المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الجغرافية
عدد المواضيع في هذا القسم 12589 موضوعاً
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية البشرية
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الأسس الفنية لبناء اللقطة
23/9/2022
تنسيق الزهور في الزهريات
2024-07-28
Electron Affinity
4-7-2017
هل التفسير توقيف ؟
13-10-2014
Probability Distributions
6-2-2016
فداء علي للنبي (صلى الله عليه واله)
31-01-2015


الاقتصاد العالمي والنموذج الأميركي  
  
1891   07:21 مساءاً   التاريخ: 17-1-2016
المؤلف : فؤاد قاسم الأمير
الكتاب أو المصدر : الموازنة المائية في العراق وأزمة المياه في العالم
الجزء والصفحة : ص 9-19
القسم : الجغرافية / الجغرافية البشرية / الجغرافية السياسية و الانتخابات /

أن كل الفترة التي كانت تناقش فيها الاتفاقيتان مع الولايات المتحدة هي ضمن سنة 2008، وفي أبعد الأحوال في فترة ما بعد تاريخ 26/11/2007 حيث وقع "إعلان مبادئ علاقة التعاون والصداقة طويل الأمد" المشار إليه في أعلاه. أما موافقة مجلس النواب العراقي عليها فلقد كان في 27/11/2008 أي في أوج الأزمة المالية العالمية و طيلة  فترة (2008) كانت الأزمة تتوضح ليس فقط للمتابعين، وإنما لكل من يقرأ جريدة أو يسمع خبراً من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وكانت الازمة المالية العالمية حديث الساعة، ولهذا لا يمكن لأحد أن يقول أنه لم يعلم بها أو يسمع عنها خصوصاً من  السياسيين.

أما الاقتصاديون أو الماليون المتابعون فالمفروض فيهم أنهم على علم بهذا الأمر منذ بدايات 2007، حيث بدأ التقلص في الإنتاج العالمي، وأن العجز في الميزانية الأميركية والدين الأميركي الخارجي كانا يتصاعدان بصورة فلكية، بالإضافة إلى عدم وجود غطاء للدولار الأميركي.

ولكن الاقتصاديين ذوي الفكر الثاقب، والذي يفهمون كنه الاقتصاد الرأسمالي ويتابعون صعود وهبوط الاقتصاد العالمي، وكذلك يتابعون عن كثب مسيرة الاقتصاد الأميركي المنفلتة ومنذ أواخر تسعينيات القرن الماضي ، فهم يتوقعون أن الاقتصاد الاميركي سيتعرض الى امر جلل حتما ، و الذي سيؤدي بدوره الى تأثيرات كبيرة و مباشرة على الاقتصاد العالمي ككل .

لعل أبرز هؤلاء هو الدكتور إيغور بانارين(1)، عميد كلية العلاقات الدولية في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، ولقد أعادت صحيفة "أزفيستيا" الروسية الحديث معه في 24/11/2008، لتسأله عن الأزمة المالية العالمية الحالية وعن الإصلاحات المالية في الولايات المتحدة، ولماذا يستحسن لروسيا أن تقيم علاقات صداقة وطيدة مع الصين، وسألته الصحيفة "من أين أتتك فكرة انهيار اقتصاد الولايات المتحدة وتفكك الولايات المتحدة وذلك في سنة 1998، حين كان البلد مزدهراً ويتزعم العالم بلا منازع؟." فأجاب بانارين: "لقد انعقد في عام 1998 بالنمسا مؤتمر دولي تحت عنوان (الحرب المعلوماتية)، وحضر المؤتمر (400) مندوبا، بينهم (150) ممثلاً عن الولايات المتحدة، وكنت قد ألقيت محاضرتي هناك. ولما ذكرت أن الولايات المتحدة ستتفكك إلى أجزاء دويت في القاعة صيحة فظيعة. فأتممت المحاضرة مقدماً فيها براهين مقنعة تشير إلى أن العامل المالي ـ الاقتصادي هو القوة المدمرة الرئيسية للولايات المتحدة، بسبب أن الدولار غير مدعوم بشيء، وأن الديون الخارجية كانت تتعاظم بشكل متوال، في حين لم تكن موجودة في عام 1980. وعندما تنبأت بهذا الأمر عام 1998 كان الدين الخارجي آنذاك يزيد قليلاً عن (2) تريليون دولار. أما الآن فإنه بلغ قيمة تزيد عن (11) تريليون دولار. وهذا يشكل هرماً سينهار حتماً".

علماً بأن الدكتور بانارين تنبأ أيضاً بأن الولايات المتحدة ستنقسم إلى ستة أجزاء. أولها ساحل المحيط الهادي حيث 53% من سكان مدينة فرانسيسكو من أصل صيني، ويتحول ساحل المحيط الهادي تدريجياً إلى منطقة تخضع للنفوذ الصيني. وثاني الأجزاء هو الجنوب حيث يقطنه المكسيكيون، وبالفعل، فقد غدت اللغة الإسبانية في بعض الأماكن من هذه المنطقة هي اللغة الرسمية. ثم تأتي ولاية تكساس التي تناضل من أجل الاستقلال. أما الساحل الأطلسي للولايات المتحدة فهو عبارة عن قوم آخر وعقلية أخرى... أما ألاسكا فبإمكاننا ( أي الروس) أن نطالب بها بسبب أنها استؤجرت منا...".

