أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
3600
التاريخ: 22-7-2016
3092
التاريخ: 10-04-2015
3240
التاريخ: 28-12-2015
4148
|
هو أبو النّدى حسّان بن نمير بن عجل من بني وبرة بن الحلاج أحد بطون بني كلب، و يعرف بعرقلة الدمشقيّ و عرقلة الكلبي، كما عرف فيما بعد بعرقلة الأعور.
ولد عرقلة في دمشق قبيل سنة 481 ه (1087 م) و قضى جانبا كبيرا من حياته الأولى فيها متنقّلا بين متنزّهاتها و منصرفا إلى اللّهو و المجون.
تطوّف عرقلة في البلاد يتّصل بأمرائها و ولاتها. و يبدو أنّه سار في مطلع القرن السادس الى قلعة جعبر ليمدح صاحبها سالم بن مالك بن بدران (497-519 ه) فلم يوفّق. و لعلّه في أثناء هذه الرحلة مرّ بحلب فذهبت إحدى عينيه. و كذلك مدح حسام الدين بن تمرتاش والي ماردين (516- 547 ه) كما مدح-فيما قيل-بهاء الدين بن نيسان مدبّر آمد من قبل صلاح الدين الأيّوبيّ.
و مدح عرقلة أيضا مجير الدين آبق والي دمشق (534-549 ه) ، كما مدح طلائع بن رزّيك الذي وزر (549-558 ه) للفاطميّين في مصر. و مدح ابن السديد محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الأنباريّ الذي كان كاتب الإنشاء (558-575 ه) أيام الخلفاء العبّاسيّين المستنجد و المستضيء و الناصر، في بغداد.
و كان عرقلة قد لازم الأيوبيّين في الشام مدّة و اختصّ بصلاح الدين. فلمّا سار صلاح الدين الى مصر ثمّ تولاّها (سنة 564 ه) كتب اليه عرقلة يستنجزه ألف دينار كان قد وعده بها إذا قيّض له أن يتولّى مصر. و في السّنة نفسها سار عرقلة الى مصر، و لكن يبدو أن مكثه فيها لم يطل فعاد إلى دمشق حيث توفّي سنة 567 ه (1171-1172 م) .
كان عرقلة الدمشقيّ مرحا حلو المنادمة ظريفا و ماجنا خليعا في حياته الخاصّة؛ و لكنّه كان محيطا بفنون من العلم و الأدب ينكشف عنها شعره. و كذلك كان شاعرا مطبوعا مكثرا مجيدا محسنا يجري على السجيّة، فصيح الألفاظ سهل التراكيب متين السبك مقتصدا في الصناعة لا يظهر على القليل الذي نجده منها في شعره أثر للتكلّف. و شعره قصائد قلّ أن تجاوز خمسة و عشرين بيتا و مقطّعات قلّ أن جاوزت عشرة أبيات، كما كانت له رباعيّات. أمّا فنونه فهي المدح و الرثاء و الهجاء المستطرف و وصف الطبيعة في دمشق خاصّة و الخمر و النسيب و الغزل و المجون.
