[قال العلامة]... ينبغي لقابض الصدقة الدعاء لصاحبها‌ ، فيقول : آجرك الله فيما أعطيت ، وجعله لك طهورا ، وبارك لك فيما أبقيت.

وفي وجوبه للشيخ (1) والشافعي (2) قولان تقدّما (3).

وهل يقول : صلّى الله عليك؟ منع منه الشافعية ، لأنّ الصلاة صارت مخصوصة بالأنبياء والملائكة : ، فلا تستعمل في حق غيرهم ، فهو كما أنّ قولنا : عزّ وجلّ ، مختص بالله تعالى ، فكما لا يقال : محمد عزّ وجلّ ، وإن كان عزيزا جليلا ، كذا لا يقال : صلّى الله عليك ، لغير الأنبياء (4).

وقيل بالجواز ، لأنّ النبي صلّى الله عليه وآله قال لآل أبي أوفى : ( اللهم صلّ على آل أبي أوفى ) (5) (6).

واتّفقوا على تجويز جعل غير الأنبياء تبعا ، كما يقال : اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد.

والمراد به عند أكثر الشافعية : بنو هاشم وبنو المطلب (7).

__________________

(1) الخلاف 2 : 125 ، المسألة 155 ، والمبسوط للطوسي 1 : 244.

(2) المجموع 6 : 171 ، فتح العزيز 5 : 529 ، مختصر المزني 53.

(3) تقدّما في المسألة  من نفس الكتاب235.

(4) المجموع 6 : 171 ، فتح العزيز 5 : 529.

(5) صحيح البخاري 2 : 159 و 8 : 90 ، 96 ، صحيح مسلم 2 : 756 ـ 757 ـ 1078 ، سنن أبي داود 2 : 106 ـ 1590 ، سنن النسائي 5 : 31 ، سنن ابن ماجة 1 : 572 ـ 1796 ، مسند أحمد 4 : 353 ، 355 ، 381 ، 383 ، سنن البيهقي 2 : 152 و 4 : 157 و 7 : 5.

(6) ممّن قال بذلك : أبو إسحاق الشيرازي في المهذب 1 : 176 ، وابن قدامة في المغني 2 : 508.

(7) المجموع 6 : 172 ، فتح العزيز 5 : 530.