المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05



حسين البيري  
  
1946   11:30 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص930-931
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 2253
التاريخ: 21-2-2018 4354
التاريخ: 30-12-2015 2856
التاريخ: 13-08-2015 2203

هو حسام الدين حسين بن حسن بن عمر البيريّ، نسبة الى البيرة على الفرات، الحلبي الصوفي العارف باللّه. و من ألقابه أيضا: الإمام الكبير و العلاّمة و المفتي. انتقل الى حلب و جاور (تعبد و درس و درّس) بجامع الطواشي حينا ثمّ إنّه تولّى النظر و المشيخة في مقام سيّدي ابراهيم بن أدهم. و كانت وفاته سنة 922 ه‍ (1516 م) .
كان لحسين البيريّ ذوق (سلوك صحيح في طريق التصوّف) كما كان أديبا ينثر و ينظم باللغات العربية و التركية و الفارسية، و قد نقل شيئا من «مثنوي» لجلال الدين الروميّ (من الفارسية الى العربية) و شيئا من منطق الطير. و لحسين البيري «رسالة في القطب و الامام» .
مختارات من شعره:
- في مطلع كتاب «مثنوي» لجلال الدين الرومي نشيد (راجع فوق، ص 436) نقله حسين البيري من الفارسية الى العربية، منه:
اسمعوا، يا سادتي، صوت اليراع... (1) كيف يحكي عن شكايات الوداع 
ما ترى قطّ حريصا قد شبع... ما حوى الدرّ الصدف (2) حتّى قنع 
- و من شعره في مجرى القضاء:
بقايا حظوظ النفس في الطبع أحكمت... كذلك أوصاف الأمور الذميمة 
تحيّرت في هذين؛ و العمر قد مضى... إلهي، فعاملنا بحسن المشيئة 
____________________
1) اليراع جمع يراعة: القصبة (كناية عن القلم) . و الشاعر يستعمل كلمة «يراع» على أنها مفردة (و هذا خطأ شائع) .
2) الوزن في هذا البيت يقتضي تسكين الكلمة «الصدف» (هذا خطأ طبعا، و ضعف في الشاعر) . و يبدو أن في نقل هذا البيت الى اللغة العربية تصرف كبير.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.