مختارات من شعره:
-قال عرقلة الدمشقيّ يمدح السلطان الناصر صلاح الدين الأيّوبيّ:
أصبح الملك بعد آل عليّ... مشرقا بالملوك من آل شاذي
و غدا الشرق يحسد الغرب للقو... م، و مصر تزهو على بغداد
ما حواها إلاّ بحزم و عزم... من صليل الفولاذ في الفولاذ (1)
لا كفرعون و العزيز و من كا... ن بها كالخصيب و الأستاذ (2)
- و قال عرقلة يمدح الصالح بن رزّيك و يذكر- في أثناء ذلك - مذهبه في التشيّع (قبل مدحه لصلاح الدين) و هجاء دمشق و أهلها:
قف بجيرون أو بباب البريد... و تأمّل أعطاف بان القدود (3)
تلق سمرا كالسمر في اللّون و اللّيـ...ـن و شبه الشعور في التجعيد (4)
و من البيض كالمهنّدة البيـ...ـض و شبه الخدود في التوريد (5)
من بني الصيد للمحبّين صادوا... بعيون الظبا قلوب الأسود (6)
يا نديميّ، غنّياني بشعري... و اسقياني بنيّة العنقود (7)
عرجا بي ما بين سطرى و مقرى... لا بأكناف عالج و زرود (8)
سقّياني كأسا على نهر ثورا... و ذراني أبولها في يزيد (9)
أنا من شيعة الإمام حسين... لست من شيعة الإمام يزيد (10)
مذهبي مذهب، و لكنّني في... بلدة زخرفت لكلّ بليد (11)
غير أنّ الزمان فيها أنيق... تحت ظلّ من الغصون مديد (12)
و رياض من البنفسج و النر... جس قد عطّرت بمسك و عود (13)
كثنا الصالح بن رزّيك في كلـْ...ـلِ قريب من الدنى و بعيد (14)
ملك لم تزل ثياب عداه... من حداد، و ثوبه من حديد (15)
- و قال يفتخر بشعره و يشكو دهره:
أ يجمل أن أضام، و درّ نظمي... أحبّ من الغنى عند الغناء(16)
أمال العرب عن شعر التهاميّ... و أغنى العجم عن شعر السنائي (17)
- و قال عرقلة الدمشقيّ يصف دمشق:
أمّا دمشق فجنّات معجّلة... للطالبين، بها الولدان و الحور (18)
ما صاح فيها على أوتاره قمر... إلاّ و غنّاه قمريّ و شحرور (19)
يا حبّذا و دروع الماء تنسجها... أنامل الريح لو لا أنّها زور (20)
- و قال يتغزّل بغلام اسمه يعيش و يحاجي باسمه عن مذهبه (يعيش، عكسه - شيعي) . :
بأبي قدّ يعيشٍ بأبي... حين يهتزّ اهتزاز القصب
رشأ حاسده ضدّ اسمه... و إذا ما عكسوه مذهبي (21)
- و قال في الخمر (أعتق: أقدم) :
و في دير مرّان خمّارة... من الروم في يوم سعنينها (22)
سقتني على وجهها المشتهى... أرقّ و أعتق من دينها
- و ممّا يغنّى من شعر عرقلة الشاميّ (و هو في النسيب) :
عندي إليكم من الأشواق و البرحا... ما صيّر الجسم من فرط الضنا شبحا (23)
أحبابنا، لا تظنّوني سلوتكم... الحال ما حال، و التبريح ما برحا (24)
لو كان يسبح صبّ في مدامعه... لكنت أوّل من في دمعه سبحا (25)
أو كنت أعلم أنّ البين يقتلني... ما بنت عنكم؛ و لكن فات ما ذبحا (26)
- و من شعره المشهور في الهجاء البارع (و كان قد مدح بعضهم فأعطاه شيئا من الشعير) :
يقولون: لم أرخصت شعرك في الورى... فقلت لهم: إذ مات أهل المكارم (27)
أجازى على الشعر الشعير؛ و إنّه... كثير إذا استخلصته من بهائم
- و له رباعيّات منها هذه (في الخمر و النسيب) :
لا راحة لي بغير شرب الراح... من ذي هيف يطوف بالأقداح (28)
تبدو كالصبح، و هو كالمصباح... سكران الطرف ذو فؤاد صاح
_____________________
1) صليل (صوت) الفولاذ (السيوف) في الفولاذ (الدروع) ، نال الملك بالحرب (بالقوة) .
2) فرعون: لقب لملوك مصر القدماء. العزيز: الملك، و لقب لكل من ملك مصر (القاهرة) مع الاسكندرية؛ و العزيز الذي يتولى أمرا للملك (كما كان يوسف بن يعقوب في مصر) . الخصيب: عامل (جابي ضرائب) ولاه هارون الرشيد على مصر و مدحه أبو نواس. الاستاذ: كافور الاخشيدي (الذي مدحه المتنبي) .
3) جيرون و باب البريد من ضواحي دمشق القديمة. العطف (بكسر العين) : جانب الجسد عند الكتف. البان: شجر أسمر ناحل جميل. القد: القوام. أعطاف بان القدود: النساء الجميلات.
