المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الغزل
17-6-2017
قبس من حياة الإمام المهدي عجل الله ظهوره المبارك
31-5-2022
Cyclobutane
4-7-2019
Square Point Picking
28-8-2018
محطات تاريخية في استعمال النباتات الطبية
عنصل بحري، اشقيل بحري، بصل الفار، بصيلة، قضيب الري
3-5-2020


عُبيد الله بن قيس  
  
32291   08:27 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص449-453
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-12-2021 2760
التاريخ: 21-06-2015 2299
التاريخ: 26-1-2016 2947
التاريخ: 26-1-2016 2653

هو عبيد اللّه (1) بن قيس الرّقيّات بن شريح من بني عامر بن لؤيّ ابن غالب؛ و أمّه قتيلة بنت وهب بن عبد اللّه من بني مناة بن كنانة. و قد لقّب بابن قيس الرقيّات لأنه، فيما قيل، شبّب بثلاث نسوة اسم كلّ واحدة منهن رقيّة؛ و قيل: بل كان له ثلاث جدّات توالين في عمود نسبه اسم كلّ واحدة منهن رقيّة.

ولد عبيد اللّه بن قيس الرقيّات نحو سنة 12 ه‍(633 م) في مكّة، و فيها نشأ. و لمّا بلغ الخامسة و العشرين من عمره، أو نحو ذلك، ذهب إلى الجزيرة في أعالي العراق و سكنها نحو ثلاثين سنة. و لمّا اشتدّ القتال في الجزيرة بين بكر و تغلب ارتحل عبيد اللّه بن قيس الرقيّات إلى فلسطين، ثم عاد بعد مدّة إلى العراق.

و كان عبيد اللّه بن قيس الرقيّات من أنصار آل الزّبير منقطعا اليهم، و قد شهد مع مصعب بن الزّبير معركة دير الجاثليق (2). فلمّا قتل مصعب (72 ه‍-691 م) هرب عبيد اللّه ثم تخفّى في بيت امرأة تدعى كثيرة فأكرمته. فلمّا ارتحل عن بيتها، بعد عام أو أكثر، لم يكن يعرف من أمرها شيئا غير اسمها، و لم تكن هي تعرف من كان و لا ما كان.

و لقد تنقّل عبيد اللّه بن قيس الرقيّات حينا بين مكّة و المدينة، ثم لجأ إلى عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب و استشفع به إلى عبد الملك بن مروان فأمّنه عبد الملك في حديث طويل. و يبدو أن عبيد اللّه بن قيس الرقيّات لم يمكث طويلا عند عبد الملك، بل رحل إلى مصر و نزل عند عبد العزيز ابن مروان، في حلوان، و بقي عنده إلى أن توفّي سنة 75 ه‍(694 م) (3). و الذي نلاحظه أن السنوات الثلاث الاخيرة من حياته كانت مزدحمة بالحوادث و بالتنقّل في البلاد.

عبيد اللّه بن قيس الرّقيّات شاعر قريش في الاسلام غير منازع. و قد كان أشدّ قريش أسر شعر (4)في الاسلام بعد عبد اللّه بن الزبعرى في الجاهلية. و كذلك كانت أفانين شعره كثيرة: له المدح البارع و الهجاء الشديد و الغزل الرائق. إلاّ أنه كان يشبّب و لا يصرّح. و قد كانت أكثر مدائحه و أحسنها في مصعب بن الزبير. و كان رأيه في السياسة رأيا جميلا: يرى أن يتصافى العرب و يجتمعوا و ألا يقاوموا قريشا لأن بقاء العرب ببقاء قريش. و مما كان يؤخذ على عبيد اللّه بن قيس الرقيّات أنه لم يكن ثقة في اللغة و النحو، إذ كان يلحن في شعره (5)؛ و ربما جاءت قوافيه ليّنة (6).

المختار من شعره:

-قال عبيد اللّه بن قيس الرقيّات يمدح مصعب بن الزبير و يفتخر بقيس و يعرّض باليمانية و بني أمية:

حبّذا العيش حين قومي جميعا لم تفرّق أمورها الأهواء؛

قبل أن تطمع القبائل في مل‍ ك قريش و تشمت الاعداء.

أيّها المشتهي فناء قريش، بيد اللّه عمرها و الفناء.

ان تودّع من البلاد قريش لا يكن بعدهم لحيّ بقاء.

