. . . . .
- و له رسالة فيها تجنيس منكوس: يوازن بين الجمل (يجعل كلّ جملة مساوية للتي قبلها في عدد الكلمات) ثم يجعل كل كلمة عكس التي تقابلها في ترتيب الحروف:
. . . . فالنفس بعقود التذرّع حالية و لقعود التعذّر حائلة (راجع عقود و قعود، التذرّع و التعذّر، حالية و حائلة) ، و في رحاب الحمد راسية و في بحار المدح سارية. . . .
____________________
1) النمومان مثنى نموم (النمام) : الذي ينقل الاخبار من شخص الى الآخر أو يذيع ما يريد الناس عادة كتمانه (خصوصا التأريث: ما يذكي العداوة بين الناس، و إغراء بعض الناس ببعض) .
2) الواشي: الذي ينقل الكلام و الاخبار و يزيد فيها (بغية الاضرار بأصحاب تلك الأخبار) . الرصد (بفتح فسكون أو بفتح ففتح) : المراقبة، التربص، انتظار الفرصة المؤاتية.
3) المهفهف: نحيف القوام. أخصره مثل خنصري في الدقة أم جلده مثل جلدي (بفتح ففتح: صبري) في الرقة و الضعف؟
4) ألب بالمكان: أقام. -(تبدت العزة الالهية لقلبي) و هنا (بعد منتصف الليل) فلباها (استجاب لها، أسرع اليها) . تاه: ضل، حاد عن الطريق القويم. لو لا ذكري الكثير للّه لضل قلبي و ما اهتدى الى الحق أبدا.
5) مذ و عيناها-مذ حفظناها. و عيناها (معطوفة على «ثناياها») : ثناياها (اسنانها الجميلة) و عيناها جذبتنا الى حبها.
6 و 7) «فما» في البيت الاول كلمة واحدة (منصوبة) : الفم. و «فما» في البيت الثاني كلمتين: الفاء حرف عطف، ما حرف نفي (ما رد علي) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|