المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



ليلى الأخيليّة  
  
6720   08:40 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص515-518
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

ليلى الأخيليّة (1) هي ليلى بنت عبد اللّه بن الرّحّال بن شدّاد بن كعب بن معاوية الأخيل (2) بن عبادة بن عقيل من بني كعب بن ربيعة من عامر بن صعصعة. وبنو الأخيل كانوا من بني عقيل رهط ليلى هذه (3)، و قد افتخرت بهم ليلى في شعرها (4).

و نشأت ليلى مع ابن عمّ لها هو توبة بن الحميّر فأحبّها ثم خطبها إلى أبيها فردّه أبوها (5) وزوّجها بعد ذلك لرجل من بني الأدلع، و قد رزقت ولدا (راجع العقد الفريد 7:3) . ثم ان توبة ظلّ يزور ليلى حتّى شكاه أهل ليلى إلى السّلطان (الوالي) فأهدر الوالي دمه (أذن لأهلها أن يقتلوه إذا جاء مرّة أخرى لزيارتها) . و مهما كان من الأمر فان ليلى ظلت على وفائها لتوبة تقول فيه الشعر. و لمّا مات قالت في رثائه شعرا كثيرا.

و لأبي بكر محمد بن أبي سليمان الاصفهانيّ في كتابه «النصف الاول من كتاب الزّهرة» تعليق (ص 161) على حبّ ليلى الاخيلية لتوبة ينكر عليها فيه معرفتها بأحوال العشق إذ يرى أنّها لم تعرف من العشق إلا أطرافه، قال:

«فليلى الأخيلية-عفا اللّه عنّا و عنها-ان كان ما حكاه لنا توبة عنها في البيت الثاني حقّا (راجع الابيات الفائية لتوبة، فوق، ص 468-469) ، فإنها كانت جاهلة بأحوال العشق غافلة عمّا تولّده روعات الفراق. و لعمري إنّ من مراثيها في توبة بعد وفاته لدالّة على أنها لم تتعلّق من الهوى إلاّ بأطرافه، إذ لو كان الهوى قد بلغ بها أقصى الحال لكانت حياتها بعد وفاة توبة ضربا من المحال» .

و كانت ليلى تفد على الحجّاج بن يوسف، كما كانت تفد على عبد الملك أيضا. و بعد مقتل توبة وفدت ليلى على الحجّاج مرّة، و كانت قد أسنّت كثيرا، و سألته أن يحملها إلى قتيبة بن مسلم في خراسان (6)، فحملها على البريد (7)، و لكنّها ماتت في أثناء الطريق، في ساوي، و قبرت بها (8). فإذا صحّت هذه الرواية فيجب أن تكون وفاة ليلى قد وقعت بين سنة 86 ه‍ (705 م) ، و هي السنة التي تولّى فيها قتيبة خراسان، و بين سنة 95 ه‍ (713 م) ، و هي السنة التي توفّي فيها الحجّاج، في نحو سنة 90 ه‍(709 م) ، يعد توبة بنحو عشر سنوات. و هذا حدّ معقول يبرّره كثرة شعرها في رثاء توبة (9).

ليلى الأخيلية من النساء المتقدّمات في الشعر لا يتقدّمها من النساء إلاّ الخنساء، و قد أثارت ليلى بجودة شعرها إعجاب أبي العبّاس المبرّد فقال في كتابه المشهور (الكامل 736) : «قال أبو العبّاس: و كانت الخنساء و ليلى بائنتين(10) في أشعارهما متقدّمتين لأكثر الفحول (من الرجال) ، و ربّ امرأة تتقدّم في صناعة، و قلّ ما يكون ذلك» .

و يميل الاصمعي إلى تقديم ليلى الاخيلية على الخنساء (الموشح 81) .

و كانت ليلى الأخيلية فصيحة بليغة حسنة الانشاد. و شعرها متين السبك يجري على النهج القديم. و معظم شعرها الرثاء في توبة، و لها شيء من الرثاء في عثمان ابن عفّان (الكامل 444) . و لها أيضا فخر و حماسة، و لها شيء من المديح في الحجّاج (الكامل 173) . و كذلك كان بينها و بين النابغة الجعدي المتوفّى سنة 65 ه‍ شيء من الهجاء (11).

