أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-1-2016
2787
التاريخ: 14-6-2018
1802
التاريخ: 2-2-2016
2093
التاريخ: 2-6-2016
1851
|
يرجع تاريخ مدينة الكرك الى العصر الحديدي إلى نحو سنة 200ر1 قبل الميلاد وتعاقب عليها المؤابيون والأشوريون والأنباط واليونان والرومان والبيزنطيون. وكان للمدينة تاريخا حافلا مع صلاح الدين الأيوبي الذي حارب الملك أرناط وكانت أهمية الكرك في ذلك الحين أنها كانت تحمي القدس لما لموقعها الاستراتيجي من دور في الحيلولة دون اللقاء بين عرب الشام وعرب مصر ولكونها محطة مراقبة على طريق الحجاج. وكان ملكها أرناط محارباً شرساً مغامراً ووجه صلاح الدين ثلاث حملات للكرك حتى تمكن في عام 1188 من احتلال القلعة الحصينة وكان أرناط متحصناً فيها يخشى الخروج منها لكنه لقي حتفه في معركة حطين ووقع أسيراً فضربه صلاح الدين بسيفه ولقي حتفه , وازدهر الكرك في عهد الدولة الأيوبية أيما ازدهار فتجددت أبواب القلعة وترممت أسوارها وأعيد بناء قراها واهتم بزراعة الأشجار والينابيع.
بقيت الكرك تنعم بالإزدهار والطمأنينة على الرغم من الخلافات التي اشتدت بين السلاطين الأيوبيين وتعرضت المنطقة لغزو المغود واحتل الظاهر بيبرس الكرك فاعتنى بها وحفر خنادق جديدة حول المدينة وقلعتها وعاشت الكرك مجددا حياة هادئة إلى ان احتلها العثمانيون في عام 1516 ونظراً لبعدها عن السلطة المركزية العثمانية تخاصمت قبائلها فيما بينها على التحكم والسيطرة, وعاشت الكرك إبان الحكم التركي فترة من التحكم البغيض.
ولعل أفضل ما كتب في الكرك جاء على لسان ابن بطوطة (محمد بن عبد الله 1303 – 1377) في كتابه تحفة النظر في غرائب الأمصار وعجائب الاسفار :
ثم يرحلون إلى حصن الكرك. وهو أعجب الحصون وأمنعها وأشهرها. ويسمى بحصن الغراب. والوادي يطيف به من جميع جهاته وله باب واحد قد نحت المدخل إليه في الحجر الصلد, ومدخل دهليزة كذلك. وبهذا الحصن يتحصن الملوك، واليه يلجأون في النوائب وله لجأ الملك الناصر. لأنه ولي الملك وهو صغير السن. فاستولى على التدبير مملوكه سلار النائب عنه. فأظهر الملك الناصر انه يريد الحج. ووافقه الأمراء على ذلك. فتوجه إلى الحج. فلما وصل إلى عقبة أيلة، لجأ إلى الحصن وأقام فيه أو أما إلى ان قصده امراء الشام.
واجتمعات عليه المماليك وكان قد ولي الملك في تلك المدة بيبرس الششنكير وهو أمير الطعام وتسمى بالملك المظفر, وهو الذي بنى الخانقاه البيبرسية فقصده الملك الناصر بالعساكر, ففر بيبرس إلى الصحراء. فتبعه العساكر فقبض عليه، فأتى به إلى الملك الناصر فأمر بقتله، فقتل, وقبض على سلار وحبس في جب حتى مات جوعاً, ويقال انه اكل جيفة من الجوع, نعوذ بالله من ذلك. وأقام الركب في خارج الكرك أربعة ايام، بموضع يقال له الثنية, وتجهزوا لدخول البرية ثم ارتجلنا إلى معان، وهو آخر الشام ونزلنا من عقبة الصوان إلى الصحراء التي يقال فيها : داخلها مفقود وخارجها مولود. وبعد مسير يومين نزلنا ذات حج وهي حسبان لا عمارة فيها ثم وادي بلدح ولا ماء فيه"
أما القلقشندي (أحمد بن علي 1355 – 1410) في كتابه "صبح الأعشى في كتابة الانشاء" ما يلي :
"الكرك تعرف بكرك الشوبك لمقاربتها لها. وهي مدينة محدثة البناء. كانت ديراً يتدبره رهبان. ثم كثروا فكبروا بناءه. وأوى اليهم من يجاورهم من النصارى, فقامت لهم به أسواق، ودرت معايش وأوت إليه الفرنج فأداروا أسواره فصارت مدينة عظيمة ثم بنوا فيه قلعة حصينة من اجل المعاقل وأحصنها وبقي الفرنج مستولين عليه حتى فتحه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، على يد أخيه العادل ابي بكر. قال في " التعريف " : وكانوا قد عملوا فيه مراكب ونقلوها إلى بحر القلزم لقصد الحجاز الشريف، لأمور سولتها لهم أنفسهم. وأمر بهم السلطان لصالح الدين فحملوا إلى منى ونحروا بها على جمرة العقبة حيث تنحر البدن بها.
