المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

بين المعتصم وبابك الخرمي
22-9-2017
كتب التراجم
31-3-2019
الأبعاد الاقتصادية للإعلان- 2- التأثير على قيمة المنتجات
3-7-2022
خمائر الكحول Trockenbeerenauslese
21-8-2020
الإفراط في تكريم الطفل
2024-02-28
الحرمان المادي
7-3-2021


السرَّاج القاريء  
  
2222   11:18 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص209-211
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو محمّد جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر السرّاج، ولد في الأغلب سنة 419 ه‍ (1028 م) و بدأ بسماع الحديث و هو صغير جدّا: سمع أبا عليّ بن شاذان و أبا القاسم بن شاهين و أبا محمّد الخلاّل، و أبا الفتح ابن شيطا و أبا الحسين التوّزيّ و أبا القاسم التنوخيّ و غيرهم. ثمّ جعل يحدّث في المسجد المعلّق في بغداد.

و كان السرّاج القارىء يتطوّف في البلاد: سافر الى مصر و الشام و مكّة، و تردّد مرارا إلى مدينة صور (على ساحل الشام) و سكن فيها زمانا ثمّ عاد الى بغداد حيث توفّي في 11 من صفر سنة 500 ه‍(13/10/1206 م) في الأغلب.

كان السرّاج القارىء محبّا للعلم و الأدب عارفا بالقراءة و الحديث و الفقه و اللغة و النحو و العروض، كما كان أديبا حسن التحديث و شاعرا غزلا حسن الشعر. و كان للسرّاج القارىء تصانيف عدّة منها: مصارع العشّاق-زهد السودان -أرجوزة في نظائر القرآن-(و أرجوزتان) : نظم التنبيه في الفقه-نظم المناسك (في الحجّ) . غير أنّه قد شهر بكتاب مصارع العشّاق، و هو مجموع روايات و حكايات و أشعار تتعلّق بالعشاق مأخوذة من الأدب القديم و الأدب الاسلامي و الادب المحدث و لكنّ فيها أشياء كثيرة من عالم الخرافة. و الكتاب يقصد إلى الإطراف و العبرة معا. و لم يتّبع المؤلّف في إيراد القصص و الاشعار نسقا معيّنا، فربّما جمع القصص المختلفة في المكان الواحد أو فرّق القصص المتماثلة في أماكن مختلفة، ثمّ هو لم يبدأ كتابه بمقدّمة على عادة المؤلّفين. و كان السرّاج قد أحبّ ثمّ فارقه محبوبه فعمل هذا الكتاب للتأسّي (كي ينسى ظلم الهوى اذا هو ذكر ما نزل بغيره من البلوى) .

و من أبواب كتاب «مصارع العشّاق» :

باب أصل العشق و ما ذكر فيه-باب مفرد من مصارع العشّاق-باب من مصارع العشّاق-باب مصارع عشّاق الطير-باب من حمله هواه على قتل من يهواه-باب خلوات العشّاق-باب مصارع محبّي اللّه عزّ و جلّ-باب مصارع عشاق الحور العين-باب من عجائب محبّي اللّه و ذكر كراماتهم-باب من صعق لوعظ معشوقه -باب الظافرين بأحبابهم مع العفاف بعد أن أشرفوا على الإتلاف.

مختارات من شعره:

- كتب السراج القارىء على الجزء الأول من كتاب مصارع العشّاق (معجم الأدباء 7:159) :

هذا كتاب مصارع العشّاق... صرعتهم أيدي نوى و فراق (1)

تصنيف من لدغ الفراق فؤاده... و تطلّب الراقي فعزّ الراقي (2)

- و له (شهرزور في البيت الثاني اسم بلد في فارس) :

وعدت بأن تزوري بعد شهر... فزوري قد تقضّى الشهر زوري (3)

و موعد بيننا نهر المعلّى... الى البلد المسمّى «شهرزور» (4)

فأشهر صدّك المحتوم حقّ... و لكن شهر وصلك شهرزور (5)

- و من شعره (فيه شيء من النفس الصوفي) :

حبّذا طيف سليمى إذ طوى... حذر الواشي السّرى من ذي طوى (6)

و أتى الحيّ طروقا و هم... بين أجزاع زرود فاللّوى (7)

بتّ أشكو ما ألاقيه، إلى... طيفها الطارق، من مسّ الجوى (8)

أشكر الأحلام لمّا جمعت... بيننا وهنا على رغم النّوى (9)

أيها العاذل، دعني و الهوى... ليس مشغول و خال بالسوى (10)

____________________

1) النوى: البعاد، البعد (عن الحبيب) .

2) لدغ: عض (آذى) . الراقي: الذي يداوي من لدغ الحية و العقرب. عز: قل، كان غير موجود.

3) تقضى: انتهى، انصرم.

4) يقضي الوزن أن نقرأ: و موعد (بضمة واحدة على الدال) . أما المعنى فيقتضي أن تكون القراءة: و موعد (بضمتين على الدال) بيننا (بفتح النون) : الموعد بيننا، موعدنا، نهر المعلى: لقاؤنا عند نهر المعلى.

5) الصد: ميل المحبوب عن المحب. المحتوم: الواقع، الذي لا مفر منه. زور: باطل، زائف.

6) الطيف: الخيال (الذي يرى في النوم) . طوى: قطع المسافة، سار. السرى: السفر ليلا. ذو طوى (بفتح الطاء و كسرها و ضمها) : مكان قرب مكة.

7) الحي: مكان نزول القوم (مسكنهم) . طروقا: في الليل. الاجزاع جمع جزع (بكسر الجيم، و الاليق به أن يكون بفتح الجيم-راجع القاموس 3:13) : الممر بالوادي من مكان الى مكان. زرود: اسم موضع (كناية عن مسكن المحبوبة) . اللوى: ما استدار من الرمل، اسم مكان.

8) الطارق: الآتي ليلا (في المنام) . الجوى: ألم الحب.

9) و هنا: في منتصف الليل. النوى: البعد.

10) العاذل: اللائم (الذي يلوم المحب على أنه احب) . دعني و الهوى (مع الهوى، دعني أبقى محبا) . المشغول: الذي شغله الحب و ملأ قلبه. الخالي: الذي لم يحب بعد. السوى (بكسر السين أو ضمها) : السواء، التماثل.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.