أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
2415
التاريخ: 26-1-2016
3053
التاريخ: 27-09-2015
9555
التاريخ: 12-08-2015
2427
|
هو شرف الدين أبو المجد مسلم بن الخضر بن قسيم التنوخيّ الحموي، ولد في حماة، و فيها نشأ و تلقّى علومه الأولى.
عمل ابن قسيم الحمويّ في مطلع حياته في أحد مساجد حماة، ثمّ نبغ في الأدب فتعرّض لنفر من الملوك و الأمراء بالمديح. في سنة 531 ه (1136-1137 م) هاجم ملك الروم يوحنّا الثاني مدينة شيزر و حاصر حصنها فسار اليه عماد الدين زنكي و ردّه عنها فمدحه ابن قسيم. و لمّا تغلّب نور الدين ابن عماد الدين على فتنة الرها (542 ه!) مدحه ابن قسيم.
و كانت بين ابن منير الطرابلسي و غيره من شعراء عصره و بين ابن قسيم الحموي مطارحات و إخوانيّات. و كانت وفاة ابن قسيم الحموي سنة 542 ه (1147-1148 م) أو بعدها بقليل إثر مرض، فيما يبدو، غير مجاوز خمسين سنة.
كان ابن قسيم الحمويّ شاعرا وجدانيا فصيح الألفاظ سهل التراكيب مع شيء من اللّين و اللّحن؛ و كان قريب المعاني واضح الأغراض يجري في شعره على السليقة، و ربّما لجأ إلى شيء من الصناعة و لكن من غير تكلّف إلا نادرا. غير أنّه كثير الأخذ من معاني المتقدّمين. أمّا فنونه فهي المدح، و له شيء منه في آل البيت، و الوصف و الإخوانيات و الخمر و الغزل و المجون.
مختارات من شعره:
- قال ابن قسيم الحمويّ في ذكر آل البيت [عليهم السلام]:
و يد بآل محمّد علقت... منّي، فلست بغيرهم أرضى
جعل الإله عليّ حبّهم... و على جميع عباده، فرضا
فأثار ذلك من زنادقةٍ... حسدا؛ فسمّوا حبّهم رفضا
و عجبت، هل يرجو الشفاعة من... ينوي لآل محمّد بغضا
- و قال يمدح عماد الدين زنكي لمّا ردّ الروم عن شيزر:
بعزمك، أيّها الملك العظيم... تذلّ لك الصعاب و تستقيم
إذا خطرت سيوفك في نفوس... فأوّل ما يفارقها الجسوم
و لو أضمرت للأنواء (1) حربا... لما طلعت-لهيبتك-الغيوم
أ يلتمس الفرنج لديك حرباً... و أنت بقطع دابرها زعيم (2)
فسيفك من مفارقهم خضيب... و ذكرك في مواطنهم عظيم (3)
رأيتك و الملوك لها ازدحام... ببابك لا تزول و لا تريم (4)
تقبّل من ركابك، كلّ يومٍ... مكانا ليس تبلغه النجوم
تودّ الشمس لو وصلت إليه... و أين من الغزالة (5) ما تروم
أردت فليس في الدنيا منيع... و جدت فليس في الدنيا عديم (6)
و ما أحييت فينا العدل حتّى... أمت بسيفك الزّمن الظلوم
- و قال يصف ثمرة الرّمّان الناضجة إذا كسرت:
و محمرّة من بنات الغصون... يمنعها ثقلها أن تميدا (7)
منكسّة التاج في دستها (8) ... تفوق الخدود و تحكي النهودا
تفضّ فتفترّ عن مبسمٍ... كأنّ به من عقيق عقودا (9)
كأنّ المقابل من حبّها... ثغور تقبّل فيها خدودا (10)
- و من قصيدة يمدح ابن قسيم الحمويّ بها معين الدين أنر، في دمشق، سنة 542 ه:
و كم ليلة عاطاني الخمر بدرها... و نادمني فيها الغزال المشنّف (11)
و منتقش بالمسك و شي عذاره... كما انتظمت في جانب الطرس أحرف (12)
و قد يتبادى لفظه و هو أعجم... و قد يتقاوى خصره و هو مخطف (13)
أدقّ من المعنى الغريب، و فوقه... أرقّ من الماء المعين و ألطف (14)
معان من الحسن البديع كأنّها... خلال معين الدين تتلى و توصف
و مستصغر للّه كلّ عظيمة... و لو أنّه منها على الموت مشرف
كأنّ الملوك الغرّ حول سريره... نجوم على شمس الظهيرة عكّف (15)
فإن تلقه تلق ابن هيجاء دهره ... يريك عنان الدّهر كيف يصرّف (16)
سخيّ جريء لوذعيّ كأنّه... إذا ما بدا غيث و ليث و مرهف (17)
و قد هتف الداعي إلى الحمد باسمه... و قام منادي النصر باسمك يهتف
تألّف شمل الدين عندك و العلا... و شمل العدا و المال لا يتألّف
______________________
1) الأنواء: الآثار العلوية (بضم العين و سكون اللام) أي المظاهر الجوية (كالغيم و الريح و المطر، الخ) .
2) الدابر: الآخر. قطع اللّه دابرهم: أهلك اللّه آخر واحد منهم (استأصلهم) . الزعيم: الكفيل (الضامن) . و زعيم القوم: المتكلم باسمهم. دابرها (كذا في الأصل) : دابر الحرب (؟) لعلها: «دابرهم»
3) المفرق: منتصف الرأس. خضيب: مخضب (ملوث) بالدم (كناية عن القتل) .
4) زال: انصرف، ذهب. رام يريم: تحرك (انتقل من مكان الى آخر) .
5) الغزالة: الشمس-الشمس لا يمكن أن تبلغ الى حيث هو (من الرفعة و علو المنزلة) .
6) منيع: محصن (مكان لا يمكن الوصول اليه) . عديم: فقير.
7) و ثمرة حمراء من بنات الغصون (معلقة في غصن) يمنعها ثقلها أن تميد (لا يستطيع الهواء أن يحركها لثقلها و كبر حجمها) .
8) الدست: المجلس في صدر البيت و الكرسي الذي يجلس عليه صاحب المنصب. -تزيد على الخدود في احمرار اللون و الجمال و تشبه النهود في الحجم و الجمال. منكسة التاج. . . -تكون ثمرة الرمان على الغصن و أعلاها إلى أدنى.
9) اذا فلقت الرمانة بدت كأنها فم فيه عقيق (حجارة كريمة حمراء-كناية عن الاسنان) .
10) . . . . .
11) عاطاني الخمر: شرب معي (سقاني و سقيته) . بدرها-بدر الليلة (غلام جميل يشبه بدر السماء) . الغزال (المحبوب الجميل) المشنف: الذي يلبس شنوفا (أقراطا) في أذنيه (كناية عن صغر سنه) .
12) بدأ الشعر ينبت في وجهه. المسك: مادة طيبة الرائحة سوداء اللون. الطرس: الورق (الابيض) . الوشي: التطريز، التزيين. العذار: الشعر النابت في الوجه.
13) يتبادى لفظه (كلامه) : تظهر عليه فصاحة البادية. تقاوى (صيغة ليست في القاموس) : يظهر بمظهر القوي (يغلب العشاق و يستميلهم) . مخطف: ناحل، رفيع (ضعيف) .
14) قسمات وجهه ذات جمال خفي كالكلمات الغريبة (القليلة الاستعمال) و فوقها جلد ناعم كالماء المعين (الصافي) .
15) الغر جمع أغر: أبيض (كريم الأصل، عظيم) . سريره: عرشه. نجوم على شمس الظهيرة (وقت الظهر) عكف (واقفون حوله في دائرة) كناية عن ضآلة مقامهم بالنسبة اليه (نور النجوم لا يظهر في النهار لقوة نور الشمس) .
16) ابن هيجاء (محارب) -دهره (طول دهره) -. العنان: الزمام (بكسر الزاي) : الرسن.
17) اللوذعي: الذكي الحاد الذهن الفصيح اللسان. كأنه غيث (مطر) في جوده و كرمه، و ليث (أسد) في شجاعته، و مرهف (سيف قاطع) في الحزم و تصريف الأمور (؟) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|