المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06



عدم إخراج الأولاد في نزهة  
  
2821   01:55 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص128-129
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-20 683
التاريخ: 14-11-2016 1602
التاريخ: 2023-03-08 1041
التاريخ: 7-12-2016 2071

من الأمور التي قد تؤدي الى فشل الأبوة والأمومة حبس الأولاد في المنزل وعدم إخراجهم الى المنتزهات أو الملاهي العامة كبقية الأولاد للترفيه والراحة والاستراحة .

وإن من المسائل التي يتهاون بها البعض عدم رعاية أسرته والالتفات إليهم والإحساس بمشاعرهم , فنتيجة كثرة العمل لديه أو لبعض الأسباب الشخصية يهمل اصطحاب أولاده أو عموم عائلته الى بعض الأماكن التي تدخل السرور على قلوبهم , فعلى الإنسان العاقل والمؤمن أن لا يفكر فقط في سعادته الشخصية ويترك سعادة عائلته وأولاده , وهم المقرونون مع النفس كما قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }[التحريم: 6].

فمن يحب أن لا يدخل النار عليه أن يحب ذلك لأولاده وأهل بيته, ومن يحب الاستيقاظ لصلاة الصبح لما فيه من ثواب ورزق فعليه أن يحب ذلك لغيره من أرحامه وأقاربه واهل بيته .

وكذلك من يحب الترويح عن نفسه وشم رياحين الحياة عليه أن يحب ذلك لزوجته وأولاده فيصحبهم معه الى هذه الأماكن أو الأماكن الأخرى التي تغير من نفسية المرء وتقوي عزيمته .

وأي تقصير في ترك إسعاد الأولاد والزوجة يؤدي الى فشل تربوي له مردوده السلبي على العائلة والمجتمع , إذ عندما لا ترفه المرأة عن نفسها ولا تغير ما تعودت عليه من الهموم والتعب والنظر الى جدران المنزل ، كيف يطلب منها أن تربي الأولاد وتسعد الزوج وتعطيه ما يحتاجه أو يحبه ويرغب به ما دامت قلقلة ومتوترة من الناحية النفسية؟

وكذلك في مسألة الأولاد فإن راحتهم تؤدي الى راحة الأب وسعادتهم تؤدي الى سعادته , كما أن انزعاجهم وتكدر مزاجهم يؤدي الى انزعاج الأب ولو عاطفيا . وكذلك على الزوج – كمسؤول عن عائلته (1) – الذهاب مع أولاده الى الأماكن الدينية كالذهاب الى المساجد للصلاة والاستفادة من أنشطتها .

والتواجد في الحسينيات ومجالس العزاء للاستماع الى المواعظ الدينية المفيدة وتحصيل ثواب البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) وبقية المعصومين (عليهم السلام) . وكذلك الذهاب الى أضرحة رسول الله (صلى الله عليه واله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) للتبرك بتلك المشاهد المشرفة وللتوسل بأنوارهم القدسية وزيارة تلك الأجساد الطاهرة والتي تعطي حياة سعيدة للأسرة , وتنشر البركة على كل أفرادها ببركة محمد وآل محمد : وبركة أماكنهم وكل ما هو موجود حولهم .

______________

1ـ وإلا قد نفرض الظروف الزوجة أو أحد الأبناء أو البنات أن يتصدى لمهام الأب .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.