أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2018
2284
التاريخ: 26-06-2015
1871
التاريخ: 10-04-2015
2000
التاريخ: 13-08-2015
3244
|
هو عبد الرحمن بن اسماعيل بن عبد كلال بن داود بن أبي أحمد، أصله من اليمن: من عرب اليمن أو من الفرس الذين كانوا قد وفدوا على اليمن قبل الاسلام. و الوضاح (الابيض) لقب غلب عليه لجماله و بهائه.
و كان الوضّاح يهوى امرأة من أهل اليمن اسمها روضة قال فيها أكثر شعره. و أحبّ وضّاح أن يتزوج روضة فلم يقبل أهلها ثم زوجوها غيره، و لكنّ وضّاحا ظل يحنّ اليها. ثم ان روضة جذمت (1)، و اتّفق أن لقيها وضّاح و هي مجذومة فخدمها و واساها و أعطاها من مال كان معه.
و وضّاح اليمن كان غزلا مغامرا مجاهرا هجّاما على الحرمات متعرّضا للشريفات: شبّب بفاطمة بنت عبد الملك و بأمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان امرأة الوليد بن عبد الملك. و له مع أمّ البنين قصص هي بالخرافات أشبه: قيل إنها عشقته و عشقها، و أنه كان يأتي إلى الشام و ينزل عندها. فبلغ الوليد مرة أن وضّاحا عندها فجاءها بغتة فأشارت إلى وضاح أن يختبئ في صندوق في الغرفة. و دخل الوليد و جلس على الصندوق ثمّ استوهبها الصندوق في حديث طويل و طمره في حديقة الدار. و يقال ان ذلك كان آخر العهد بأخبار وضّاح اليمن. فإذا صحّت هذه الرواية فان مقتل وضّاح اليمن يجب أن يكون في حدود سنة 90 ه (709 م) .
وضّاح اليمن من الذين يصرّحون في الغزل، و هو في طبقة عمر ابن أبي ربيعة، و لكنّ عمر أشهر منه. و أكثر شعر وضّاح الغزل، و خصوصا في روضة و أم البنين؛ على أن له شيئا من الحكمة و الفخر و الرثاء، و من المديح في الوليد بن عبد الملك و في غيره.
المختار من شعره:
- قال يتغزّل بروضة و يذكر بدء أمره معها:
يا روض، جيرانكم الباكر... فالقلب لا لاهٍ و لا صابر (2)
قالت: ألا لا تلجن دارنا... إنّ أبانا رجل غائر (3)
قلت: فإنّي طالب غرّة منه... و سيفي صارم باتر
قالت: فإنّ القصر من دوننا... قلت: فإني فوقه ظاهر (4)
قالت: فان البحر من دوننا... قلت: فإنّي سابح ماهر
قالت: فحولي إخوة سبعة... قلت: فإني غالب قاهر
قالت: فليث رابض بيننا... قلت: فإني أسد عاقر (5)
قالت: فإنّ اللّه من فوقنا... قلت: فربي راحم غافر
قالت: لقد أعييتنا حجة... فأت إذا ما هجع السامر (6)
فاسقط علينا كسقوط النّدى... ليلة لا ناه و لا زاجر
- و من غزله في أمّ البنين:
أصحوت عن أمّ البنين... و ذكرها و عنائها (7)
و هجرتها هجر امرئ... لم يقل صفو صفائها (8)
قرشيّة كالشمس أشـ...ـرق نورها ببهائها
زادت على البيض الحسا...ن بحسنها و نقائها
لمّا اسبكرّت للشّبا...ب و قنّعت بردائها (9)
لم تلتفت للداتها... و مضت على غلوائها (10)
لو لا هوى أمّ البن ن و حاجتي للقائها
قد قرّبت لي بغلة محبوسة لنجائها (11)
___________________
1) مرضت بالجذام (بضم الجيم) ؛ و الجذام مرض يتساقط منه اللحم.
2) روض: ترخيم روضة. جيرانكم، كذا في الأصل، و المعنى في الأغلب: يا روضة، ان الباكر (المبكر في الامور-و يقصد نفسه) من جيرانكم، و لذلك لا يستطيع الصبر عن الاجتماع بكم-و المعنى غامض في الاصل.
3) ولج: دخل. الغائر: الذي يغار.
4) ظاهر: متسلق إلى ظهره: أعلاه.
5) رابض: متربص. عاقر: فاعل (من عقر الدابة: جرحها جرحا بليغا) .
6) السامر: الساهر في الليل مع القوم.
7) العناء: المشقة في سبيلها.
8) قلا يقلو: كره.
9) اسبكرت: مشت مستقيمة القامة.
10) اللدات: الاتراب، من هن من جيل واحد. الغلواء: ريعان الشباب.
11) معنى هذا البيت غامض، و المفهوم من سياق الابيات ما يلي: لو لا أنني أحب أم البنين و أريد أن ألقاها لنجوت بنفسي على بغلة معدة لي.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|