إنما مصعب شهاب من اللّه تجلّت عن وجهه الظلماء.

ملكه ملك قوّة ليس فيه جبروت و لا به كبرياء:

يتّقي اللّه في الامور، و قد أف‍ لح من كان همّه الاتّقاء (7)

عين، فابكي على قريش؛ و هل ير جع ما فات-ان بكيت-البكاء؟

معشر حتفهم سيوف بني العلاّ ت يخشون أن يضيع اللواء (8)

ترك الرأس كالثغامة منّي نكبات تسري بها الانباء (9)

ليس للّه حرمة مثل بيت نحن حجّابه عليه الملاء (10)

خصّه اللّه بالكرامة، فالبا دون و العاكفون فيه سواء (11)

حرّقته رجال لخم و عكّ و جذام و حمير و صداء (12)

فبنيناه بعد ما حرّقوه، فاستوى السمك و استقلّ البناء (13)

كيف نومي على الفراش و لمّا تشمل الشام غارة شعواء (14)

تذهل الشيخ عن بنيه و تبدي عن براها العقيلة العذراء (15)

-و لعبيد اللّه قصيدة يمدح فيها عبد الملك بن مروان جاء فيها:

ما نقموا من بني أميّة إلاّ أنّهم يحلمون إن غضبوا،

و أنّهم سادة الملوك، فما تصلح إلاّ عليهم العزب.

إنّ الأغرّ الذي أبوه أبو ال‍ عاصي عليه الوقار و الحجب:

خليفة اللّه فوق منبره جفّت بذاك الاقلام و الكتب (16)

يعتدل التاج فوق مفرقه على جبين كأنه الذهب (17)

-حجّت رقيّة بنت عبد الواحد بن أبي سعد العامرية، إحدى اللواتي أحبّهن عبيد اللّه بن قيس، فاتّفق أن كان عبيد اللّه قريبا منها في الطواف، ثم رآها تقبّل الحجر الأسود فقال:

حبّ ذاك الدّلّ و الغنج و التي في عينها دعج (18)

و التي إن حدّثت كذبت، و التي في وعدها خلج (19)

و ترى في البيت صورتها مثلما في البيعة السّرج (20)

خبّروني: هل على رجل عاشق-من قبلة-حرج (21)

-و كان في شعر عبيد اللّه بن قيس الرّقيّات ملامح من الخصائص المحدثة، غير أنّ النّقاد في العصر الأمويّ لم يكونوا يحبّونها. قال عبيد اللّه:

إنّ الحوادث بالمدينة قد أوجعنني و قرعن مروتيه (22)

و جببني جبّ السنام، و لم يتركن ريشا في مناكبيه (23)

-و من شعره العذب في النسيب:

بكرت عليّ عواذلي يلحينني و ألومهنّه (24)

و يقلن: «شيب قد علا ك، و قد كبرت!» فقلت! «إنّه» (25)

-و له مديح في عبد الملك محدث الخصائص إلى أبعد الحدود مما لم يكن مألوفا قطّ قبل العصر العبّاسي. و الابيات في العقد الفريد (5:138) :

أنت ابن عائشة التي فضلت أروم نسائها (26)

لم تلتفت للداتها و مضت على غلوائها (27)

ولدت أغرّ مباركا كالشّمس وسط سمائها

_________________________

1) تجعل بعض المصادر اسم ابن قيس الرقيات «عبد اللّه» لا «عبيد اللّه» (راجع عرض عبد السلام محمد هارون لهذه القضية في كتاب البيان و التبيين للجاحظ،2:278، الحاشية 5) .

2) دير الجاثليق في العراق، جرت على مقربة منه المعركة التي انتصر فيها عبد الملك بن مروان على مصعب بن الزبير، سنة 72 ه‍(691) .

3) في بروكلمان، الملحق 1:78 أن عبيد اللّه بن الرقيات مدح عبد العزيز بن مروان و أكد حقه في الخلافة سنة 85 ه‍(704 م) ، و ذلك وهم.

4) متانة و شدة.

5) راجع الموشح للمرزباني 186،187.

6) الصناعتين 450؛ الشعر و الشعراء 345.

7) يجب مد الهاء في «همه» قبل همزة الوصل في الاتقاء: همو لتقاء.

8) بنو العلات: الأولاد أبوهم واحد و أمهاتهم مختلفات، و يكونون عادة أعداء. . . .