واستمرت بأيدي المسلمين من يومئذ, واتخذها ملوك الاسلام حرزا، ولاموالهم كنزاً. ولم يزل الملوك يستخلفون بها أولادهم ويعدونها لمخاوفهم. وهو بلد خصب، بواديه حمام وبساتين كثيرة، وفواكه مفضلة, قال البلادري في فتوح الشام : وكانت مدينة هذه الكورة في القديم العرندل".
ويقع على بعد 26 كيلومتراً غرب الكرب مكاناً أثري يدعى "باب الذارع" سكنته موجات متلاحقة من الشعوب وجدت فيه الماء والارض الخصبة والممر السهل للأراضي الفلسطينية. ويعود تاريخ هذا الموقع للفترة ما بين 2850 – 2250 قبل الميلاد. ووجد في الموقع مقبرة قدمت نموذجا غريباً لدفن الموتى اذ ان الهياكل العظيمة وجدت في قبور والجماجم في قبور اخرى.
وفي موقع مجاور يعود للعصر البرونزي القديم يدعى النميرة يحيد به سور من الحجر وجدت فيه رجم النميرة وهو من بقايا الأبنية النبطية. مكان يرتفع 726 متراً فوق سطح البحر على بعد أربعة كيلومترات إلى الشمال من سيل الموجب وعلى بعد 64 كيلومتراً إلى الجنوب من عمان ومقابل جب شيحان الأشم وتحيط بهذا الجبل الأودية السحيقة من الغرب والشمال الشرقي وأحاطه سكانه بالأسوار منذ العصر البرونزي المبكر ومن ثم اختاره المؤابيون منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد ليكون عاصمة لمملكتهم, ولم يلبث الاسرائيليون القادمين من مصر ان هزموا في هذا الموقع جيش شيحون وسقطت ذيبان في قبضتهم. وعندما توفي احاب ملك اسرائيل، ثار الملك "ميشع" ملك مؤاب وطرد الغزاة من هذا الموقع.
وقد ذكر ياقوت (1179 – 1229) الموقع قائلا :
" بلد قاطع الاردن مما يلي البلقاء". ولما تصلنا آثار عن هذه المدينة وحضارتها الا ما ورد في الكتب القديمة ومسلة ميشع. اما مسلة ميشع فيعود تاريخها إلى سنة 835 قبل الميلاد, ويبلغ طولها 92 سنتمترا ولا يزيد عرضها عن 57 سنتمتراً. انتشر خبر العثور على هذه المسلة وسمعت فيه السفارة الفرنسية في القدس سنة 1867 فذهب ملحقها الثقافي شارل كلير مون كانوا إلى ذيبان محاولا شراءها واقتناءها واتفق مع أهل القرية على سعرها بعد ان التقط لها صورا فوتوغرافية وذهب ليحضر لهم المبلغ من القدس لكن اهل القرية توهموا ان الحجر يحوي على الذهب فأشعلوا فيه النار ثم صبوا عليه ماء وسرعان ما تكسر وعندما عاد الفرنسي من القدس وجد ما وجد فجمع بقايا المسلة وقام بتجميعها وفق للصور التي التقطها وأرسلها إلى متحلف اللوفر في فرنسا حيث لا تزال هنالك إلى الآن. وهذا العالم هو أول من حل رموز هذه المسلة وترجمها.
ولعل أهم ما تورده هذه المسلة هي ان ذيبان كانت عاصمة ميشع الذي ولد فيها وحرص على سلامة وخير شعبه وحرر بلاده من الغزاة الاسرائيليين ووسع حدود مملكته وحصن المدن بالأسوار ورمم الطرق والمدن وحفر برك المياه والآبار.
ومن المناطق القديمة القريبة من ذيبان والتي تحظى باهتمام علماء الاثار موقع عراعر وتقع على بعد خمسة كيلومترات ونصف من ذيبان وبلدة أم الرصاص والتي تقع بين ذيبان والطريق الصحراوي وتعود آثارها للأنباط والرومان والبيزنطيين. وبين مدينة الكرك وجبل شيحان والى الجنوب الشرقي ازدهرت حضارة ثرية وخلفت وراءها بقايا الموجودة تتحدى الزمن وتبرز عبقرية العقل البشري الذي سعى باحثاً عن موقع سكناه ليحمي ذاته.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|