على أية حال فإن قضية تفكك الولايات المتحدة لا تزال متروكة للتاريخ. ويستمر بانارين في تحليله السياسي والاقتصادي للعالم وتأكده من بروز الصين كأقوى دولة اقتصادية في المستقبل وضع الأسباب لذلك. ولكن ما جلب نظري هو توقعه تجميد الأوراق النقدية الأميركية من فئة (100) دولار، حيث يقول بانارين: "لقد وقعت في عام 2006 اتفاقية سرية بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة حول إعداد (أميرو) كعملة جديدة. والمقصود بذلك استحضار بديل للدولار. وقد تجمد الولايات المتحدة الأوراق النقدية بقيمة (100) دولار التي غمرت العالم بحجة تزويرها من قبل إرهابيين مثلاً، أو بسبب أنها تحتاج إلى فحص".

علماً أن الكثير من الصحف والمجلات العالمية توقعت حدوث حدوث أزمة ولكن ليست بهذه الضخامة. ولقد ظهرت في سنة 2004 في صحيفة "الغد" البغدادية عدة مقالات تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي في وضع هش، وأن تكاليف الحرب على العراق تزيد من هشاشته، وأن أزمته متوقعة.

يفضل أن نذكر هنا باختصار شديد عن مراحل الأزمة الاقتصادية ومنذ اندلاعها(2):

* شباط 2007: عدم تسديد سلف الرهن العقاري (الممنوحة لمدنيين لا يتمتعون بقدرة كافية على التسديد) مما يكثف في الولايات المتحدة عمليات الإفلاس لمؤسسات مصرفية.

* آب 2007: البورصات تتدهور أمام مخاطر اتساع الأزمة والمصارف المركزية تتدخل لدعم سوق السيولة النقدية.

* تشرين الأول ـ كانون الأول 2007: عدة مصارف كبرى تعلن انخفاضاً كبيراً في أسعار أسهمها بسبب أزمة الرهن العقاري.

* كانون الثاني 2008: الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) يخفض الفائدة.

* شباط 2008: الحكومة البريطانية تؤمم بنك نورثرن روك.

* 7 أيلول 2008: وزارة الخزانة الأميركية تضع المجموعتين العملاقتين في مجال الرهن العقاري (فريدي ماك Freddie Mac)، و(فاني ماي Fannie May) تحت الوصاية، مع كفالة ديونهما في حدود (200) مليار دولار.

* 15 أيلول 2008: اعتراف بنك الأعمال الأميركي العملاق (ليمان براذرز Lehman Brothers) بإفلاسه. ويعلن أحد أبرز المصارف الأميركية (بنك أوف أميركا Bank of America)، شراء بنك آخر كبير للأعمال في (وول ستريت Wall Street)، وهو اسم الشارع الذي يضم كبار المصارف وشركات التأمين والبورصة الأميركية، والبنك الآخر هو (ميريل لينش Merrill Lynch). علماً أن خسائر بنك ميريل لينش كانت قد بدأت منذ آب 2007، وبلغ مجموع خسائره حتى يوم 15/9/2008، ما يعادل (51) مليار دولار، نقلاً عن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي)(3).  هذا و لقد وصل عدد البنوك المنهارة لعام 2009 في الولايات المتحدة حتى 23/10/ 2009 الى مائة بنك، مما يعكس استمرار معاناة المؤسسات المالية الأميركية من تبعات الأزمة المالية رغم خطط الإنقاذ الحكومية.

كما تتفق في التاريخ أعلاه (10) مصارف دولية على إنشاء صندوق للسيولة برأسمال قدره (70) مليار دولار. ويعتبر يوم إفلاس ليمان براذرز، هو بداية الانحدار الكبير للاقتصاد الأميركي.

* 16 أيلول 2008: الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، والحكومة الأميركية تؤممان بفعل الأمر الواقع أكبر مجموعة تأمين في العالم (أي أي جي  AIG American International Group Inc.) المهددة بالإفلاس، عير منحها مساعدة بقيمة قدرها (85) مليار دولار مقابل امتلاك (9.79%) من رأسمالها.

* 18 أيلول 2008: السلطات الأميركية تعلن أنها تعد خطة بقيمة (700) مليار دولار لتخليص المصارف من أصولها غير القابلة للبيع.

* 19 أيلول 2008: الرئيس الأميركي بوش يوجه نداءاً إلى "التحرك فوراً" بشأن خطة إنقاذ المصارف لتفادي الأزمة المالية في الولايات المتحدة.

* 23 أيلول 2008: الأزمة المالية تطغى على المناقشات في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

* 29 أيلول 2008: مجلس النواب في الكونغرس الأميركي يرفض خطة الإنقاذ التي قدمتها حكومة بوش، بعد أن كانت موضع اتفاق في 28 أيلول. بورصة وول ستريت تنهار بعد ساعات قليلة من تراجع البورصات الأوربية بشدة.

