المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الفرية على المعصوم (صلى الله عليه واله وسلم)  
  
2328   06:51 مساءاً   التاريخ: 15-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص676-679.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الأثري أو الروائي /

الفرية على المعصوم (صلى الله عليه واله وسلم ) في قول اللّه تعالى : {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ...} [يوسف : 52] .

ولـكـي يـؤيـدوا باطلهم الذي ذكرناه آنفاً ، رووا عن الصحابة والتابعين ما لا يليق بمقام الانبياء ، واختلقوا على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) زوراً ، وقولوه ما لم يقله ، قال صاحب (الدر) :
واخـرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن ابي حاتم ، وابو الشيخ ، والبيهقي في (شعب الايـمـان ) عن ابن عباس ـ رضوان اللّه عليه ـ قال : لما جمع الملك النسوة قال لهن : انتن راودتن يـوسف عن نفسه ؟ {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف : 51]  ، قال يوسف : {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} ، فـغـمـزه جـبـريـل (عليه السلام)  فـقـال : ولا حـيـن هـمـمت بها؟ فقال : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف : 53] .
قـال : واخـرج ابـن جـرير عن مجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد ، والسدي مثله ، واخرج الحاكم في تاريخه ، وابن مردويه والديلمي عن انس : أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) قرأ هذه الآية : {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } قال : لما قال يوسف ذلك قال له جبريل (عليه السلام)  : ولا يوم هممت بما هممت به ؟ فقال : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} ، قال : واخرج ابن جرير عن عكرمة مثله .
واخـرج سـعـيـد بن منصور ، وابن ابي حاتم عن حكيم بن جابر في قوله : {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ }  قـال جـبـريـل : و لا حين حللت السراويل ؟ الى غير ذلك من المرويات المكذوبة ، والاسرائيليات الباطلة ، التي خرجها بعض المفسرين الذين كان منهجهم ذكر المرويات ، وجمع أكبر قـدر مـنها ، سواء منها ما صح وما لم يصح والإخباريون الذين لا تحقيق عندهم للمرويات ، وليس ادل عـلـى ذلـك مـن انـها لم يخرجها احد من اهل الكتب الصحيحة ، ولا اصحاب الكتب المعتمدة الذين يرجع اليهم في مثل هذا.

