المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



العلم رسالة وعبادة  
  
3707   01:30 صباحاً   التاريخ: 25-1-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص217-218
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2017 2249
التاريخ: 11-2-2017 2085
التاريخ: 2024-06-24 496
التاريخ: 15435

علمنا الإسلام في كل مفاهيمه أن تكون نظرتنا الى هذه المفاهيم على أساس أنها رسالة وعبادة لا أنها مقصودة لذاتها فمثلا عندما نتحدث عن العمل نرى أن الإسلام اعتبر أن الذي يعمل ويكد في سبيل الحصول على رزق عياله ويؤمن لهم طعامهم وشرابهم وكسوتهم كالمجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى , فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام)أنه قال:(الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)(1) .

وكذلك فإن الذي يتعلم العلم أو يعلم يريد في ذلك وجه الله سبحانه وتعالى ولا يريد من وراء ذلك سمعة ولا رياء فإنه يمارس عبادة يؤجر عليها فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:(من تعلم العلم وعمل به وعَلّم لله دُعي في ملكوت السماوات عظيما فقيل : تعلم لله واعمل لله وعلم لله)(2).

إن قيمةً للعلم على هذا المستوى دليلُ واضح على أن الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نأخذ العلم كرسالة نؤديها وعبادة نتقرب لله (عز وجل) فيها , لا أن يكون علمنا من أجل الرياسة والزعامة والرياء فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله:(من تعلم علما ليماري به السفهاء , أو يباهي به العلماء , أو ليقبل به وجوه الناس إليه , فهو في النار)(3) .

فحتى لو كان الهدف من وراء التعلم مباهاة العلماء فإن ذلك يحرف التعلم عن وجهه الحقيقي الذي أراده له الإسلام لأنه يريد منه أن يكون رسالة وعبادة كما قلنا لا أن يكون أداة للتفاخر والتباهي .

______________

1ـ الكافي الجزء 5 ص 88 .

2ـ الكافي الجزء 1 ص 35 .

3ـ مستدرك الوسائل الجزء 13 ص 116 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.