* 1 تشرين الأول 2008: مجلس الشيوخ الأميركي يقر خطة الإنقاذ المالي المعدلة.

* 22 تشرين الأول 2008: بريطانيا تعلن رسمياً دخولها مرحلة الركود الاقتصادي وكانت أول دولة تعلن الركود، ولحقتها ألمانيا بإعلانها رسمياً في 13 تشرين الثاني أنها دخلت مرحلة الركود الاقتصادي.

* 14 تشرين الثاني 2008: أعلنت منطقة اليورو دخولها الركود الاقتصادي ولأول مرة في تاريخها.

* 17 تشرين الثاني 2008: أعلن "المجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي" رسمياً دخول الولايات المتحدة مرحلة الركود الاقتصادي. وأعلنت اليابان بنفس اليوم دخولها الركود.

* 12 كانون الأول 2008: أعلنت روسيا دخولها مرحلة الركود الاقتصادي.

* كانون الأول 2008: وبهذا أعلنت أكبر اقتصاديات العالم الرأسمالي دخولها الركود الاقتصادي الذي حاولت تفاديه بشدة بخطط انقاذ تجاوزت قيمتها (3) تريليون دولار، ولكن عمق الأزمة الاقتصادية لم يسمح إلاّ بدخول العالم في ركود طويل. انخفض سعر النفط من أعلى مستوى في التاريخ بما يتجاوز (147) دولار إلى (39) دولار/البرميل.

في (27) من نفس هذا الشهر أعلن العراق بحكومته ومجلس نوابه، أنه يريد الدخول في هذا الاقتصاد ويتعلم (ويطبق) من " رئيستة "  الولايات المتحدة هذا النوع من الاقتصاد!!. بالواقع إنني أعتبر هذه الخطوة عمل " تاريخي " لا يجرؤ على القيام به أحد سوى مجلس النواب والحكومة العراقيين.

في هذه الأثناء ظهرت فضيحة مادوف، أو ما سميت بفضيحة الوول ستريت والتي أعلن عنها في 14/9/2008، حيث أظهر تقرير أن برنارد مادوف الرئيس الأسبق لبورصة ناسداك الاميركية الإلكترونية ( التكنلوجيا العالية ) قد احتال بمبلغ (50) مليار دولار، وهو المبلغ الأكبر في التاريخ، وذلك من صناديق استثمارية تضم استثمارات كبار البنوك العالمية وأبرز المستثمرين. فلقد تكبدت مؤسسات عالمية كبرى خسائر جسيمة نتيجة هذا الاحتيال، ومنها بنك HSBC المشهور بمبلغ (1.5) مليار دولار، ورويال بنك أوف سكوتلاند بمبلغ (400) مليون جنيه إسترليني، ومجموعتين ماليتين فرنسية بما مجموعه (920) مليون دولار، ومجموعة مالية يابانية بمبلغ (303) مليون دولار، وبنوك سويسرية بمبالغ تصل إلى (5) مليار دولار وإسبانية بمبلغ (320) مليون دولار.

سنذكر أدناه بعض المعلومات الموجزة حول الاقتصاد الأميركي، لفترة ما قبل الأزمة الاقتصادية التي بدأت في الولايات المتحدة وعمّت العالم، وكذلك معلومات عن فترة بداية الأزمة وإلى الآن حيث أنها مستمرة في كل أنحاء العالم، عدا الصين.

* وقع الرئيس بوش قانوناً يرفع الحد الأقصى للدين القومي الأميركي الخارجي إلى (9) تريليون دولار، وذلك في 21/3/2006. ويعني هذا القانون إن إدارة بوش تستطيع اقتراض مبلغ إضافي قدرة (781) مليار دولار، الأمر الذي يمكنها من تسديد نفقات الحرب في العراق دون الحاجة إلى الضرائب الإضافية أو تخفيض الإنفاق العام(4). علماً أن الدين الخارجي الأميركي تجاوز (11) تريليون دولار في أواخر سنة 2008.

وكان الاقتصادي الأميركي البارز "جوزيف ستيجليتز Joseph Stieglitz" الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والأستاذ في جامعة كولومبيا، وفي كتاب له مشترك مع "لندا بلميز Linda J. Bilmes" الأستاذة في جامعة هارفرد ووكيلة وزارة التجارة الأميركية سابقاً، قدرا كلفة الحرب على العراق بمبلغ يعادل (3) تريليون دولار، وكان اسم الكتاب الذي صدر في أواسط 2009 "حرب التريليونات الثلاث: الكلفة الحقيقية لحرب العراق"(5) ، و أثار الكتاب حين صدوره ضجة كبيرة ، لان التقديرات التي كانت تضعها ادارة بوش أو وزارة الدفاع الاميركية لا تزيد عن نصف هذا المبلغ ، و ذلك بعدم التطرق الى الكلف الاخرى التي يتحملها الاقتصاد الاميركي .

* وصف آلان جرينسبان المحافظ الأسبق للمصرف المركزي الأميركي (الاحتياطي الفيدرالي)، أثناء إدلائه بشهادته أمام "لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي" التابعة لمجلس النواب الأميركي في 22/10/2009، حول الاضطراب المالي الذي تشهده أسواق المال بأنه "تسونامي ائتماني لا يحصل إلاّ مرة واحدة في القرن"(6)، وأن "الأزمة أصابته بالذهول"!!.

علماً أن جرينسبان كان قد ترك منصبه في (2006)، ويشير منتقدوه إلى أنه كان بإمكانه تفادي الأزمة الراهنة لو كان قد شدد الأنظمة regulations التي تتحكم في السوق. واتهم رئيس اللجنة النائب الديمقراطي هنري واكسمان، جرينسبان بأ نه زاد الطين بلة بسبب رفضه المطالب بأن يشدد المصرف المركزي ( الاحتياطي الفيدرالي ) من إجراءات الرقابة والسيطرة على قطاع الرهون العقارية الثانوية وغيرها من الوسائط المالية ذات الخطورة العالية. وهو بهذا يشير إلى المعارضة داخل المصرف المركزي لتوجهات جرينسبان ومنذ 2004، في إبقائه على نسب فائدة منخفضة، محذرين من فورة في أسعار العقارات، واحتمال الى تم الوصول  إليه من أزمة مالية. واضطرت هذه المعارضة إلى ترك البنك المركزي، حيث أن جرينسبان كان من دعاة الاقتصاد المنفلت وبدون أية قيود.

وقال واكسمان: "إن قائمة الأخطاء وسوء التقدير في عملية التنظيم طويلة جداً. فقد أصبح المسؤولون عن تنظيم السوق في الواقع متواطئون معه. كانت ثقتهم في حكمة السوق لا متناهية... أصبح شعار المرحلة أن التنظيم الحكومي للأسواق شيء خاطئ". وأجاب جرينسبان دفاعاً عن نفسه: "أنه اتخذ قراراً قد يكون خاطئاً جزئياً باعتقاده أن مصلحة البنوك تقضي حماية مساهميهم وودائع هؤلاء المساهمين".

عاد جرينسبان بعد حوالي سنة من الشهادة أعلاه، إذ أدلى في 8/9/2008، بتصريحات في مقابلة له مع إذاعة بي بي سي البريطانية يفهم منها " تفهمه للاقتصاد الرأسمالي " ! ، وضرورة عدم تركه دون قيود، مشيراً إلى أن "أزمة الائتمان وبخاصة في المجال العقاري قد لعبت دوراً أجج الأزمة وسهل وقوعها إلاّ أنه عاجلاً أم آجلاً كانت الأزمة ستقع سواء بسبب أزمة الائتمان أو غيرها"(7)، وأن "الأزمة ستحصل مجدداً ولكنها بشكل مختلف "، وهو بهذا يشير إلى طبيعة الاقتصاد الرأسمالي حيث أن الأزمات جزء من هذا الاقتصاد، ولكن هنا يضطر إلى الاعتراف بضرورة تدخل الدولة فيقول لتدارك أزمات لاحقة، فإن على المؤسسات المالية والحكومات "العمل على قمع المخالفات المالية وفرض شروط أكثر صرامة على المصارف  ، فيما يتعلق برؤوس الأموال ما يعني أن القانون يجب أن يفرض على المصارف شروطاً تحتم عليها امتلاك ما يكفي من رؤوس الأموال لتغطية عمليات التداول والقروض".

من الجدير بالذكر أن هذه الأزمة أظهرت أن عجز الرأسمالية عن حل مشكلة الازدهار والركود في الاقتصاد هي إحدى سماتها الأساسية، والتي أشار إليها كارل ماركس، ولذا ازدادت مبيعات كتابة "رأس المال" في الأسواق الأوربية إلى رقم قياسي، وكما ذكرت الإندبندنت البريطانية في عددها الصادر في 4/3/2009 تحت عنوان: "بهذا فإن كارل ماركس كان مصيباً في النتيجة"(8).

* باستمرار الحرب في العراق، واتساعها في أفغانستان، وحاجة الحكومة الأميركية الشديدة للأموال لتمويل هاتين الحربين يزداد العجز في الميزانية حسب صحيفة النيويورك تايمز (9)NYT  في 12/5/2009 وتحت عنوان: "يعاد النظر بمقدار عجز الميزانية ليزيد عن (1.8) تريليون دولار". ونحن هنا نتحدث عن العجز السنوي في الميزانية، وسبق أن تحدثنا عن الدين الأميركي الخارجي.