القرآن يردّ هذه الأكاذيب

وقـد فـات هؤلاء الـدسـاسـيـن الـكـذّابـيـن ان قـولـه تعالى : {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ..} الآيتين  ، ليس من مقالة سيدنا يوسف (عليه السلام)  وانما هو من مقالة امرأة العزيز ، وهو ما يتفق وسـيـاق الآية ، ذلك : أن العزيز لما أرسل رسوله الى يوسف لإحضاره من السجن ، قال له : أرجع الى ربـك ، فأساله ما بال النسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ ؟ فأحضر النسوة ، وسألهنّ ، وشهدن ببراءة يوسف ، فـلـم تـجـد امرأة العزيز بُدّاً من الاعتراف ، فقالت : {الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} [يوسف : 51] الى قوله : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}  فكل ذلك من قولها ، ولم يكن يوسف حاضراً ثم ، بل كان في السجن ، فكيف يعقل أن يصدر منه ذلك في مجلس التحقيق الذي عقده العزيز؟ وقـد انـتـصـر لـهـذا الـرأي الـذي يوائم السياق والسباق الامام الشيخ محمد عبده ، في تفسير (المنار) وهو آخر ما رقمه في تفسير القرآن .
وهكذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } :
تـقـول : انـمـا اعترفت بهذا على نفسي ، ليعلم زوجي أني لم أخنه بالغيب في نفس الأمر ، ولا وقع الـمحذور الأكبر وإنما راودت هذا الشاب مراودة ، فامتنع ، فلهذا اعترفت ليعلم أني بريئة ، {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي } [يوسف : 52] تقول المرأة : ولست أبرئ نفسي ، فإن النفس تتحدث ، وتتمنى ، ولهذا راودته ، لأن {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف : 53] أي إلا من عصمه اللّه تعالى {إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ }. 
قال : وهذا القول هو الأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام ، وقد حكاه الماوردي في تفسيره ، وجعله أول الوجهين في تفسير الآية .
وبعد أن ذكر بعض ما ذكره ابن جرير الذي ذكرناه آنفاً عن ابن عباس ، وتلاميذه ، وغيره قال : والـقـول الأول أقـوى وأظهر ، لأن سياق الكلام كله من كلام امرأة العزيز بحضرة الملك ، ولم يكن يوسف (عليه السلام)  عندهم ، بل بعد ذلك أحضره الملك (1) .
التفسير الصحيح لقوله تعالى : {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}
قال أبو شهبة : والصحيح في تفسير قوله تعالى : {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف : 24] أن الـكـلام تم عند قوله تعالى : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ) وليس من شك في أن همها كان بقصد الفاحشة ، (وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ). 
الـكلام من قبيل التقديم والتأخير ، والتقدير : ولولا ان رأى برهان ربه لهم بها ، فقوله تعالى : (وَهَمَّ بِهَا) ، جواب (لولا) مقدم عليها ، ومعروف في العربية أن (لولا) حرف امتناع لوجود ، أي امتناع الجواب لوجود الشرط ، فيكون (الهم ) ممتنعاً ، لوجود البرهان الذي ركزه اللّه في فطرته. والـمـقدم إما الجواب ، أو دليله ، على الخلاف في هذا بين النحويين ، والمراد بالبرهان : هو حجة اللّه الـباهرة الدالة على قبح الزنى ، وهو شي مركوز في فطر الأنبياء ومعرفة ذلك عندهم وصل الـى عـيـن الـيـقـين ، وهوما نعبر عنه بالعصمة ، وهي التي تحول بين الأنبياء والمرسلين ، وبين وقوعهم في المعصية .
ويـرحـم اللّه الامـام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)  حيث قال : البرهان : النبوة التي أودعها اللّه في صدره ، حالت بينه وبين ما يسخط اللّه .
وهـذا هـو الـقـول الـجزل الذي يوافق ما دل عليه العقل من عصمة الانبياء ، ويدعو إليه السابق والـلاحق وأما كون جواب (لولا) لا يجوز أن يتقدم عليها ، فهذا امر ليس ذا خطر ، حتى نعدل عن هـذا الـراي الـصـواب ، الى التفسيرات الاخرى الباطلة ، لهم يوسف (عليه السلام) ، والقرآن هو اصل اللغة ، فـورود أي اسـلـوب فـي الـقرآن يكفي في كونه اسلوبا عربيا فصيحا ، وفي تأصيل أي قاعدة من الـقـواعد النحوية ، فلا يجوز لأجل الأخذ بقاعدة نحوية ، ان نقع في محظور لا يليق بالأنبياء كهذا والـصحيح ان الجواب محذوف بقرينة المذكور ، وهو ما تقدم على (لولا) ، ليكون ذلك قرينة على الجواب المحذوف .
وقـيـل : ان مـا حصل من (هم يوسف ) كان خطرة ، وحديث نفس بمقتضى الفطرة البشرية ، ولـم يـسـتقر ، ولم يظهر له اثره قال البغوي في تفسيره : (قال بعض اهل الحقائق : الهم همان : هم ثابت ، وهو اذا كان معه عزم ، وعقد ، ورضا ، مثل هم امرأة العزيز ، والعبد مأخوذ به وهم عارض ، وهـو الـخطرة ، وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم ، مثل هم يوسف (عليه السلام)  والعبد غير مأخوذ بـه ، مـا لـم يـتكلم به او يعمل )  (2)  ، وقيل : همت به هم شهوة وقصد للفاحشة ، وهم هو بضربها ولا أدري كيف يتفق هذا القول ، وقوله تعالى : (لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ). 
والـقـول الجزل الفحل هو ما ذكرناه أولا ، وصرحت به الرواية الصحيحة عن الامام ابي عبداللّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) . والسر في اظهاره في هذا الأسلوب ـ واللّه أعلم ـ : تصوير المشهد الـمـثـيـر الـمُغري العرم ، الذي هيأته امرأة العزيز لنبي اللّه يوسف ، وانه لولا عصمة اللّه له ، وفطرته النبوية الزكية ، لكانت الاستجابة لها ، والهم بها أمراً محققاً .
وفي هذا تكريم ليوسف ، وشهادة له بالعفة البالغة ، والطهارة الفائقة .
__________________
1- تفسير ابن كثير ، ج2 ، ص481-482 . وراجع : تفسير الماوردي ، ج3 ، ص47 ؛ المنار ، ج12 ، ص323.

2- تفسير البغوي ، ج2 ، ص419. 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .