أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015
2454
التاريخ: 22-06-2015
3212
التاريخ: 13-08-2015
2044
التاريخ: 13-08-2015
1985
|
كان دكين بن سعيد القطنيّ (1) الدارميّ التميميّ، فيما يبدو، من أهل المدينة.
حينما كان عمر بن عبد العزيز يتولّى المدينة (86-93 ه) في أيام الوليد بن عبد الملك كان دكين بن سعيد الدارميّ منقطعا إليه يسامره مع سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب و رجل آخر اسمه أبو عون (2). و قد مدح دكين بن سعيد عمر بن عبد العزيز في المدينة فأجازه عمر بخمس عشر ناقة. ثم لمّا آلت الخلافة إلى عمر، سنة 99 ه(717 م) وفد عليه دكين ابن سعيد إلى دمشق و مدحه فأعطاه عمر ألف درهم (3).
و كانت وفاة دكين بن سعيد القطنيّ الدارميّ التميميّ سنة 109 ه (4) -في عام 727 م-.
2-دكين بن سعيد القطنيّ الدارميّ التميميّ شاعر بدويّ راجز.
المختار من رجزه:
- لما وصل دكين بن سعيد الدارميّ إلى دمشق وجد الناس يحيطون
بعمر بن عبد العزيز لأنه كان جالسا لردّ المظالم (5) فنادى:
يا عمر الخيرات و المكارم... و عمر الدسائع العظائم (6)
إنّي امرؤ من قطن بن دارم... أطلب ديني من أخ مكارم (7)
أسدّ حقّ المسلم المسالم... بيع يمين بالإخاء الدائم (8)
إذ ننتجي و اللّه غير نائم... في ظلمة الليل و ليل عاتم (9)
عند أبي عون و عند سالم
________________________
1) من بني قطن بن دارم (معجم الأدباء 11:118، السطر الخامس) .
2) معجم الأدباء 11:117، السطر 13. في الشعر و الشعراء (ص 387 و 388) و في الاغاني (9: 161، السطران 8 و 17) : أبو يحيى مولى الامير.
3) الشعر و الشعراء 388. في الاغاني (9:262) خمسمائة درهم؛ و في معجم الأدباء (11:118- 119) ثلاثمائة درهم جمعها عمر من نسائه.
4) معجم الأدباء 11:119.
5) كان الخلفاء يجلسون للمظالم. قد يتفق أن يعتدي نفر من أهل البيت المالك أو من أهل الدولة أو الوجاهة على أحد من عامة الناس فلا يستطيع أن يأخذ بحقه ممن اعتدى عليه و ظلمه، أو لا يستطيع القضاة العاديين أن ينصفوا ذلك الرجل (محاباة لخصمه القوي أو عجزا منهم) . فكان الخليفة يجلس في كل أسبوع مرة بلا حاجب، فيأتي المتظلمون اليه من عامة الشعب فينصفهم على خصومهم الأقوياء الوجهاء.
6) الدسائع جمع دسيعة: العطية الكبيرة.
7) لما كان عمر بن عبد العزيز واليا على المدينة قال لدكين بن سعيد مرة: «يا دكين، ان لي نفسا تواقة (متطلعة إلى المعالي: إلى الخلافة) ، فاذا أنا صرت إلى أكثر مما أنا فيه (في الولاية و الامارة) فبعين ما أرينك (بتشديد النون) : إذا صرت خليفة فسأنظر اليك بعيني نظرة (بكسر النون) عطف و سأنعم عليك. فجاء دكين الآن يستنجز عمر بن عبد العزيز هذا الوعد.
8) أسد حق المسلم المسالم: أفي (بما سأناله منك) حقوقا علي لنفر من المسلمين المسالمين (ربما أهله) . بيع يمين بالإخاء الدائم: و لك علي العهد (الذي كان من قبل) بالصداقة الدائمة.
9) إذ ننتجي (نتكلم فيما اتفقنا عليه من قبل بالنجوى: سرا بين أنفسنا لا يسمعنا أحد) إلا اللّه الذي ليس بغافل عن شيء و لا غائب عنه علن و لا سر. في ظلمة الليل (ليلا) و ليل عاتم (بعد أن مر قسم من الليل فأصبح الليل شديد الظلام) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|