تقول الصحيفة: "أن العجز بالميزانية للسنة المالية التي تنتهي في نهاية أيلول 2009 سيرتفع إلى (1.84) بدلاً من (1.75) تريليون دولار والذي كان مخطط له في شباط 2009. أما العجز للسنة المالية لسنة 2010، فإن التقدير الجديد له يبلغ (1.26) بدلاً من (1.17) تريليون دولار المخطط له سابقاً." وتضيف الصحيفة "وقياساً بالاقتصاد الأميركي فإن العجز في الميزانية يمثل (12.9%) من مجمل الناتج المحلي G.D.P gross domestic product، وفي سنة 2010 المالية فانه سيصل إلى 8.5% من G.D.P."، وتستمر الصحيفة لتقول: "أن العجز في الميزانية، حتى قبل الزيادات المذكورة أعلاه، يعتبر الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية... وأن الاقتصاديين يتفقون على أن العجز في الموازنات السنوية يجب أن لا يتجاوز نسبة 3% من مجمل الناتج المحلي G.D.P". هذا ولقد نشرت صحيفة النيو يورك تايمز الاميركية في 26/1/2010 ان الرئيس اوباما سيعلن في خطابه لحالة الاتحاد State of the Union  ، ( و الذي يتم في أواخر كانون ثاني من بداية كل سنة ) ، بأن حكومته ستجمد الانفاق لمدة 3 سنوات لتقليل العجز في الموازنات السنوية الاميركية العامة .

* أذاعت محطة CNN التلفزيونية الإخبارية تقريراً في 5/7/2009 حول الدولار، بعنوان: "محللون: مستقبل الدولار تهدده الديون والصين"(10)، جاء فيه: "إن محللين ماليين أعربوا عن قلقهم حيال مستقبل الدولار في الأشهر الأخيرة، مبدين خشيتهم من (سيناريوهات مظلمة) تنتظر العملة الأميركية لأسباب محلية ودولية".

علماً أن الدولار كان قد انتعش مقابل العملات الأخرى في أواخر 2008 وأوائل 2009، رغم انهيار الاقتصاد الأميركي وانخفاض سعر النفط، والسبب هو توجه المستثمرين لشراء الدولار أو الذهب نتيجة هلعهم من انهيار البورصات والاقتصاديات الأوربية معتقدين أن أكثر العملات أماناً هي الدولار لحجم الاقتصاد الأميركي وحجم التداول الأكبر بالدولار اضافة الى الجبروت الهائل للولايات المتحدة. ولكن بعد أن استرجعت البورصات بعض عافيتها ، وتحسنت أسواق السلع ، بدأ المستثمرون بالإفاقة من الصدمة الأولى والنظر مجدداً إلى مستقبل الدولار ، بالاستثمار في غيره .

يقول تقرير الـ CNN أيضاً أن "المخاطر الرئيسية التي تهدد أسعار الدولار هي عجز الموازنة الأميركية وارتفاع الدين الأميركي العام وتحذيرات الصين من اللجوء إلى عملة احتياط جديدة، وذلك إلى جانب القلق من اضطرار واشنطن لضخ المزيد من الأموال إلى السوق، إذ اتضح أن الانتعاش الحالي ليس أكثر من قفزة (قط ميت) وفق المصطلحات الاقتصادية"، ويستمر التقرير ليقول: "منذ آذار الماضي ـ أي في سنة 2009 ـ فقدَ الدولار 11% من قيمته أمام اليورو، و17% أمام الجنيه الإسترليني، وذلك بعدما بدأت المحافظ الاستثمارية بمغادرته للعودة إلى البورصات وأسواق السلع". علماً أن الدولار كان قد ارتفع بنسبة 25% أمام اليورو في الأشهر التي سبقت آذار الماضي. وتتزامن هذه الضغوط التي يتعرض لها الدولار مع تحسن في أسواق المال ببعض الدول "النامية" وعلى رأسها الصين، التي ارتفع مؤشر "شنغهاي" فيها بنسبة 63% منذ مطلع العام. ويحذر المحللون من تأثير تزايد الدين العام وعجز الموازنة في الولايات المتحدة، إذ أن ذلك قد يدفع البلاد إلى طبع المزيد من الدولارات لتغطية احتياجاتها، الأمر الذي سينجم عنه تراجع إضافي في قيمة الدولار.

وعلى المستوى الدولي، يبقى خطر الصين بتنفيذ ما لوحت به باللجوء إلى عملة احتياط جديدة أمراً مرعباً بالنسبة للدولار، بسبب ارتفاع احتياطيات الصين من العملة الأميركية، الأمر الذي يؤدي لدوامة هبوط غير مسبوقة للدولار، حتى وإن اكتفت بكين ببيع كميات محدودة من مخزونها من الدولار.

ولقد أعلنت الصين(11) عن أول عملية بيع لسندات حكومية باليوان خارج البلاد. "وستطرح الحكومة الصينية في 28/9/2009 ما قيمته (6) مليارات يوان (وتعادل 880 مليون دولار) من السندات في هونك كونك من أجل تحسين الوضع الدولي لليوان"، كما قالت وزارة المالية الصينية. وكان البنك المركزي الصيني قد طالب، في وقت سابق من عام 2009، باستبدال الدولار الأميركي كعملة احتياط دولية بسلة عملات رئيسية من بينها اليوان. من الواضح أن طرح الصين لهذه السندات ليس للحصول على تمويل، فهي لديها التمويل، ولكن الغرض هو تدويل اليوان.

