أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015
5716
التاريخ: 26-06-2015
1925
التاريخ: 21-2-2018
1683
التاريخ: 14-08-2015
3042
|
هو القاضي المهذّب أبو محمّد الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن الزبير المصريّ، ولد في أسوان (في صعيد مصر) في مطلع القرن السادس للهجرة. اتّصل ابن الزبير في أسوان ببني الكنز و مدحهم، ثمّ انتقل إلى القاهرة و اختص بطلائع بن رزّيك و نال منه مالا جمّا.
كان للقاضي المهذّب أخ اسمه القاضي الرشيد أحمد ذهب إلى اليمن؛ و قيل إنه ادّعى الخلافة هناك فحبسه الداعي الفاطميّ. و اتّفق أيضا أنّ القاضي المهذّب كان في اليمن فحبس أيضا. ثم نجا الأخوان من السجن و رجعا إلى مصر و لكن لم ينجوا من الاضطهاد. و يبدو أن رجوعهما الى مصر كان بعيد رجب من سنة 560 ه (1165 م) بعد أن وزر شاور للعاضد الفاطمي مرة ثانية. اتّهم شاور الأخوين بالعداء للدولة و له و حبسهما. أما القاضي المهذّب فاستشفع بالملك الكامل بن شاور و خرج من السجن، و لكن لم يعش بعد ذلك طويلا فقد توفّي في ربيع الآخر من سنة 561 ه(1166 م) . و أما القاضي الرشيد فقتله شاور في المحرّم من سنة 563 ه (خريف 1167 م) .
كان القاضي المهذّب شاعرا مكثرا رصين اللفظ متين السبك فصيح العبارة محكم الشعر؛ و كان كاتبا مليح الخط و مصنّفا للكتب، له كتاب الأنساب، و هو كبير شامل صحيح دقيق (فقد حصل المؤلّف على كتب في الانساب حينما كان في اليمن) . و كانت طريقة المؤلّف في هذا الكتاب أن يذكر الرجل في سياق نسبه ثم يورد شيئا من خبره و شعره. و له مقامات.
مختارات من شعره:
- لمّا سجن المهذّب في اليمن بعث الى الداعي الفاطمي قصيدة طويلة يمدحه فيها و يستعطفه، فأطلق الداعي سراحه، من هذه القصيدة:
يا ربع، أين ترى الأحبّة يمّموا... هل أنجدوا من بعدنا أم أتهموا (1)
رحلوا و قد لاح الصباح؛ و إنما... يسري-إذا جنّ الظلام-الأنجم (2)
إني لأذكركم إذا ما أشرقت... شمس الضحى من نحوكم فأسلّم
لا تبعثوا لي في النسيم تحية... اني أغار من النسيم عليكم
إنّي امرؤ قد بعت حظّي راضيا... من هذه الدنيا بحظّي منكم
فسلوت إلاّ عنكم، و قنعت إل. . .. . . ـا منكم، و زهدت إلاّ فيكم (3)
أثني عليك بما مننت و أنت من... أوصاف مجدك، يا مليكا، أعظم (4)
فاغفر لي التقصير فيه و عدّه... مع ما تجود به عليّ و تنعم (5)
مع أنني سيّرت فيك شواردا... كالدّرّ بل أبهى لدى من يفهم (6)
و اذا المآثر عدّدت في مشهدٍ... فبذكرها يبدا المقال و يختم (7)
و إذا تلا الراوون محكم آيها... صلّى عليك السامعون و سلّموا (8)
- و له في الغزل و الخمر:
كأنّ قدودهم أنبتت... على كثب الرمل قضبانها (9)
حججنا بها كعبة للسرور... ترانا نمسّح أركانها (10)
فطورا أعانق أغصانها... و طورا أنادم غزلانها (11)
على عاتق ان خبت شمسنا...فضضنا عن الشمس أدنانها (12)
كميت من الراح، لكنّما... جعلنا من الراح فرسانها (13)
يطوف بها بابليّ الجفون... يفضح خدّاه ألوانها (14)
بكأس اذا ما علاها المزاج...أحال إلى التبر مرجانها (15)
___________________
1) يمم: قصد. أنجد: جاء إلى نجد (صعد أرضا عالية) . أتهم: جاء إلى تهامة (نزل الى أرض منخفضة) . المقصود: الى أين ذهبوا؟
2) يسرى: يسير ليلا. -هؤلاء المحبوبات هن نجوم (بجمالهن) . لقد رحلوا صباحا مع أن من عادة النجوم أن تدور في السماء ليلا.
3) سلا: يسلى (عن الشيء: نسيه) .
4) بما مننت: بما أنعمت علي.
5) أنت تنعم علي بأشياء كثير، فاجعل الصفح (العفو) عن تقصيري (في مدحك) من جملة أفضالك علي.
6) الشاردة: القافية تنزل في آخر البيت نزولا موافقا (الشوارد هنا: القصائد الجياد) . الدر: اللؤلؤ.
7) المأثرة (بضم الثاء) : العمل المجيد. في مشهد: في ملأ من الناس.
8) في هذا البيت مبالغة ممجوجة. يقول: اذا تلا (قرأ، أنشد) الراوون (رواة الشعر و حفاظه) محكم آيها (آياتها: أبياتها الجميلة) . . . (يشبه أبيات شعره بآيات القرآن و يشبه الممدوح بالرسول صلّى اللّه عليه و سلم) .
9) قدودهم: قاماتهم. الكثيب: المستدير من الرمل. القضيب: القسم الأعلى من جسم المرأة (أجسامهن نحيلة و لكن أواسطهن ضخمة-و ذلك مما كان يحبه أهل الجاهلية و أهل العصر الأموي في المرأة) .
10) كان الجاهليون اذا طافوا بالكعبة تمسحوا بأركانها (مسوا بأجسامهم جوانبها) . يشبه النساء هنا بالكعبة.
11) أغصانها: نساؤها ذوات القامات الممشوقة. غزلانها: نساؤها الجميلات الحسان.
12) عاتق (هنا) : خمر. خبت شمسنا: خفت حرارتها. فضضنا (أزلنا الغطاء) عن الشمس (الخمر) الدن: خابية الخمر.
13) كميت (حمراء اللون) من الراح (الخمر) . الراح جمع راحة: الكف-هي راح (خمر) تمسك بها راحاتنا.
14) بابلي الجفون (في عينيه سحر و فتنة-لأن بابل القديمة كانت مشهورة بالسحر و بالسحرة) يفضح خداه ألوانها (لون خديه أحسن احمرارا من لون الخمر) .
15) المزاج (مزج الخمرة بالماء) أحال (بدل لونها) من المرجان (اللون الشديد الحمرة) الى التبر (الذهب القليل الحمر و الكثير الاصفرار) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|