9) ترك الرأس كالثغامة (نبت له زهر أبيض) : شيبتني مصائب كثر عنها الكلام.

10) -ليس في الأرض أقدس من البيت العتيق (الكعبة) ، و نحن حجابه (حماته و الولاة عليه) عليه الملأ (مكسوا بالأستار، كناية عن احترامه و تقديسه) .

11) البادون: المقيمون في البادية. العاكفون: المتعبدون في المسجد: في المسجد الحرام في مكة، كناية عن أهل مكة. راجع سورة الحج: «وَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرامِ اَلَّذِي جَعَلْناهُ لِلنّاسِ سَواءً اَلْعاكِفُ فِيهِ وَ اَلْبادِ (22:25) . عن أهل مكة. راجع سورة الحج: «إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اَللّهِ وَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرامِ اَلَّذِي جَعَلْناهُ لِلنّاسِ سَواءً اَلْعاكِفُ فِيهِ وَ اَلْبادِ؛ وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (القرآن 22:25) إشارة إلى غزو بني أمية لمكة.

12) حرقته (إشارة إلى احتراق الكعبة) . . . . لخم و عك الخ. . . قبائل يمانية (إشارة إلى أن اليمانية هم أنصار بني أمية، بينما القيسية هم أنصار آل الزبير) .

13) السمك: السقف. استوى: قام، ثبت.

14) الشعواء: متفرقة (عامة. شجرة شعواء: منتشرة الأغصان) غارة شديدة.

15) . . . . -تجعل العقيلة (الفتاة الكريمة) العذراء (الصغيرة السن، المحجوبة) تظهر براها (خلاخلها) . و الخلخال: حلقة تزين بها المرأة ساقها (كناية عن اشتداد المصيبة و ذهول المرأة عن ستر ما يجب ستره) .

16) جف الحبر (لكثرة ما كتبت الاقلام في فضائل بني أمية) و امتلأت الكتب.

17) لما وصل عبيد اللّه الى هذا البيت ظهر الغضب على عبد الملك و قال لعبيد اللّه: يا ابن قيس، تمدحني بالتاج كأني من العجم، و تقول في مصعب: إنما مصعب شهاب من اللّه. . . . (راجع فوق، ص 450؛ و الاغاني 5:79) . و وجه العيب في مدح عبيد اللّه لعبد الملك هو أن الشاعر عدل في هذا المدح «عن الفضائل النفسية التي هي العقل و العفة و العدل و الشجاعة و ما جانس ذلك. . . . إلى ما يليق (فقط) بأوصاف الجسم من البهاء و الزينة» (الموشح للمرزباني 221-222) ، و هذا خلاف المألوف و المفضل في الشعر القديم.

18) الدل: الإدلال، طمع المحبوب بمحبه. الغنج: الدلال، تمنع المحبوب و هو قرب المحب، جدا أو مزحا. الدعج: سعة العينين.

19) الخلج: قلة الثبات على الوعد.

20) . . . . مثلما تضيء المصابيح في البيعة (بكسر الباء: الكنيسية) فيمتلئ المكان بالنور.

21) الحرج: الذنب، أو ما يؤاخذ عليه الانسان من الأعمال.

22) المروة: الصخرة التي في المشقر و التي تقرع: ترجم، ترمى بالحجارة (راجع فوق، ص 292) . قرعن مروتية: أصابتني مصائب كثيرة، أضعفت جسمي.

23) جببني: قطعنني، قطعن مني. السنام: مخزن الدهن من ظهر البعير: جعلنني هزيلا نحيلا: لم يتركن ريشا في مناكبي: جعلنني أهرم بسرعة.

24) يلحينني: يشتمنني، يهزأن بي.

25) في البيت اكتفاء، أي «ان الأمر كذلك (قد كبرت و قد شبت) ، فما ذا أفعل؟»

26) أروم جمع أرومة (بفتح الهمزة و ضمها) : الاصل، مجمع النسب. -هي أشرف النساء نسبا.

27) اللدات جمع لدة: الترب (القاموس 1:347) ، الذي له من العمر مثل ما لك. الغلواء: أول الشباب. -كانت معجبة بنفسها لأنها أعلى من جميع لداتها نسبا و شرفا، فكانت تسير مزهوة بشبابها لا تلتفت إلى أحد.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.