إن القلق الرئيسي للحكومات الأميركية، بالنسبة للدولار، ومنذ منتصف السبعينيات هو تحول البيع للنفط بعملات أخرى غير الدولار، إذ أن الذهب توقف لأن يكون غطاءاً للدولار و منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي . و اصبح ، من الناحية العملية ، نفط العالم المصدر كله غطاءاً للدولار ، وهو غطاء مصطنع  وتعمل الولايات المتحدة كل ما تستطيع عمله للإبقاء على هذا الوضع، ولقد سبق أن شرحت هذا الأمر في كتبي السابقة. إن أول قرار للمحتل الأميركي بعد احتلال العراق، هو إرجاع البيع للنفط بالدولار بدلاً من العملات الأخرى التي كان يطلبها العراق قبل الاحتلال، ولقد أدى هذا الأمر، الذي صدر من المحتل وحكومة العراق الجديد، إلى خسائر جسيمة للعراق.

علماً أن العراق كان يطلب عملات أجنبية لقاء نفطه (المسعر أصلاً بالدولار)، بسعر العملات في يوم البيع، وأن الربح الذي جناه العراق في حينه هو يعود الى أن قيمة العملات الأخرى ارتفعت مقابل الدولار بعد ذلك. حالياً تقوم إيران بنفس الخطوة العراقية السابقة، كما تحاول روسيا وفنزويلا بيع جزء من نفطهما لقاء عملات أخرى، وهناك تململ كبير في داخل دول أوبك للتحول إلى سلة من العملات الأجنبية . هناك مقاومة أميركية كبيرة لهذا التوجه، إذ أن شراء النفط بعملة الدولار سمح للولايات المتحدة بتشغيل مطابعها بطبع العملة الخضراء.

وكما لاحظنا فإن الولايات المتحدة لم تعمل بالمرة على تخفيض أسعار النفط عندما ارتفعت هذه الأسعار إلى حد الفقاعة في النصف الأول من سنة 2008، إذ كلما ارتفع النفط كلما استطاعت أن تطبع ورقاً أكثر لتبيعه بسعر الدولار. وحاول نظام صدام أن يقوم بنفس العملية فانهار الدينار العراقي انهياراً كبيراً في حينه، بينما لم ينهار الدولار لقاء طباعته، إذ أن الاقتصاد الأميركي قوي وما يطبع هو نسبة محدودة من مجمل الدخل الداخلي ، و ان العالم كله يستورد النفط بعملة الدولار. ولكن بنفس الوقت فإن ما يتم هو جرثومة انهيار الدولار، ولقد حذرت النيويورك تايمز في افتتاحية لها في 22/12/2008 تحت عنوان: "علاج المطابع (The Printing Press Cure"(12)، حيث تشير إلى إجراءات الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) لهذا الإجراء مرة أخرى لمحاولة ضخ مبالغ إلى الأسواق لتحريكها، إذ أن "إغراق الأسواق في نقود مطبوعة حديثاً قد يفيد آنياً، ولكن سيسبب ضرراً يبقى لفترة أطول جداً لما بعد انتهاء هذه الأزمة..".

وتعود نفس الصحيفة في 23/5/2009، لتتحدث مرة أخرى عن "طبع النقود"(13)، فهي تذكر كيف أن عدداً من المضاربين والمستثمرين لجأوا إلى شراء الدولار في أوائل 2009 مما أدى إلى صعود قيمته مقابل العملات الأخرى، ولكنهم بدأوا يعيدون النظر بهذا الامر بعد ذلك مما أدى إلى انخفاضه المستمر مقابل نفس هذه العملات وذلك في فترة كتابة هذا المقال – أي في 23/ 5/ 2009 -. إن السبب الرئيسي في هذا الأمر ـ حسب تحليل الصحيفة ـ هو "طبع النقود"، إذ تقول: "إن قيام الاحتياطي الفيدرالي ـ البنك المركزي الأميركي ـ بطبع النقود من الهواء الخالي from thin air، والحكومة الأميركية ترسل إلى السوق تريليونات الدولارات على شكل ديون جديدة في محاولتها في هذا الإنفاق للخروج من الركود من خلال صفقة تحفيز stimulus package هائلة، (وهو بهذا يشير إلى خطة التحفيز الاقتصادي البالغة 789 مليار دولار التي صادق عليها الكونغرس في شباط 2009، ومناهج إقراض جديدة، وتوفير الخدمة الصحية وإنقاذ صناعة السيارات في أميركا ). وتضيف الصحيفة "ولكن الخبراء يحذرون من عدم احتمال وجود طلب كاف لامتصاص جميع هذه الدولارات الجديدة، والسندات الحكومية المعروضة للبيع. هذا الأمر جعل المستثمرين يقلقون على مدى ثبات إمكان رد الدين الاميركي...". اذ ان الدولار المطبوع يعتبر ديناً على البنك المركزي الاميركي .