4) سمر-جمع سمراء (المرأة السمراء الحسناء) . سمر جمع أسمر (رمح) . شبه الشعور في التجعيد: نبات كثير متشابك (!) .
5) البيض جمع بيضاء (المرأة الجميلة) . البيض جمع ابيض: سيف. شبه الخدود في التوريد: أثمار (كالتفاح) .
6) الصيد جمع أصيد (بفتح الهمزة و الياء) : الكريم الأصل، الملك. الظبا-الظباء: الغزلان (كناية عن النساء الجميلات) . الأسود (كناية عن الرجال الابطال) .
7) بنية تصغير ابنة: ابنة العنقود: الخمر.
8) عرجا بي-ميلا بي: اذهبا بي، خذاني. سطرى و مقرى من قرى دمشق (كناية عن الخصب و التمتع باللهو) . الأكناف: الأطراف. عالج و زرود موضعان في بلاد العرب (كناية عن البادية و القحط) .
9) ثورا و يزيد: نهران من أنهار دمشق. ذراني: اتركاني. أبولها في (نهر) يزيد (كناية عن كره هذا النهر لمناسبة اسمه لاسم يزيد بن معاوية) .
10) شيعة (أتباع) الحسين (بن علي بن أبي طالب) . الإمام (الخليفة، الملك) يزيد (بن معاوية) الذي قتل في أيامه الحسين بن علي في كربلاء.
11) مذهبي (عقيدتي الدينية) مذهب (مثل الذهب، جميل، ثمين) . في بلدة (دمشق) زخرفت (زينت) فأحبها و سكنها كل بليد (بليد الفهم الذي لم يدرك حقيقة التشيع) .
12) الأنيق: الذي يعجب العين.
13) العود: نوع من الطيب.
14) الثنا-الثناء: المديح. الدنى جمع دنيا.
15) ثياب (أعدائه) لم تزل (منذ زمن طويل، دائما) من حداد (سوداء، لكثرة ما قتل من رجالهم) و ثوبه من حديد (دروع، لكثرة ذهابه الى الحرب) .
16) يجمل: يحسن. أضام: أظلم، يصيبني ضيق. در نظمي: شعري. أحب من الغنى عند الغناء: اذا غنى به المغنون احتقر الأغنياء أموالهم (أمدح بالشعر فيعطيني الممدوحون أموالا كثيرة) .
17) التهامي شاعر عربي (ت 416 ه) ؛ راجع، فوق، ص 75 و السنائي شاعر فارسي (ت 526 ه) .
18) جنات معجلة: جنات في هذه الدنيا مثل جنة الآخرة. الحور جمع حوراء: المرأة الجميلة.
19) اذا غنت قمر (امرأة جميلة) غناها (أجابها، قلدها في الغناء) قمري (نوع من الحمام البري) .
20) الريح تجعل سطح النهر مجعدا كالدرع و لكنه درع زور (ليس درعا يقي من السلاح) .
21) الرشأ: الغزال الصغير. حاسده ضد اسمه (عكس اسمه: رشا-أشر: كذاب؛ أو ضد اسمه يعيش: يموت) .
22) خمارة: امرأة تبيع الخمر. السعنين و الشعنين و السعانين و الشعانين: عيد للنصارى (في الربيع) .
23) البرح جمع برحة (بضم الباء) : الشدة و الشر و الداهية. فرط: كثرة، زيادة. الضنا: السقم، الضعف.
24) سلا: نسي. حال: تبدل، تغير. التبريح: التعذيب. ما برحا: ما انتقل، لم يتبدل (ما زال موجودا) .
25) الصب: المحب.
26) البين: البعاد، الفراق، بان: ابتعد. فات ما ذبح: المذبوح. لا يعود الى الحياة (بعادكم قتلني، و لذلك لا استطيع أن أعمل شيئا) .
27) الورى: الناس، البشر.
28) الراح: الخمر. الهيف: ضمور الخصر، اعتدال القوام.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|