قال تعالى :{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[النحل: 97].

من ناحية التكاليف الإلهية وثوابها وآثارها لم يفرق سبحانه بين المرأة والرجل سوى ما يختص بكل منهما كإحرام المرأة والرجل في الحج أو ستر البدن ونحو ذلك .

بل نطقت الآيات الكثيرة بأنهما سواسية في الأجر والثواب والجزاء , ومن يعمل منهم خيرا يجزى به .

وكذلك من ناحية الهويّة والعنصر والإنسانية , قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: 13].

فجعل سبحانه وتعلى الشعوب والقبائل مؤلفة من الذكر والأنثى على حد سواء ولا تفاضل بينهما إلا بالتقوى والعمل الصالح .

كما وتشترك المرأة مع الرجل في الفكر والعقل والإرادة وحسن الاختيار , وكذا في العاطفة كل على حساب استعداده , والزيادة والنقصان تكون على حسب تقوية هذه الوظائف والقوى .

نعم هناك فروقات خلقية وفطرية فجسم المرأة على العموم ألطف وأنعم , على خلاف جسم الرجل . والإحساسات اللطيفة أغلب على العموم عند المرأة من الرجل كالحب والعاطفة ورقة القلب والميل الى الجمال والزينة . وكذا التعقل وتقرير الحجة غالبا عند الرجال أكثر من النساء لذا فرق سبحانه بين وظائفهما التي تتأثر بالإحساس والتعقل , فمنعها الشرع مثلا عن منصب القضاء والحكم والولاية وأسقط عنها الجهاد في غير مورد الدفاع عن النفس , وأمرها بالتربية وتدبير المنزل (1) . قال تعالى :{الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}[طه: 50].

وقال:{الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى: 2، 3].

وقال سبحانه :{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30] كما خصها الله سبحانه بأحكام تناسب صنفها كوجوب الحجاب وغيره .

__________

1ـ مستفاد من كلام العلامة الطباطبائي مع تلخيص وتصرف، تفسير الميزان:2/269-274.