 كل الأمور التي ذكرناها في أعلاه، وفيما يتعلق بالديون الخارجية الهائلة، (مع وجود ديون داخلية للحكومة الأميركية تتعلق بمبالغ التقاعد والضمان الاجتماعي وغيرها وبمبالغ تبلغ أضعاف الديون الخارجية)، وكذلك فيما يتعلق بالعجز المستمر في الموازنات السنوية بما يتجاوز أضعاف ما يعتبره الاقتصاديون عجزاً مالياً ممكناً. وإضافة إلى ذلك موقف الدولار الهش جداً نتيجة عدم وجود غطاء له، يجعل من الأمر المحتم أن ينهار الاقتصاد الأميركي. إن عدم انهياره الآن، يعود الى أن دائنيه سواء الصين أو اليابان أو  أمراء النفط العرب، وكبار أغنياء العالم يعلمون جيداً أن انهيار الاقتصاد الأميركي، وعلى التحديد انهيار الدولار الأميركي سيعني خسائر فادحة جداً لهم. إن الحالة الراهنة هي كمن يستمر في إقراض مدينه أملاً في ان يستطيع المدين أن يستمر في العمل ويحسنه ليرد الدين له. وهذا الأمر يأخذ أهمية خاصة إذا كان المدين مدججاً بالسلاح، ولا يستطيع أحد أن يفرض عليه رد الدين. إن كل الوقائع تقول أن "الأمريكان لن يسددوا ديونهم. وهذا ليس كلامي وإنما هو ما قاله بول كريك روبرتز Paul Craig Roberts، وكيل وزارة الخزانة الأميركية في عهد الرئيس روغان، وكما جاء في مقالة له في 18/3/2008، تحت عنوان "انهيار القوة الأميركية" إذ قال: "في حقيقة الأمر فإن الولايات المتحدة مفلسة، و"إنها لن تدفع ديونها.

 في واقع الأمر،  ولو أن الولايات المتحدة لم تعلن إفلاسها، ولكن أهم ولايتين فيها قد أعلنتا ذلك ، وهما نيويورك وكاليفورنيا (والتي تعتبر لوحدها خامس أكبر اقتصاد في العالم)، كما وأن هناك ولايات أخرى في الطريق.

في الوقت الذي طلبت فيه الولايتان أعلاه من الحكومة الفيدرالية/المركزية، إنقاذهما ، كما حاولت  إنقاذ البنوك الكبرى، فإن "مركز الموازنة وأولويات السياسة"، وهو مركز أبحاث أميركي معروف، يقدر بأن عجز الموازنة المالية في (44) ولاية ـ بضمنها الولايتين أعلاه ـ سيصل خلال السنتين 2010 و2011 إلى رقم هائل يصل إلى (350) مليار دولار، والذي يعني وفي حال عدم وجود "خطة إنقاذ" من قبل الحكومة الفيدرالية، ستكون هذه الولايات مضطرة إلى فصل مئات الألوف من العمال والموظفين والمعلمين في المدارس الرسمية، بالإضافة إلى ما تم صرفهم من العمل خلال الأزمة، بحيث تجاوزت البطالة 10% بشكل عام، وتجاوزت حدود 30% في ديترويت مركز صناعة السيارات الأميركية، والتي أدت إلى إفلاس شركة كرابزلر وإلى مقاربة شركة جنرال موتورز الإفلاس لولا المساعدة الفيدرالية الهائلة لها، ولكن ذلك لم يمنع من صرف مئات الألوف من العاملين في هذه الصناعة.

ومن "الطريف" أن نشير إلى بعض ما جاء ي مجلة ذا نيشن (The Nation(14 في 26/6/2009، للآراء التي تدور في المباحثات الجارية في أعلى المناصب الإدارية والحسابية في كاليفورنيا حول كيفية حل الأزمة المالية في الولاية، والمقالة كانت تحت عنوان لاذع وهو: "الحرب ضد الحرب على المخدرات .فمن جملة المسائل التي كانت تناقش في حزيران 2009، ولا أعرف اذا تم  تنفيذها أم لا؟، هي إعطاء ترخيص رسمي لبيع المخدرات لقاء رسوم لهذه الرخصة، وقدرت المبالغ الممكن جمعها من هذه الفقرة  (1.3) مليار دولار سنوياً. والاقتراح الثاني هو إفراغ السجون من المجرمين وإبقاء فقط  ثلث العدد الموجود حالياً، وبهذا تقلل الكلف بمئات الملايين من الدولارات، إضافة إلى توفير (1) مليار دولار تصرف حالياً لمعالجة السجناء والذين سيطلق سراحهم، من الإدمان على المخدرات.

______________________

 (1) "الاقتصادي الروسي الذي توقع انهيار الاقتصاد الأميركي منذ عام 1998", صحيفة الأزفيستيا الروسية في 24/12/2009.

(2) الوكيبيديا.

(3) صحيفة "الحياة" اللندنية في 16/9/2008.

(4) BBC العربي في 21/3/2006.

(5) الصحيفة الأميركية "The Los Angeles Times لوس أنجلز تايمز" في 2/7/2009.

(6) "جرينسبان: الأزمة الراهنة تشبه تسونامي". BBC العربي في 23/10/2008.