المختار من شعر ليلى الأخيليّة:

- قالت ليلى الأخيلية من قصيدة تمدح بها الحجّاج بن يوسف:

إذا هبط الحجّاج أرضا مريضة... تتبّع أقصى دائها فشفاها

شفاها من الداء العضال الذي بها... غلام إذا هزّ القناة سقاها (12)

سقاها دماء المارقين و علّها... إذا جمجمت يوما و خيف أذاها (13)

- و قالت تفتخر بقومها:

نحن الأخايل لا يزال غلامنا... حتّى يدبّ على العصا، مشهورا

تبكي الرماح إذا فقدن أكفّنا... جزعا، و تعرفنا الرفاق بحورا (14)

- و قالت ترثي توبة بن الحميّر:

فإن تكن القتلى بواء فإنّكم فتى ما قتلتم، آل عوف بن عامر (15)

فتى كان أحيا من فتاة حييّة، و أشجع من ليث بخفّان خادر(16)

أتته المنايا دون درع حصينة... و أسمر خطّيّ و جرداء ضامر (17)

فنعم الفتى ان كان توبة فاجرا... و فوق الفتى ان كان ليس بفاجر

- و لها أيضا في رثاء توبة:

آليت أبكي بعد توبة هالكا... أخا الحرب إن دارت عليه الدوائر (18)

لعمرك، ما بالموت عار على الفتى... إذا لم تصبه في الحياة المعاير (19)

فكلّ جديد أو شباب إلى بلى... و كلّ امرئ يوما إلى اللّه صائر (20)

___________________

1) جمع ابو الفراج الاصفهاني بين ترجمة ليلى الأخيلية و ترجمة توبة بن الحمير (غ 11:303. -250) .

2) الاخيل: طائر، قيل الصقر، و قيل: الشقرق (الصقر) .

3) القاموس 3:372، السطر الأخير.

4) راجع البيان و التبيين 3:89؛ غ 11:241. -و قيل هذا البيت في الفخر بالأخايل إنما هو لجدها.

5) راجع ترجمة توبة بن الحمير، فوق، ص 466.

6) قتيبة بن مسلم هو القائد المشهور فاتح المشرق، تولى خراسان سنة 86 ه‍، و مات سنة 96 ه‍ بعد الحجاج.

7) البريد كان نظام النقل الذي تستخدمه الدولة لنقل الاخبار و الرسائل و الاشياء المتعلقة بالإدارة و الحكومة. و كانت الخيل تحمل هذه الاشياء؛ و كانت تلك الخيل تبدل في أثناء المراحل الطوال مرة بعد مرة.

8) الشعر و الشعراء 273.

9) ليلى الاخيلية. . . . توفيت في عشر الثمانين من الهجرة (فوات الوفيات 2:176، السطر الأول) . و في فوات الوفيات أيضا (1:123) أن ليلى ماتت عند قبر توبة.

10) ظاهرتين، مشهورتين (؟) ؛ مختلفتين في ذلك من النساء (؟) .

11) راجع، فوق، ص 343.

12) العضال: لا يرجى برؤه (شفاؤه) . هز القناة (الرمح) : قاتل. سقاها: أسال الدم من العدو، ظفر في القتال.

13) المارق: الخارج على السلطان، الثائر؛ الكافر. علها: سقاها مرارا، انتصر مرات كثيرة. جمجم الكلام: جاء به غامضا (اشتدت الحرب) .

14) ليس في الأرض أبطال غيرنا. بحور: كرماء.

15) إذا كان القتلى في العادة بواء (يعدل بعضهم بعضا) ؛ فإنكم، يا آل عوف، قد قتلتم سيدا بطلا لا مثيل له و لا كفؤ.

16) خفان: موضع قرب الكوفة مشهور بالأسود. . . . . . . خادر: مستتر، مختف في أجمة (كناية عن قوته و ضراوته) .

17) اسمر خطي: رمح ذابل، دقيق (قوي، متين) . جرداء ضامر: فرس دقيقة الخصر (فتية، سريعة، شديدة) .

18) آليت أبكي: أقسمت أن لا أبكي. «أخا الحرب» مفعول به من «أبكي» . دارت عليه الدوائر: اجتاحته المصائب، هلك. -لن أبكي بعد اليوم (بعد أن مات توبة) بطلا يموت في المعركة (لأن مصيبتي بتوبة أعظم من كل مصيبة أخرى عندي) .

19) المعاير: المعايب (ما يعير به الانسان أو يعاتب به أو يذم به) .

20) البلى: الهلاك، الانحلال، التهرؤ. عجز هذا البيت مأخوذ من قول لبيد (راجع فوق، ص 236) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.