المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الداء والدواء - نصائح في علم التداوي
11-4-2016
Link Invariant
14-6-2021
مرض اللفحة المتأخرة في الطماطم والبطاطس
26-6-2016
سرية أبو عبيدة
26-7-2019
Regular and Irregular Verbs
7-4-2021
تعيين الشكل الهندسي للجزيئات نظريا: Conformational analysis
2023-10-01


عبد يغوث الحارثي  
  
9685   10:45 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص205-207
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو عبد يغوث بن صلاءة من بني الحارث بن كعب من كهلان، من اليمن (عرب الجنوب). كان عبد يغوث رجلا عظيم الجسم جميلا، وكان كريما وفارسا معدودا وسيّدا في قومه، قاد قومه يوم الكلاب الثاني (1) على بني تميم وأحلافهم فقتل وأسر من قومه عدد كبير. ثم وقع هو في الاسر، أسره شخص من بني عمير بن عبد شمس، من بني التيم من قريش.
أراد عبد يغوث أن يفتدي نفسه بمائة من الإبل، ولكن بني التيم أبوا وقالوا: قتل فارسنا النعمان بن جسّاس، ولم يقتل من بني الحارث فارس معدود، فلا بدّ من قتل عبد يغوث بالنعمان. فكان مقتل عبد يغوث في عام 613 م، قبل الهجرة بنحو عشر سنين.
عبد يغوث من فحول الشعراء، وهو شاعر مقلّ، وشعره وجداني سهل.
-المختار من شعره:
لمّا عزم بنو التيم على قتل عبد يغوث شدّوا لسانه بنسعة، قيل مخافة أن يهجوهم (2). ومع ذلك فقد وصلت الينا هذه القصيدة الرائعة يحاول الشاعر أن يقنع بها آسريه بإطلاق سراحه، ثم يلتفت إلى قومه فيخبرهم عن بلائه في الحرب ويفتخر بنفسه ويبرّر أسره. قال الجاحظ (3): «ما قرأت في الشعر كشعر عبد يغوث بن صلاءة الحارثي وطرفة بن العبد وهدبة (بن خشرم العذري)، فإن شعرهم في الخوف لا يقصّر عن شعرهم في الأمن، وهذا قليل جدا». أما قصيدة عبد يغوث فهي:
ألا لا تلوماني، كفى اللّوم ما بيا... فما لكما في اللوم خير ولا ليا
ألم تعلما أن الملامة نفعها... قليل وما لومي أخي من شماليا (4)
فيا راكبا، إمّا عرضت فبلّغن... نداماي من نجران أن لا تلاقيا (5)
أبا كرب والايهمين كليهما... وقيسا بأعلى حضر موت اليمانيا (6)
جزى اللّه قومي بالكلاب ملامة... صريحهم والآخرين المواليا (7)
ولو شئت نجّتني من الخيل نهدة... ترى خلفها الحوّ الجياد تواليا (8)
ولكنّني أحمي ذمار أبيكم... وكان الرماح يختطفن المحاميا (9)
أقول وقد شدّوا لساني بنسعة... أ معشر تيم، أطلقوا عن لسانيا
أ معشر تيم، قد ملكتم فأسجحوا... فان أخاكم لم يكن من بوائيا (10)
فإن تقتلوني تقتلوا بي سيّدا... وان تطلقوني تحربوني بماليا (11)
أحقا، عباد اللّه، أن لست سامعا... نشيد الرعاء المعزبين المتاليا (12)
وتضحك مني شيخة عبشمية... كأن لم تري قبلي أسيرا يمانيا (13)
وظلّ نساء الحيّ حولي ركّدا... يراودن مني ما تريد نسائيا (14)
وقد علمت عرسي مليكة أنّني... أنا الليث معدوّا عليه وعاديا (15)
وقد كنت نحّار الجزور ومعمل ال‍ـ... ـمطيّ، وأمضي حيث لا حيّ ماضيا (16)
وانحر للشّرب الكرام مطيّتي... وأصدع بين القينتين ردائيا (17)
وكنت إذا ما الخيل شمّصها القنا... لبيقا بتصريف القناة بنانيا (18)
وعادية سوم الجراد وزعتها... بكفّي وقد أنحوا إليّ العواليا (19)
كأنّي لم أركب جوادا ولم أقل... لخيلي: كرّي نفّسي عن رجاليا (20)
ولم أسبأ الزّقّ الرويّ ولم أقل... لأيسار صدق: أعظموا ضوء ناريا (21)
______________________
1) تاريخ الجاهلية 147-148.
2) بلغ من خوف العرب من الهجاء، كما يقول الجاحظ (البيان والتبيين 4:45): «أنهم إذا أسر الشاعر أخذوا عليه المواثيق، وربما شدوا لسانه بنسعة (قطعة رفيعة من جلد)، كما صنعوا بعبد يغوث حينما أسرته بنو تيم يوم الكلاب».
3) الحيوان 7:157؛ راجع البيان والتبيين 2:268.
4) شمال: عادة.
5) «راكبا» منادى منصوب غير مقصود بالنداء (أي راكب اتفق). عرضت: أتيت العارض (اليمامة). نجران: موضع باليمن.
6) ابو كرب: بشر بن علقمة بن الحارث. الايهمان: الاسود بن علقمة بن الحارث والعاقب عبد المسيح بن الابيض؛ وقيس: هو ابن معدي كرب والد الاشعث بن قيس الكندي (المفضليات 157).
7) الصريح: بنو الحارث. الموالي: موالي بني الحارث (حلفاؤهم).
8) نهدة: فرس مرتفعة الصدر (دلالة على الفتوة والنشاط). الحو جمع أحوى وحواء: الفرس الحمراء المائل لونها إلى السواد. تواليا: يتلو بعضها بعضا (وراء فرسي). -لو شئت النجاة بنفسي لهربت على فرس فتية سريعة لا تدركها الخيل.
9) الذمار: الشرف، العرض، ما يجب على الانسان أن يدافع عنه.
10) ملكتم: اقتدرتم (علي) فاسجحوا: تكرموا (أطلقوا سراحي). «ملكت فاسجح» مثل. فان أخاكم (فارسكم النعمان بن جساس الذي قتل في المعركة) لم يكن من بوائي (لم أكن غريمه، لم أقتله أنا).
11) تحربوني بماليا: تسلبوني ماليا (كناية عن استعداده لافتداء نفسه بكل ما يملك).
12) المعزب: البعيد عن أماكن السكنى. المتالي جمع متلوة: الناقة يتلوها (يتبعها) ولدها. و «المتاليا» مفعول به من اسم الفاعل «المعزبين».
13) شيخة: عجوز. عبشمية: من بني عبد شمس (من قيس، من عرب الشمال). تري مجزومة بحرف الجزم لم، وعلامة جزمها حذف النون. وفي البيت التفات من الغائب إلى المخاطب.
14) ركد جمع راكدة: هادئة، ساكنة، مستلقية.
15) أنا الليث معدوا علي (ادفع الذين يهجمون علي) وعاديا (أنزل الأذى بمن أهجم عليه).
16) أذبح الإبل، وأبعد أسفاري، وأصل إلى حيث لا يستطيع أحد أن يصل.
17) الشرب: الذين يشربون الخمر معا. «أصدع بين القينتين ردائيا»: (من الطرب، و أعطي لكل قينة نصفه) .
18) شمصها، نفرها: جعلها تجفل وتحرن. القنا: الرماح (في الحرب). لبيقا....: أحسن الطعن بالرماح.
19) عادية: خيل هاجمة. سوم الجراد: كثيرة كثرة الجراد. وزعتها: صددتها، رددتها، هزمتها. بكفي: بدفاعي وحدي. انحى اليه. وجه اليه. العوالي: الرماح.
20) كري نفسي عن رجاليا: اهجمي وخففي ضغط العدو عن المحاربين المشاة.
21) أسبأ: اشترى. الزق الروي: وعاء الخمر المملوء. أيسار صدق: الرجال الذين ييسرون (يقترعون بالقداح) باسمي على الإبل ثم يفرقونها في الناس. أعظموا ضوء ناريا (حتى يأتي اليها ضيوف كثيرون).
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.