(7) BBC العربي في 9/9/2009.

(8) The Independent March 4, 2009 "so Karl Marx was right after all".

(9) "Budget Gap is Revised to Surpass 1.8$ trillions".The New Yourk Times 12/5/2009.

(10) "محللون: مستقبل الدولار تهدده الديون والصين والقط الميت" CNN في 9/7/2009.

(11) BBC العربي 9/9/2009. "الصين تبيع سندات باليوان في الخارج".

(12)"The Printing Press Cure" The New York Times. 22 December 2008.

 (13)"AS Dollars Pile UP, Uneasy Traders Lower the Currency's Value" The New York Times. 23 May 2009.

(14)The War Against the "War on Drugs"  The Nations. 26 June 2009  "A Bankrupt Superpower. The Collapse of American Power"  Paul Craig Roberts. 18 March 2008.

 




نظام المعلومات الجغرافية هو نظام ذو مرجعية مجالية ويضم الأجهزة ("Materielles Hardware)" والبرامج ("Logiciels Software)" التي تسمح للمستعمل بتفنيد مجموعة من المهام كإدخال المعطيات انطلاقا من مصادر مختلفة.
اذا هو عبارة عن علم لجمع, وإدخال, ومعالجة, وتحليل, وعرض, وإخراج المعلومات الجغرافية والوصفية لأهداف محددة . وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط, صور جوية, مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء, جداول), معالجتها (تنقيحها من الأخطاء), تخزينها, استرجاعها, استفسارها, تحليلها (تحليل مكاني وإحصائي), وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط, تقارير, ورسومات بيانية.





هو دراسة وممارسة فن رسم الخرائط. يستخدم لرسم الخرائط تقليدياً القلم والورق، ولكن انتشار الحواسب الآلية طور هذا الفن. أغلب الخرائط التجارية ذات الجودة العالية الحالية ترسم بواسطة برامج كمبيوترية, تطور علم الخرائط تطورا مستمرا بفعل ظهور عدد من البرامج التي نساعد على معالجة الخرائط بشكل دقيق و فعال معتمدة على ما يسمى ب"نظم المعلومات الجغرافية" و من أهم هذه البرامج نذكر MapInfo و ArcGis اللذان يعتبران الرائدان في هذا المجال .
اي انه علم وفن وتقنية صنع الخرائط. العلم في الخرائط ليس علماً تجريبياً كالفيزياء والكيمياء، وإنما علم يستخدم الطرق العلمية في تحليل البيانات والمعطيات الجغرافية من جهة، وقوانين وطرق تمثيل سطح الأرض من جهة أخرى. الفن في الخرائط يعتمد على اختيار الرموز المناسبة لكل ظاهرة، ثم تمثيل المظاهر (رسمها) على شكل رموز، إضافة إلى اختيار الألوان المناسبة أيضاً. أما التقنية في الخرائط، يُقصد بها الوسائل والأجهزة المختلفة كافة والتي تُستخدم في إنشاء الخرائط وإخراجها.





هي علم جغرافي يتكون من الجغرافيا البشرية والجغرافية الطبيعية يدرس مناطق العالم على أشكال مقسمة حسب خصائص معينة.تشمل دراستها كل الظاهرات الجغرافيّة الطبيعية والبشرية معاً في إطار مساحة معينة من سطح الأرض أو وحدة مكانية واحدة من الإقليم.تدرس الجغرافيا الإقليمية الإقليم كجزء من سطح الأرض يتميز بظاهرات مشتركة وبتجانس داخلي يميزه عن باقي الأقاليم، ويتناول الجغرافي المختص -حينذاك- كل الظاهرات الطبيعية والبشرية في هذا الإقليم بقصد فهم شخصيته وعلاقاته مع باقي الأقاليم، والخطوة الأولى لدراسة ذلك هي تحديد الإقليم على أسس واضحة، وقد يكون ذلك على مستوى القارة الواحدة أو الدولة الواحدة أو على مستوى كيان إداري واحد، ويتم تحديد ذلك على أساس عوامل مشتركة في منطقة تلم شمل الإقليم، مثل العوامل الطبيعية المناخية والسكانية والحضارية.وتهدف الجغرافية الإقليمية إلى العديد من الأهداف لأجل تكامل البحث في إقليم ما، ويُظهر ذلك مدى اعتماد الجغرافيا الإقليمية على الجغرافيا الأصولية اعتماداً جوهرياً في الوصول إلى فهم أبعاد كل إقليم ومظاهره، لذلك فمن أهم تلك الأهداف هدفين رئيسيين:
اولا :الربط بين الظاهرات الجغرافية المختلفة لإبراز العلاقات التبادلية بين السكان والطبيعة في إقليم واحد.
وثانيا :وتحديد شخصية الإقليم تهدف كذلك إلى تحديد شخصية الإقليم لإبراز التباين الإقليمي في الوحدة المكانية المختارة، مثال ذلك إقليم البحر المتوسط أو إقليم العالم الإسلامي أو الوطن العربي .