أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2019
969
التاريخ: 12-10-2020
1701
التاريخ: 29-10-2020
3308
التاريخ: 31-7-2019
647
|
تجارب على تحديد مادة الاثر
لقد قام بعض العلماء بقتل بعض أفراد النمل من الشغالات، ثم قاموا باستخلاص محتويات الغدة التي تقع بمؤخرة هذه الشغالات والمسئولة عن إفراز مادة الأثر، واستخدموا محتويات هذه الغدة لإحداث أثر مصطنع على سطح الأرض.
و بمجرد وضع مادة الأثر على سطح الأرض على هيئة خط متقطع، قامت في الحال مجموعة كبيرة من الشغالات بتتبع هذا الأثر دون تردد، وحتى في الحالات التي رسم فيها هذا الخط على هيئة دائرة كبيرة مقفلة، تبدأ من مستعمرة النمل لتعود إليها مرة أخرى، كانت الشغالات تتبع هذا الأثر دون وعي أو تفكير، وتسير في هذه الدائرة لتعود إلى مستعمرتها دون أن تعثر على شيء ذي قيمة ودون أن تعرف بماذا تفعل ذلك?.
وقد لوحظ أن زيادة تركيز مواد الأثر يؤدي إلى حدوث ظاهرة غريبة لا تحدث إلا نادرا في مستعمرات النمل، فعند وضع كمية كبيرة من محتويات الغدة التي تحتوي على مواد الأثر بجوار إحدى مستعمرات النمل، يحدث في الحال ما يشبه الهجرة الجماعية، فيتجه قسم كبير من هذه المستعمرة ومعه الملكة أحيانا في اتجاه هذه المحتويات تاركا القسم الآخر من المستعمرة وراءه. ويبدو أن هذه الزيادة الهائلة في تركيز مواد الأثر يعتبر مؤشرا إلى زيادة أعداد سكان المستعمرة عما تستطيع أن تحتويه هذه المستعمرة فتحدث الهجرة الجماعية.
ولا يعرف حتى الآن تركيب مواد الأثر، وان كان من المنتظر أن تعرف ذلك في القريب العاجل بعد تقديم طرق التحليل الكيميائي. وكل ما يعرف عنها الآن أنها مادة طيارة إلى حد ما بمعنى أنها لا تبقى في مكانها طويلا، بل سريعا ما تتبخر ويضيع أثرها بمرور الوقت، كما اتضح أنه يلزم وجود تركيز معين من هذه المادة حتى تتمكن الشغالات من الإحساس بها.
وقد بينت التجارب التي أجريت في هذا المجال، أن تركيز مادة الأثر يبدأ في الاضمحلال فور وضعها على الأرض، ويضيع هذا الأثر نهائيا بعد مضي دقيقتين تقريبا على بدء وضعها على أي سطح من السطوح. ويترتب على ذلك أن الشغالات التي تقوم بتتبع هذا الأثر وتنطلق بعيدا عن مستعمرة النمل، لا تستطيع أن تتبع هذا الأثر الكيميائي المتطاير إلا
لسافة بسيطة تتناسب مع سرعتها ومع الزمن اللازم لتبخر مادة الأثر، وهي لا تزيد كثيرا على المسافة التي تستطيع النملة أن تقطعها سيرا في دقيقتين وهو الزمن اللازم لتبخر مادة الأثر، ولا تزيد هذه المسافة في المتوسط على خمسين سنتيمترا.
وقد يبدو من كل ذلك للوهلة الأولى، أن هذه الخاصية الطيارة بمادة الأثر تمثل عائقا كبيرا بالنسبة لصلاحية هذه المادة، وذلك لأنها تحدد المسافات التي يمكن فيها للنمل أن يتبادل المعلومات، ولكن ذلك غير صحيح، بل على العكس من ذلك، فإن هذه الخاصية الطيارة التي بمادة الأثر تعتبر من أهم مميزاتها، وهي تساعد على سهولة عمليات الاتصال داخل المستعمرة إلى حد كبير. فسرعة تطاير مادة الأثر وعدم بقائها على سطح الأرض لفترة طويلة يمنع تداخل الآثار القديمة التي سبق لأفراد النمل أن وضعتها في فترة سابقة، مع الآثار الجديدة، وذلك لأن الآثار القديمة تكون قد تبخرت وانتهت منذ زمن طويل.
ولا شك أن هذه ميزة كبرى، فإنها تؤدي إلى عدم تداخل المعلومات القديمة مع المعلومات الجديدة و تمنع ما يمكن أن يحدث من لبس بالنسبة لأفراد الشغالات التي تخرج وراء الصيد الجديد.وهناك ميزة أخرى تعود بالنفع على أفراد الشغالات من سرعة تبخر أو تطاير مادة الأثر، فقد اتضح أن أهمية الصيد أو الغذاء الذي يقود إليه هذا الأثر، تتناسب تناسبا طرديا مع كثافة مادة الأثر التي تضعها الشغالات، ويعني هذا أنه كلما كان تركيز مادة الأثر عاليا، كان هذا دليلا على وفرة الصيد أو الغذاء الذي يقود إليه هذا الأثر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|